قبل أسبوع من اجتماع مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي للتفكير في الوتيرة المناسبة لخفض أسعار الفائدة الامريكية، من المقرر أن تظهر ثلاثة تقارير بارزة مرونة أساسية في الاقتصاد الأميركي وتباطؤا مؤقتا في نمو الوظائف. وقبيل تلك الاحداث الهامة والمؤثرة يستقر سعر اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD دون مستوى الدعم النفسى 1.0800 بخسائر ممتدة الى مستوى الدعم 1.0782 وقت كتابة التحليل بالقرب من الادنى لزوج العملات منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
هذا الشارت من منصة tradingview
وحسب نتائج المفكرة الاقتصادية…. فمن المتوقع أن يعكس تقرير التوظيف الامريكى والصادر يوم الجمعة المقبل، والذي من المتوقع أن يظهر زيادة متواضعة قدرها 110 آلاف وظيفة ــ نحو نصف متوسط الزيادة هذا العام البالغ 200 ألف وظيفة ــ وبسبب الضربات التي لحقت بسوق العمل بسبب إعصارين فضلا عن توقف العمل في شركة بوينج لصناعة الطائرات. ومن المتوقع أن يظل معدل البطالة فى البلاد عند 4.1%.
ويتوقع خبراء الاقتصاد أن يستبعد صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي هذه العوامل المؤقتة ويخفضوا أسعار الفائدة الامريكية بواقع ربع نقطة مئوية في اجتماعهم في السادس والسابع من نوفمبر/تشرين الثاني. وفي حين يثق المسؤولون في أن ضغوط الأسعار تتراجع عموما، فمن المتوقع أن يظهر تقرير منفصل أن مقياس البنك المركزي المفضل للتضخم الأساسي تسارع في نهاية سبتمبر/أيلول. ومن المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، بأستثناء تكاليف الغذاء والطاقة المتقلبة، بنسبة 0.3%، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر. ومن المتوقع أيضًا أن يظهر التقرير الصادر يوم الخميس أن الإنفاق الاستهلاكي والدخل الشخصي قد تعززا في سبتمبر مقارنة بالشهر السابق، مما يشير إلى الزخم في الجزء الأكبر من الاقتصاد.
ويوم الأربعاء، ستصدر الحكومة الامريكية أيضًا أول تقدير لها للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، وتشير التوقعات إلى وتيرة سنوية قوية بنسبة 3% من شأنها أن تتطابق مع النمو الذي شهدناه في الأشهر الثلاثة السابقة. وبالإضافة إلى الإنفاق الاستهلاكي القوي، من المرجح أن يكون الناتج المحلي الإجمالي مدعومًا بزيادة في نفقات الشركات على المعدات.
وتتضمن التقارير الأخرى هذا الأسبوع فرص العمل الامريكية في سبتمبر، وتكاليف التوظيف في الربع الثالث وثقة المستهلك في أكتوبر. كما سيصدر معهد إدارة التوريد مؤشر التصنيع لشهر أكتوبر.
وعلى صعيد أخر. ستصدر هذا الأسبوع لمحات أولى من البيانات الصارمة التي سيستخدمها البنك المركزي الأوروبي لتخصيص خطوته التالية للتخفيف في ديسمبر، في وقت يتزايد فيه تقدير المستثمرين لفرصة خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة. وفي حين تظهر علامات الضعف، من المتوقع أن تظهر أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث يوم الأربعاء أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو بنسبة 0.2٪، بعد الانتعاش في إسبانيا والتوسع المطرد في فرنسا وإيطاليا الذي عوض عن الركود الألماني.
ومن المتوقع أن يتسارع التضخم في منطقة اليورو يوم الخميس بشكل طفيف إلى 1.9%، وهو أقل بقليل من التوقعات.
وإن هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%، مع تجاوز ألمانيا لهذا الهدف. وعليه فإن مثل هذه النتائج تتوافق مع توقعات صناع السياسات بانتعاش مؤقت قبل أن يستقر نمو الأسعار حول الهدف في النصف الأول من العام المقبل. وكان قد أمتد الاتجاه الهبوطي في نشاط القطاع الخاص في منطقة اليورو إلى شهر ثانٍ مع ثقل أكبر اقتصادين في المنطقة على الناتج وعدم وجود علامة تذكر على التعافي. ومن جانبه قال صندوق النقد الدولي في تحديث لتوقعاته الاقتصادية العالمية الصادر يوم الثلاثاء الماضى بإن الناتج العالمي سيتوسع بنسبة 3.2٪، وهو أبطأ بمقدار 0.1 نقطة مئوية من تقديرات يوليو. لقد حذر صندوق النقد الدولي منذ عدة سنوات من أن الاقتصاد العالمي من المرجح أن يتوسع عند مستواه المتواضع الحالي في الأمد المتوسط ــ وهو مستوى ضئيل للغاية لمنح الدول الموارد التي تحتاج إليها للحد من الفقر ومواجهة تغير المناخ.
ويتجه الاقتصاد العالمي نحو نهاية العام في ظل رياح مواتية غير متوقعة مع تباطؤ التضخم الذي يمهد الطريق لهبوط ناعم غير متوقع. وفي الوقت نفسه، تنتظرنا عقبات سياسية. وتخيم على التوقعات انتخابات الرئاسة الأميركية التي تقدم نتائج اقتصادية مختلفة تماما للعالم. ويأتي هذا على رأس الديون الحكومية المرتفعة، وتصاعد الصراع في الشرق الأوسط، والحرب الطاحنة بين روسيا وأوكرانيا، والتوترات في مضيق تايوان.
حسب منصات شركات تداول الاسهم… ناسداك يرتفع يوم الجمعة، بقيادة أسهم التكنولوجيا. وحسب التداولات فقد أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مستقرًا يوم الجمعة، وانخفض مؤشر داو جونز 259 نقطة بينما تقدم مؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.5% حيث طغت انخفاضات البنوك على مكاسب أسهم التكنولوجيا. وكان قد تأثر القطاع المالي بشكل خاص بالمخاوف المحيطة بشركة نيويورك كوميونيتي بانكورب، والتي شهدت انخفاض أسهمها بنسبة 8.2% بعد توجيهات مخيبة للآمال. وانخفض سهم كلا من بنك أوف أميركا وويلز فارجو بنسبة 1.7% و1.3% على التوالي، بينما انخفض سهم كلا من مورجان ستانلي وجولدمان ساكس بنسبة 2%. وعلى العكس من ذلك، ارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت وألفابت وميتا وأمازون بنسبة تتراوح بين 0.8% و1.5% قبل تقارير أرباحها القادمة.
وبالإضافة إلى ذلك، ارتفعت شهادات الإيداع الأمريكية لشركة إنفيديا وتي إس إم سي بنسبة 0.8% و6.9% على التوالي، مما أدى إلى تمديد المكاسب في قطاع أشباه الموصلات. وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، أشار مسح جامعة ميشيغان للمستهلكين إلى أن كلا من المشاعر والتوقعات قد تم تعديلها صعوديًا، في حين تم تعديل توقعات التضخم نزوليًا.
وعلى مدار الأسبوع، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر داو جونز بنسبة 2.4% و0.9%، في حين سجل مؤشر ناسداك مكاسب طفيفة.
توقعات اليورو دولار اليوم:
حسب الاداء على شارت اليومى لا يزال الاتجاه العام لسعر اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD هبوطيا والاستقرار دون الدعم النفسى 1.0800 يؤكد سيطرة الدببة وأتوقع أن يظل الاداء هبوطيا لحين رد الفعل على البيانات الاقتصادية والاحداث الهامة من الولايات المتحدة وأوروبا. زيادة عوامل قوة الدولار قد تدفع زوج العملات الى مستويات هبوطية أعمق والاقرب منها حاليا 1.0720 و 1.0600 على التوالى والتى بدورها قد تدفع كامل المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع قوية بالبيع. وفى المقابل وعلى نفس الفترة الزمنية كسر الاتجاه الهبوطى يتطلب التحرك أعلى المستوى النفسى 1.1000 .