الأحد , مايو 11 2025

التحليل الفنى لليورو مقابل الدولار الامريكى: وحيادية الاداء مع ميل هبوطى

منذ بدء تداولات هذا الاسبوع وسعر اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD يتحرك فى وضع حيادى مع ميل هبوطى ما دام مستقرا حول ودون مستوى الدعم 1.0800 . وكما ذكرت من قبل قد يظل الاداء كذلك لحين رد الفعل على الاعلان عن أرقام الوظائف الامريكية وقراءة التضخم الامريكية المفضلة لدى بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى. الدولار الامريكى لا يزال الاقوى مقابل باقى العملات الرئيسية الاخرى فى ظل الاقبال على الشراء كملآذ أمن وتهدئة التوقعات حيال مزيد من مرات خفض الفائدة الامريكية. وعلى الجانب الاوروبى. الاقتصاد الألماني، والذي يعتبر قلب أوروبا، يظهر علامات مقلقة على التراجع. وبعد أن كان الاقتصاد الألماني مشهورًا بمرونته، أصبح الآن الأبطأ نموًا بين دول مجموعة السبع ومنطقة اليورو. وتظهر توقعات صندوق النقد الدولي الأخيرة انكماشًا متوقعًا بنسبة 0.2% في عام 2024 ونموًا بنسبة 0.8% فقط في عام 2025 – بعيدًا عن التوسع القوي المرتبط ذات يوم بالزعيم الصناعي في أوروبا.

شارت اليورو مقابل الدولار الامريكى
شارت اليورو مقابل الدولار الامريكى

هذا الشارت من منصة tradingview

وعليه فإن الفجوة في الميزانية التي تتجاوز 40 مليار يورو، جنبًا إلى جنب مع انخفاض عائدات الضرائب المتوقع أن تقل بمقدار 60 مليار يورو على مدى السنوات الخمس المقبلة، ترسم صورة لبلد في حالة جمود اقتصادي. ومع تقليص الشركات الالمانية الصغيرة والشركات العملاقة أحزمتها، يتساءل البعض عما إذا كانت ألمانيا على وشك “عقد ضائع”.

تكاليف الاعتماد الألماني

لعقود من الزمان، كان نجاح ألمانيا يعتمد على قدرتها على توريد سلع عالية الجودة في جميع أنحاء العالم، وخاصة إلى أسواق مثل الصين. وتمثل الصادرات ما يقرب من نصف الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا، وهو أعلى بكثير من الاقتصادات الكبرى الأخرى، مما يجعل البلاد عُرضة للخطر عندما ينخفض الطلب. واليوم، تتعثر الصادرات الألمانية إلى الصين، وخاصة في قطاعي السيارات والآلات. وتكافح شركات مثل ديجوما، التي تنتج الآلات الصناعية، مع تأخير العملاء للطلبات، مستشهدة بعدم اليقين الاقتصادي وتذبذب الطلب. وكشف هذا الركود في الصادرات عن مخاطر الاقتصاد المعتمد بشكل كبير على الأسواق الخارجية. ومع تحول الصين بشكل متزايد إلى الموردين المحليين وتباطؤ التجارة العالمية، فإن الاعتماد المفرط لألمانيا على الصادرات قد يؤدي إلى مشاكل للنمو في الأمد البعيد. وبالفعل، اضطرت الحكومة الألمانية إلى تعديل توقعاتها الضريبية نحو الانخفاض، مما يشير إلى مدى انتشار هذه الضغوط الاقتصادية.

الانقسامات السياسية تعطل العمل الاقتصادي

تتفاقم التحديات الاقتصادية في ألمانيا بسبب الجمود السياسي، حيث تكافح الحكومة الائتلافية بقيادة المستشار أولاف شولتز للاتفاق على السياسات الرئيسية. وغالبًا ما يصطدم الائتلاف، وهو تحالف غير عادي بين الديمقراطيين الاجتماعيين والخضر والليبراليين، حول قضايا مثل لوائح المناخ والسياسة الصناعية والإصلاح الاقتصادي، مما يجعل قادة الأعمال محبطين بسبب التأخير والتردد. وقد كان لهذا الخلاف تأثير ملموس على الاقتصاد.

وكان قد كشف استطلاع حديث أن ما يقرب من 37٪ من الشركات الألمانية تفكر الآن في خفض الإنتاج أو نقل العمليات إلى الخارج، ارتفاعًا من 31٪ في العام السابق. ولقد خلق موقف حزب الخضر القوي بشأن سياسات المناخ توترات داخل الائتلاف، مما أثار انتقادات من الشركات والقادة المحليين على حد سواء. ويُنظر إلى هذا المأزق السياسي، إلى جانب البنية التحتية القديمة، على نحو متزايد على أنه عائق أمام الإصلاحات البنيوية التي تحتاجها ألمانيا للبقاء قادرة على المنافسة.

صناعة السيارات في ألمانيا على حافة الهاوية

وبأعتبارها واحدة من أكبر المساهمين في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، فإن قطاع السيارات في ألمانيا يكافح الآن مع ارتفاع التكاليف، وانخفاض الطلب على المركبات الكهربائية، والمنافسة الشرسة من الشركات المصنعة الصينية التي تقدم السيارات الكهربائية بأسعار معقولة. وكانت قد أعلنت شركة فولكس فاجن مؤخرًا عن إغلاق أول مصانعها في ألمانيا، وهي خطوة تاريخية تعكس التباطؤ الأوسع في صناعة السيارات. وفى نفس الصدد خفضت شركات مثل بي إم دبليو ومرسيدس بنز توقعات الأرباح، مشيرة إلى ضعف الطلب، وخاصة في الصين – وهي السوق التي كانت تشكل ذات يوم حصة كبيرة من مبيعاتها.

والتأثيرات المتتالية محسوسة في جميع أنحاء الصناعة، مما يؤثر على العديد من الموردين والشركات الصغيرة التي تدعم شركات تصنيع السيارات في ألمانيا. وعموما لقد ترك هذا التحول بعض شركات صناعة السيارات تتدافع للتكيف. على سبيل المثال، التزمت فولكس فاجن بإجراءات خفض التكاليف، بما في ذلك تسريح العمال وخفض الإنتاج المحتمل، للبقاء قادرة على المنافسة. ولكن مع زيادة فقدان الوظائف وضعف سلاسل التوريد، بدأ تباطؤ الصناعة يظهر في إحصاءات التوظيف في ألمانيا.

هل تستطيع ألمانيا استعادة مرونتها الاقتصادية؟

لقد أصبحت التوقعات بشأن ألمانيا نقطة محورية لوجهات نظر متباينة، حيث قدمت التقارير الأخيرة التفاؤل والحذر. حيث يشير تقرير حديث صادر عن بلومبرج إلى أن التباطؤ الاقتصادي في ألمانيا “قد ينتهي”، مع تحسن طفيف في ثقة الأعمال. ويشير مؤشر توقعات إيفو، الذي ارتفع في أكتوبر، إلى استقرار محتمل مع إظهار قطاعات مثل السياحة وتكنولوجيا المعلومات للنمو.

وبالنسبة لقطاع الخدمات، الذي شهد مكاسب وسط صراعات التصنيع، تقدم أحدث البيانات بصيص أمل. ومع ذلك، لا يزال معظم خبراء الاقتصاد غير مقتنعين، بحجة أن هذا التفاؤل قد يكون سابقًا لأوانه. ولا تزال القاعدة الصناعية في ألمانيا في وضع محفوف بالمخاطر. على الرغم من بعض القراءات الإيجابية، تكشف البيانات الاقتصادية الأوسع عن قضايا عميقة الجذور تستمر في إعاقة النمو. ومع عجز متوقع في عائدات الضرائب لمدة خمس سنوات بمقدار 60 مليار يورو وفجوة في الميزانية تزيد عن 40 مليار يورو، تشير التوقعات المالية لألمانيا إلى الجمود الاقتصادي بدلاً من التعافي.

توقعات اليورو دولار اليوم:

الاتجاه العام لسعر اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD لا يزال هبوطيا وسوف يظل الاستقرار حول ودون مستوى الدعم 1.0800 محفزا لقوة سيطرة الدببة على الاتجاه وأستمرار عوامل مكاسب الدولار الامريكى من أرقام أقوى للوظائف الامريكية هذا الاسبوع الى جانب الاقبال على شراؤه كملآذ أمن يحفز الدببة للتحرك بزوج العملات صوب مستويات هبوطية أقوى والاقرب منها حاليا 1.0755 و 1.0600 وهى كافية لدفع كامل المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع قوية بالبيع. وفى المقابل وحسب الاداء على شارت اليومى خرق الاتجاه الهبوطى يتطلب التحرك أعلى المقاومة النفسية 1.1000 على الاقل.

المحلل محمود عبد الله
مؤسس مجموعة فوركس أون لاين1 والتي كانت تضم العديد من المواقع المهتمه فى التداول فى أسواق العملات والنفط والذهب وأسواق المال وشملت موقع فوركس أون لاين1، الاقتصاد. نت، سيجنالس برو. هذا الى جانب طرح تحليلاته وأفكاره ومقالاته فى العديد من المواقع التداول المشهورة مثل ديلى فوركس. تريدرز أب . أنفستينج وغيرها. والى جانب ذلك أستعان الكثير من وسطاء التداول والمواقع الاخبارية بتحليلاته ومقالاته. يحمل محمود ليسانس القانون من جامعة الأزهر في مصر، وتعلم التداول من خلال العديد من الدورات التعليمية المباشرة وعبر الإنترنت. وهو متداول نشط منذ أكثر من 16 عامًا.