التحليل الفنى لليورو مقابل الدولار الامريكى: توقعات الهبوط لا تزال الاقوى

يتجه سعر اليورو نحو الهبوط مقابل الدولار الامريكى ومن المرجح أن يتكبد المزيد من الخسائر خلال الأيام الخمسة المقبلة. وحسب تداولات سوق الفوركس.. فقد انخفض سعر صرف اليورو مقابل الدولار الامريكى (EUR/USD) إلى ما دون المتوسط المتحرك البسيط لمدة 200 يوم الأسبوع الماضي، وهو ما يعادل تدهورًا فنيًا ملحوظًا. ويرى نموذج توقعات هذا الأسبوع لدينا أن المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم هو خط رئيسي، حيث يكون سعر الصرف في أتجاه هبوطي لعدة أسابيع عند الانخفاض واتجاه صعودي عند الارتفاع. وتعليقا على أداء زوج العملات. يوضح دبليو براد بيكتل، المحلل في جيفريز، شركة الخدمات المصرفية الاستثمارية وأسواق رأس المال، “يمكن أن تكون المتوسطات المتحركة لمدة 200 يوم نقاط محورية رئيسية على مدى آفاق طويلة، وتميل العملات جنبًا إلى جنب مع الأصول الأخرى إلى الوقوع في “مأزق” أعلى أو أسفل متوسطاتها المتحركة لعدة أشهر في كل مرة”.

هذا الشارت من منصة tradingview

وحسب النظرة الفنية… يقع المتوسط المتحرك لـ 200 يوم عند 1.0871، وتشير المؤشرات المبكرة إلى أن المستوى الفني يعمل الآن كسقف، حيث لم تتمكن الارتدادات الأسبوع الماضي من تجاوز العقبة. وبالتالي، قد تشهد الأيام القادمة صراعًا بين زوج اليورو/الدولار الأمريكي EUR/USD وزوج العملات تحت المتوسط المتحرك لـ 200 يوم، وقد يكون عرضة لإعادة اختبار أدنى مستوى سجله الأسبوع الماضي عند 1.0810.

ومن الناحية الأساسية، يتعرض سعر اليورو لضغوط حيث تعتقد الأسواق المالية الآن أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر، وبسرعة أكبر، من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وقد أدى هذا إلى خفض عائدات سندات منطقة اليورو مقارنة بعائدات السندات الأمريكية، وهو ما يوفر سردًا أساسيًا لتراجع اليورو/الدولار الامريكى. وحسب محللون في بنك سوسيتيه جنرال.”يستقر الدعم لليورو دولار في الأمد القريب عند 1.0778، وهو أدنى مستوى في أوائل أغسطس/آب. ولا يمكن أستبعاد انخفاض أعمق في تكرار ما حدث في عام 2016 إذا اكتسبت العائدات الأمريكية قوة دفع تصاعدية بعد الانتخابات الرئاسية”.

ومن جانبه فقد أستجاب البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي لديناميكيات التضخم المتراجعة في منطقة اليورو بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أخرى. وسيشهد هذا الأسبوع العديد من المتحدثين من البنك المركزي الأوروبي، بما في ذلك رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد نفسها، والتي ستتطرق إلى هذا القرار وما يحمله المستقبل. وتتضمن المخاطر الصاعدة لليورو سعي أعضاء البنك المركزي الأوروبي إلى تهدئة التوقعات بشأن وتيرة التخفيضات المستقبلية، وهو أحتمال وارد بالنظر إلى مدى عدوانية التسعير في الآونة الأخيرة.

ووفقًا للسوق، يميل البنك المركزي الأوروبي الآن إلى خفض أسعار الفائدة أكثر من بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى؛ والأسواق المالية أقل اقتناعًا بوجود حاجة ملحة لخفض أسعار الفائدة الأمريكية بسبب البيانات الاقتصادية التي تفوقت على الإجماع والتي تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي اكتسب زخمًا متجهًا إلى الربع الأخير من العام. وسيخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الامريكية مرة أخرى في أوائل نوفمبر، ولكن لن يكون ذلك بقدر ما كان متوقعًا سابقًا (25 نقطة أساس وليس 50 نقطة أساس) وهناك فرصة جيدة لأن يدعو بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الحذر بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل.

وعلى صعيد أخر مؤثر على سوق الفوركس.. تبعد الانتخابات الأمريكية أقل من أسبوعين، ويقول المحللون بإن الأداء المتفوق للدولار الأمريكي مؤخرًا مرتبط بإشارات إلى أن دونالد ترامب هو المرشح المفضل للفوز بالتصويت. ويُعتقد أن سياسته التجارية الثقيلة بالتعريفات وأجندته السخية لخفض الضرائب تدعم توقعات الدولار. وفى هذا الصدد يقول فؤاد رزاق زادة، المحلل في سيتي إندكس: “مع اكتساب دونالد ترامب أرضية في استطلاعات الرأي، بدأت الأسواق في وضع فوز محتمل في الحسبان، مما قد يحافظ على دعم الدولار الامريكى”.