التحليل الفنى لسعر الذهب اليوم وسط تفاؤل حذر للاسواق

عاد بعض التفاؤل للاسواق المالية بعد الاجراءات الاخيرة من جانب الولايات المتحدة الامريكية لمواجهة تبعات تفشى وباء كورونا وتهديده للنمو الاقتصادى العالمى. وهو ما دعم عودة شراء المستثمرين للذهب بعد الانهيار الاخير وصولا الى مستوى الدعم 1451 دولار للاوقية والتى سجلها بالامس وهو الادنى له منذ أكثر من ثلاثة شهور. عمليات الشراء الاخيرة دفعت سعر أوقية الذهب للتحرك صوب مستوى 1553 دولار قبل أن يعاود الاستقرار حول مستوى 1507 دولار وقت كتابة التحليل. هناك أنعكاس واضح للاتجاه العام للذهب منذ بدء عمليات البيع من مستوى المقاومة النفسية 1700 دولار والاعلى له منذ سبع سنوات.

ومن ضمن الاجراءات الامريكية التى تحفز أكبر أقتصاد فى العالم فى مواجهة الركود المحتمل من تفشى وباء كورونا. أعلنت إدارة ترامب بأنه سيتم السماح للأفراد والشركات بتأخير دفع فواتير ضرائبهم لعام 2019 لمدة 90 يومًا بعد الموعد النهائي المعتاد وهو 15 أبريل. وهذا التمديد هو محاولة لضخ ما يصل إلى 300 مليار دولار في الاقتصاد في وقت يظهر فيه الفيروس التاجي كسبب رئيسى فى أحداث ركود.

وقال وزير الخزانة الامريكية ستيفن منوشين بإن الأفراد سيتمكنون من تأخير دفع ما يصل إلى مليون دولار من المدفوعات. وستتمكن الشركات من تأجيل الدفع حتى 10 ملايين دولار. وسيظل على دافعي الضرائب تقديم إقراراتهم الضريبية بحلول الموعد النهائي في 15 أبريل. لكن لن يضطروا لدفع فاتورتهم الضريبية لمدة 90 يومًا إضافية. وخلال ذلك الوقت ، لن يخضع الأفراد والشركات لدفع الفوائد أو الغرامات. وقال منوتشين “كل ما عليك فعله هو تقديم أقرار الضرائب الخاص بك”.

وأضاف وزير الخزانة بإن الرئيس دونالد ترامب وافق على التفاصيل النهائية للبرنامج ، بما في ذلك إمكانية السماح لدافعي الضرائب بالاحتفاظ بـ 300 مليار دولار في الاقتصاد في الوقت الحالي. وفي الأسبوع الماضي ، قدر منوشن أن المدفوعات المؤجلة ستبلغ 200 مليار دولار.

وكان الاجراءات الاخيرة من جانب الحكومة الامريكية وبنك الاحتياطى الفيدرالى ضرورية للغاية للحفاظ على الاداء الاقتصاد الامريكى لحين التوصل الى لقاح ينهى على فيروس كوفيد 19 الذى تسبب فى قتل ما يقرب من 8000 شخص وأصابة ما يزيد عن 190 الف شخص وأنتشر فى جميع أنحاء العالم تقريبا. هذا الوباء فى يتسبب فى ركود أقتصادى يفوق الركود الذى أحدثته الازمة المالية العالمية خلال 2008-2009 .

حسب التحليل الفنى للذهب: الضغوط الهبوطية للذهب لاتزال قائمة مع ضعف السيولة فى الاسواق المالية العالمية وهو التفسير الاقوى للانهيار الاخير لسعر الذهب على الرغم من أستمرار وباء كورونا فى ذعر العالم والاسواق المالية. وعليه فقد تظل مكاسبه فى الوقت الحالى أهداف للبيع حيث أن العودة الى السيولة الطبيعية للاسواق بعد الخسائر الفادحة مؤخرا قد يأخذ المزيد من الوقت. وعليه فقد تكون مستويات المقاومة 1545 و 1600 أهداف للبيع فى حال تحرك الذهب اليها. ومما سيزيد من سيطرة الدببة على الاداء التحرك صوب مستوى الدعم النفسى 1400 دولار للاوقية. ومنها ومن أقل منها سيتم التفكير بقوة الى عمليات شراء قوية.

سيتفاعل سعر الذهب مع الاعلان عن أرقام التضخم فى منطقة اليورو وتصاريح البناء الامريكية والتضخم الكندى.