تحليل اليورو دولار EUR/USD وأسباب ضعف الارتداد الصعودى

لم يكن لسعر صرف اليورو مقابل الدولار EUR/USD سبب وجيه للبهجة في الآونة الأخيرة ، لكن هناك احتمال أن يستفيد بشكل ملحوظ في الأسابيع المقبلة إذا ظل بنك الصين الشعبي (PBoC) جادًا بشأن استقرار عملة الرينمينبي وثيقة الارتباط في اتجاه حدث مهم للغاية في التقويم السياسي الصيني. فى بداية تداولات هذا الاسبوع صعد زوج اليورو دولار EUR/USD صوب مستوى المقاومة 0.9835 وسط توقف مؤقت لمكاسب الدولار الامريكى وفى نفس الوقت مكاسب اليورو لا تزال تواجه عوامل ضغط أبرزها تبعات وتطورات الحرب الروسية الاوكرانية المستمرة.

وقد أدى التخريب الذي حدث في الأسبوع الماضي لخطوط أنابيب نوردستريم إلى تكثيف الرياح المعاكسة للطاقة التي تواجه اقتصادات أوروبا في الوقت الذي تؤدي فيه مشكلة التضخم المتصاعدة إلى زيادة الضغط على البنك المركزي الأوروبي (ECB) فيما يتعلق بالنتائج السلبية للعملة الأوروبية الموحدة. وأدت هذه التطورات إلى زيادة جرأة مجتمع المحللين الهبوطي بالفعل حيث يبحث بعض المتنبئين الآن عن اليورو الذى سيتخلى عن 8٪ أخرى بحلول نهاية العام ، الأمر الذي من شأنه أن يرفع خسائر اليورو إلى أكثر من 20٪ لعام 2022.

وفى هذا الصدد كتب جوردان روتشستر ، محلل فوركس لدى نومورا “نتوقع أن يتجه زوج اليورو / الدولار الأمريكي EUR/USD إلى 0.90 بحلول نهاية العام وأن ينخفض زوج الجنيه الإسترليني / الدولار الأمريكي GBP/USD إلى 0.975 خلال نفس الفترة: تحركات كبيرة مع العديد من المخاطر على طول الطريق” ، وأضاف المحلل “وجهة نظرنا مدفوعة إلى حد كبير بما يلي: 1) انهيار الميزان التجاري في أوروبا وتغيير النظام بالنسبة للدولار الأمريكي ، مع زيادة الصادرات الأمريكية من النفط والغاز الطبيعي المسال ؛ 2) انخفاض توقعات النمو العالمي يلقي بثقله على العملات المسايرة للدورة الاقتصادية (على سبيل المثال ، الجنيه الإسترليني) و 3) ارتفاع مخاطر الائتمان وضغوط السوق المقبلة “.

ولكن على الرغم من النظرة الهبوطية المتصورة عمومًا ، فقد يكون هناك مجال لليورو للاستفادة على المدى القصير من أي محاولات محتملة من قبل بنك الصين الشعبي (PBoC) لوقف انخفاض الرنمينبي خلال عطلة الأسبوع الذهبي الحالية. ويؤدي إلى حدث سياسي مهم للغاية في منتصف الشهر. وجاء ذلك بعد أن استشهدت رويترز بأربعة مصادر يوم الخميس الماضي للإبلاغ عن أن البنوك المملوكة للدولة في الصين قد تلقت تعليمات بالاستعداد لبيع الدولار من أجل دعم الرنمينبي ، مما قد يكون له آثار على أجزاء أخرى من نظام تجارة الصرف الأجنبي الصيني (CFETS).

وتقرير رويترز يوم الخميس هو مجرد واحد من عدة مؤشرات تشير إلى أن تحمل بنك الشعب الصيني لخسائر الرنمينبي قد تبخر تقريبًا ، وبالنظر إلى مدى قدرة العملة الصينية على التأثير على الآخرين ، ويعد هذا تطورًا إيجابيًا محتملًا لليورو. وعليه يقول ألفين تان ، محلل العملات في RBC: “كان هناك حديث في السوق عن مطالبة البنوك الصينية الأسبوع الماضي بالحفاظ على سعر صرف الدولار الأمريكي / اليوان الصيني USD/CNH قريبًا من سعر التثبيت اليومي مع استمرار بكين في الميل ضد الاتجاه الصعودي”.

وجاءت التكهنات حول احتمال التدخل بعد انخفاض طويل في قيمة الرنمينبي وتأتي في مرحلة في التقويم المحلي حيث من المرجح أن يرغب صانعو السياسة المحليون في تشجيع الاستقرار في مجمع الرنمينبي العائم المُدار. كما يأتي في وقت يرتفع فيه الدولار بالقرب من أعلى مستوياته في عقدين مقابل العديد من العملات ويجلس المضاربون على رأس المراكز “الطويلة” الكبيرة أو الرهانات الصعودية على العملة الأمريكية ، مما قد يترك الدولار عرضة لجني الأرباح من خلال مقامرون مضاربون على المدى القصير.

التحليل الفنى لليورو دولار اليوم:

لا يزال زوج العملات اليورو مقابل الدولار EUR/USD في وضع التصحيح ويقترب من منطقة الاهتمام عند التكافؤ أو 1.0000. وتُظهر أداة تصحيح فيبوناتشي مناطق مقاومة إضافية. ويختبر الزوج حاليًا مستوى تصحيح فيبوناتشي 38.2٪ حول المستوى النفسي الرئيسي 0.900 ، ولكن قد يكون من المقرر تصحيح أعلى. ويقع 50٪ فيبوناتشي عند 0.9887 ومستوى 61.8٪ عند .9950 مقاومة نفسية ثانوية ، وهو قريب من خط الترند الهابط.

وبالإضافة إلى ذلك ، فإن 50٪ فيبوناتشي يقع بالقرب من 100 SMA نقطة انعطاف ديناميكية بينما يصطف مستوى 61.8٪ مع المقاومة الديناميكية 200 SMA. وإذا صمد أي من هذه العوامل كحاجز صعودي ، فقد يستأنف اليورو مقابل الدولار EUR/USD الهبوط إلى قاع التأرجح عند 0.9530. حتى الان 100 SMA أقل من 200 SMA لتأكيد أن الاتجاه العام لا يزال هبوطيا وأن البيع من المرجح أن يستأنف أكثر من أن ينعكس. ويتحول مؤشر ستوكاستيك أيضًا هبوطيًا بعد الوصول إلى منطقة ذروة الشراء ، مما يعكس ارتفاع ضغط البيع.

ويبدو أن مؤشر القوة النسبية مستعد للانحراف لاسفل دون الوصول إلى منطقة ذروة الشراء ، مما يشير إلى أن الدببة حريصون على تولي زمام الأمور.