التحليل الفنى لزوج اليورو مقابل الدولار EUR/USD ومحاولات جديدة للصعود

على الرغم من أعلان بنك الاحتياطى الفيدرالى وكما كانت تتوقع الاسواق رفع معدلات الفائدة بواقع نصف نقطة كاملة وهى أكبر زيادة للفائدة الامريكية منذ عام 2000 الا أن زوج العملات اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD أستفاد من توقف مكاسب الدولار وعاد للارتفاع صوب مستوى 1.0642 أرتدادا من أنهياره صوب الادنى له منذ خمس سنوات وصولا الى مستوى الدعم 1.0470 . وقد تراجع الدولار الامريكى مقابل باقى العملات الرئيسية الاخرى وذلك بعد أن خفف مجلس الاحتياطي الفيدرالي الرهانات على رفع أسعار الفائدة الامريكية بنسب كبيرة فى المستقبل.

وتمثل هذه التحركات فترة راحة للعملات بعد أن أدت توقعات الزيادات الشديدة في أسعار الفائدة الأمريكية إلى نوبة من القوة في العملة الأمريكية. ولكن ، يقول بعض المحللين بإن الارتفاع قد يتلاشى قريبًا حيث تلقي قيود Covid الصينية بثقلها على الاقتصاد العالمي ويمارس بنك الاحتياطي الفيدرالي مزيدًا من التشديد في السياسة.

وعلى صعيد أخر يخص اليورو. يساعد تدهور الميزان التجاري الألماني في تفسير أساسيات تدفق اليورو لأسبوع كما يقول أحد المحللين في BMO Capital Markets. حيث طبعت ألمانيا فائضًا اسميًا في تجارة البضائع قدره 3.2 مليار يورو في مارس ، بأنخفاض عن 7.9 مليار يورو في فبراير وفقًا لـ Destatis. وتراجعت الصادرات الألمانية بنسبة 3.3٪ وارتفعت الواردات بنسبة 3.4٪ على أساس التقويم والمعدل الموسمي مقارنة بشهر فبراير 2022.

وخلال الربع الأول ككل ، ارتفعت الصادرات بنسبة 1.6٪ على أساس ربع سنوي بينما زادت الواردات بنسبة 4.1٪. وتعليقا على ذلك يقول ستيفن جالو ، محلل العملات الأجنبية في BMO Capital Markets في لندن ، بإن النتيجة تترك الفائض التجاري الألماني فقط فوق أدنى مستوى له في 2000 (3.07 يورو). ويقول من حيث المعدلة موسميا ، سجلت ألمانيا فائضا في تجارة البضائع كل شهر منذ يونيو 1991.

وعموما فقد أدت التطورات إلى انخفاض مؤشر شروط التجارة الألماني إلى أدنى مستوى له منذ منتصف الثمانينيات خلال الربع الأول. ولطالما كان الفائض التجاري الألماني مصدرًا أساسيًا لدعم اليورو ، وستستمر كيفية تطوره من هنا في تقديم إرشادات للعملة الموحدة للكتلة. وعليه يقول جالو: “نعتقد أن أرقام التجارة الصافية الضعيفة في ألمانيا تقطع شوطًا طويلاً نحو تفسير التدفقات الأساسية الضعيفة لليورو ، بالنظر إلى مدى صغر مركز البيع في اليورو مقابل الدولار الأميركي من جانب الصناديق ذات الرافعة المالية”.

وتقول وكالة الاحصاءات الالمانية ديستاتيس بإنه مقارنة بشهر فبراير 2022 ، انخفضت الصادرات إلى الاتحاد الروسي بنسبة 62.3٪ إلى 0.9 مليار يورو في مارس 2022 بسبب العقوبات المفروضة نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا. لكن الواردات من روسيا انخفضت بنسبة 2.4٪ فقط إلى 3.6 مليار يورو في نفس الفترة. وتعكس الطبيعة غير المرنة لواردات ألمانيا من روسيا اعتماد البلاد الكبير على الهيدروكربونات الروسية ، لا سيما الغاز والنفط.

وقد صدرت ألمانيا بضائع بقيمة 66.6 مليار يورو إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ، بينما استوردت بضائع بقيمة 56.7 مليار يورو في مارس 2022. وارتفعت الصادرات إلى الولايات المتحدة إلى 11.5 مليار يورو ، لكن الصادرات إلى الصين انخفضت بنسبة 4.3٪ لتصل إلى 9.1 مليار يورو ، مما يعكس تباينًا في الثروات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم.

لكن الصين ما زالت قادرة على تصدير بضائع بقيمة 16.3 مليار يورو إلى ألمانيا ، بزيادة قدرها 15.8٪ مقارنة بالشهر السابق. وأنخفضت الصادرات إلى بريطانيا بنسبة 3.9٪ لتصل إلى 5.5 مليار يورو وزادت الواردات من المملكة المتحدة بنسبة 40.8٪ إلى 3.7 مليار يورو في نفس الفترة ، مما يشير إلى تحسن في المركز التجاري للمملكة المتحدة مع أكبر اقتصاد في أوروبا.

حسب التحليل الفنى للزوج : محاولات الارتداد الاخيرة لم تخرج سعر زوج العملات اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD من نطاق القناة الهبوطية حتى الان وقد يحدث الخروج الاولى من الاتجاه بتحرك زوج العملات صوب مستويات المقاومة 1.0790 و 1.1000 على التوالى. عدا ذلك سيظل الاتجاه العام لزوج اليورو دولار هبوطيا. لا زلت أفضل بيع زوج العملات من كل مستوى صعودى فالبنك المركزى الاوروبى حتى الان بعيدا عن نفس خطوات بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى فى رفع معدلات الفائدة وهو ما يكون عامل ضغط على مكاسب اليورو الى جانب أستمرار الحرب الروسية.

على الجانب الهبوطى عودة زوج اليورو دولار دون مستوى الدعم 1.0545 سيعيد للدببة الفرصة التحرك لاسفل بقوة من جديد.