التحليل الفنى لسعر الذهب اليوم وأختبار الاعلى له منذ أكثر من 7 سنوات

أستمرار قلق الاسواق والمستثمرين تجاه خطوة التعجل من جانب الاقتصادات العالمية للفتح بدون التوصل الى لقاح يقضى على الوباء زاد من الاقبال على شراء الملآذات الآمنة بقيادة الذهب الذى تحرك بدوره الى تحقيق مستويات مقاومة أقوى وصلت به الى قمة ال 1738 دولار للاوقية فى بداية تعاملات اليوم الجمعة الاعلى للمعدن الاصفر منذ أكثر من سبع سنوات وقبيل الاعلان عن حزمة من البيانات الاقتصادية الهامة من أوروبا والولايات المتحدة الامريكية. التوقعات لا تزال تشير الى نتائج متشائمة لمستقبل الاقتصاد العالمى فى ظل عصر وباء كورونا القاتل.

وزاد الاقبال على شراء الذهب بعد أن حذر مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي من “فترة ممتدة” من الضعف الاقتصادي. ومما يحجم من صعود المعدن الأصفر ارتفاع الدولار الأمريكي ، والذي كان الفائز الاكبر طوال الأزمة المالية. وفي ظل عدم اليقين التجاري بين الولايات المتحدة والصين والمخاوف بشأن الموجة الثانية لتفشى الوباء ، وكانت أسعار الذهب منخفضة نسبيًا هذا الشهر بسبب تفاؤل المستثمرين ، لكنها لا تزال مرتفعة بنسبة 15٪ تقريبًا حتى الآن. ويسير الذهب أيضًا على الطريق الصحيح لتحقيق مكاسب أسبوعية قوية بنحو 3٪.

وفى نفس المسار ارتفعت الفضة ، وهي السلعة الشقيقة للذهب ، في نهاية أسبوع التداول. ارتفعت عقود الفضة الآجلة إلى 16.11 دولارًا للأوقية. وانخفض المعدن الأبيض لمعظم عام 2020 ، لكنه استعاد بعض خسائره في الشهر الماضي حيث ارتفع بنسبة 3٪. وستسجل أسعار الفضة ارتفاعًا أسبوعيًا بحوالي 7٪.

وقد أدت مجموعة من العوامل إلى رفع قيمة الذهب. منها مخاوف متزايدة من الركود ، وسياسة فائقة التيسير من البنوك المركزية العالمية ، ومخاوف تجارية بين الولايات المتحدة والصين ، وموجة ثانية من فيروس كورونا كوفيد19 – كل هذه العوامل تعطي الذهب دفعة كبيرة للتحرك فى مسار الصعود.

ورغم كأبة البيانات الاقتصادية الامريكية أرتفع مؤشر الدولار الأمريكي ، الذي يقيس سعر الدولار مقابل سلة من ست عملات رئيسية إلى 100.48 والدولار القوي سيء للسلع المقومة به مثل الذهب لأنه يجعل شراءها أكثر تكلفة للمستثمرين الأجانب. وارتفع المؤشر 4.25٪ منذ بداية العام وحتى تاريخه.

والأمر المثير للاهتمام حول الصعود المتزامن لكل من الذهب والدولار هو أنهما تم تداولهما تاريخياً عكسياً. وفي هذا السوق الفوضوي ، يتجمعون في نفس الوقت والاتجاه بسبب جاذبيتهم الآمنة. وعليه فقد كان هناك طلب كبير على الذهب والدولار ، مما أجبر بنك الاحتياطي الفيدرالي على الانخراط في مبادرة مبادلة الدولار ودفع عمال المناجم إلى إنتاج المزيد من الذهب.

على صعيد البيانات الاقتصادية ، وصلت مطالبات البطالة الأولية الامريكية إلى 2.981 مليون في الأسبوع المنتهي في 9 مايو ، ليصل إجمالي عدد الأمريكيين الذين فقدوا وظائفهم في الأسابيع الثمانية الماضية إلى ما يقرب من 36 مليونًا. ولكن يبدو أن الاتجاه الأقل من الوظائف بلغ ذروته لأن هذه هي أدنى قراءة منذ بدء الوباء قبل شهرين.

وبينما قام المستثمرون على المدى الطويل بتجميع ممتلكاتهم من الذهب ، خفضت صناديق التحوط ومديري الأموال صافي رهاناتهم الصعودية إلى أدنى مستوى في 11 شهرًا. حيث يخشى المتداولون الذين يشتاقون إلى الذهب من عودة تضخم الأسعار بسبب برنامج التسهيل الكمي الذي يتكلفه مجلس الاحتياطي الفيدرالي والذي تبلغ قيمته عدة تريليونات من الدولارات وحزم الإنفاق التي تبلغ قيمتها عدة تريليونات من الكونجرس.

حسب التحليل الفنى للذهب: الاتجاه العام للمعدن الاصفر سيظل صعوديا ما دام مستقرا أعلى المقاومة النفسية 1700 دولار وكما توقعنا من قبل بأنها ستدعم التحرك صوب مستويات مقاومة أعلى ووصلت الى بعض أهدافنا. وفى نفس الوقت السعر يتحرك الان حول مستويات قوية تشبع بالشراء حسب توجهات المؤشرات الفنية على الرسم البيانى اليومى وعليه فيتوقع تجدد عمليات البيع لجنى الارباح من مستويات المقاومة 1738 و 1745 و 1760 على التوالى. سيتفاعل سعر الذهب كثيرا مع الاعلان عن أرقام النمو من منطقة اليورو. ومن الولايات المتحدة الامريكية مبيعات التجزئة والانتاج الصناعى وثقة المستهلك الامريكى من ميتشيغان.