التحليل الفنى لسعر الذهب اليوم وأستراتيجية الشراء من كل مستوى هبوطى

بنهاية تداولات الاسبوع الماضى تراجع سعر الذهب الى مستوى 1770 دولار للاوقية بعد محاولات طوال تعاملات الاسبوع لاختراق مستوى المقاومة النفسية 1800 دولار للاونصة والتى تزيد من قوة سيطرة الثيران على مسار الذهب. ومما زاد من خسائر الذهب عودة مكاسب عائدات سندات الخزانة الامريكية والتى لطالما ظلت عاملا مؤثر بقوة على أداء الذهب فى الفترة الاخيرة. وفى نفس الوقت كان لتراجع الدولار التأثير فى توقف خسارة الذهب. ورغم ذلك لا تزال عوامل مستقبل قوة الذهب فى الفترة المقبلة قائمة. منذ بداية العام 2021 وسعر الذهب يتعرض لخسائر بنسبة 7 فى المائة.

بالنسبة للفضة ، السلعة الشقيقة للذهب ، أيضًا تعرضت لضغوط وقد تراجعت العقود الآجلة للفضة إلى 26.00 دولار للأونصة. وتعرض المعدن الأبيض لخسارة أسبوعية طفيفة بنسبة 0.15٪ ، إضافة إلى انخفاضه منذ بدء عام 2021 بنحو 2٪.

تراقب الأسواق المالية العالمية عودة ظهور إصابات فيروس كورونا في الهند واليابان. وقد شهد كلا البلدين زيادة كبيرة في الحالات الجديدة ، حيث حطمت الهند الرقم القياسي العالمي لـ COVID-19 ليومين متتاليين. ويراقب المستثمرون أيضًا رد الفعل من أقتراح الرئيس الامريكى جو بايدن برفع ضريبة أرباح رأس المال إلى 39.6٪ كجزء من جهوده لتمويل التعليم ورعاية الأطفال.

وقد أثرت هذه التطورات في البداية على الأسهم والسندات والدولار ، ولكن تم تخفيف بعض الضغط.

ارتفع عائد سندات الخزانة القياسي لأجل 10 سنوات إلى 1.57٪. وانخفضت عوائد سندات الخزانة الامريكية لاجل عام واحد الى 0.061٪ ، في حين قفزت عوائد السندات لأجل 30 عامًا إلى 2.254٪. ويعد أداء سوق السندات أمرًا حاسمًا بالنسبة للسلع المعدنية والتى لا يكون لها عوائد نظرًا لأنه يرفع تكلفة الفرصة البديلة.

من جانب الدولار تراجع مؤشره DXY والذى يقيس أداء الدولار مقابل سلة من ست عملات رئيسية منافسة إلى الدعم 91.09 ، وعليه فقد تكبد مؤشر الدولارخسارة أسبوعية بنسبة 0.5٪ ، مقلصًا ارتفاعه منذ بداية العام 2021 إلى أقل من 1.3٪. والدولار الضعيف مفيد للسلع المقومة بالدولار لأنه يجعل الشراء أرخص للمستثمرين الأجانب.

بالنسبة لبيانات صناعة الذهب، تباطأت تدفقات الصناديق المتداولة في بورصة الذهب (ETF) في الأسابيع الأخيرة ، حيث بلغ متوسط التدفقات الخارجة اليومية 1.5 طن في أبريل. أنخفاضا من حوالي ستة أطنان في مارس.

وتعليقا على مستقبل الذهب قال كارستن فريتش ، المحلل في Commerzbank ، في مذكرة بحثية” نتوقع تدفقات من صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة وأرتفاع أسعار الذهب مرة أخرى في النصف الثاني من العام. وبعد كل شيء ، يجب أن تضيء بيئة الذهب بشكل ملحوظ. نظرًا لأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يلتزم بسياسته النقدية الفضفاضة للغاية لفترة طويلة ، فمن المفترض أن تتراجع عوائد السندات والدولار الأمريكي من منتصف العام. وبالتالي ، ستتحول الرياح المعاكسة إلى رياح خلفية “.

بالنسبة لاسعار أسواق المعادن الأخرى ، أرتفعت العقود الآجلة للنحاس إلى 4.325 دولار للرطل. أرتفعت عقود البلاتين الآجلة إلى 1226.00 دولارًا للأونصة. أرتفعت العقود الآجلة للبلاديوم إلى 2853.50 دولار للأوقية.

حسب التحليل الفنى للذهب: المؤشرات الفنية على الرسم البيانى للاطار الزمنى اليومى لا تزال تدعم أحتمالية مزيد من المكاسب لسعر أوقية الذهب وستزيد سيطرة الثيران على الاداء فى حال تم أختراق المقاومة النفسية 1800 دولار للاونصة. وهو الاقرب حاليا للوصول الى ذلك. أختراق المقاومة سيزيد من عمليات الشراء للمعدن الاصفر وتقوى سيطرة الثيران وذلك سيتوقف على أستمرار الضغط على الدولار الامريكى وفرض المزيد من القيود العالمية لاحتواء الاصابات المتزايدة فى العديد من دول العالم رغم طرح اللقاحات. قيود كورونا تعيق جهود أنعاش الاقتصاد العالمى من أثار الجائحة. وعليه تزيد حالة عدم اليقين وهى البيئة الانسب للذهب فى الصعود حينها.

وعلى العكس فى حال تعافى الدولار وتجاهل المستثمرين تزايد الحالات وتم التركيز على مستقبل الانتعاش فى ظل التلقيح فقد يعاود سعر الذهب التصحيح لاسفل وصولا الى مستويات الدعم 1758 و 1745 و 1720 على التوالى. وحتى الان لا زلت أفضل شراء الذهب من كل مستوى هبوطى.