TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
زاد نفور المستثمرين من المخاطرة وعاد الاقبال على شراء الملآذات الآمنة مع بدء فرض قيود صارمة لاحتواء تفشى وباء كورونا والاكثر منها فى أوروبا وهو ما كان سببا وجيها لتراجع سعر زوج العملات اليورو مقابل الين اليابانى EUR/JPY لثلاث جلسات تداول على التوالى وصولا الى مستوى الدعم 123.63 وقت كتابة التحليل وفى بداية تعاملات هذا الاسبوع كان زوج العملات مستقرا على أرتفاع حول مستوى المقاومة 124.88 قرب الاعلى له منذ شهر. ومما زاد من القلق تجاه العملة الاوروبية الموحدة ضعف شديد للمعنويات تجاه الاقتصاد الالمانى حسب أرقام رصد مسح ZEW الالمانى الشهير.
تصاعد التشاؤم بشأن التوقعات بعد أن دفعت الموجة الثانية من الإصابات بفيروس كورونا الحكومات إلى البدء في إعادة فرض قيود على النشاط في عدد من الاقتصادات الكبرى بما في ذلك المملكة المتحدة ، مع تطبيق أشدها قسوة في إسبانيا. وتعليقا على ذلك يقول كلاوس فيستسين ، كبير الاقتصاديين في منطقة اليورو في بانثيون ماكرو إيكونوميكس: “يبدو أن التصحيح المحتوم في هذه البيانات جاري الآن”. “ويُظهر الرسم البياني أن مؤشرنا المركب لـ Sentix و ZEW يتدحرج الآن ، بما يتوافق مع الانزلاق في مؤشرات مديري المشتريات. وفي كثير من الأحيان ، تقود معنويات المستثمرين المسوحات الاقتصادية إلى الأعلى ، ولكن في هذه المناسبة يبدو أن الاتجاه المعاكس حولنا ، ونخشى المزيد من الضعف في كليهما ، على المدى القريب “.
وبخصوص تفشى COVID-19 تجنبت أوروبا حتى الآن العودة إلى “الإغلاق ” الذي سحق الاقتصادات في النصف الأول ، وبدلاً من ذلك تفضل التدخلات المحلية مثل تلك التي أعلنها يوم الاثنين رئيس الوزراء بوريس جونسون ، الذي أغلق الحانات وبعض شركات الضيافة الأخرى في منطقة مدينة ليفربول على الأقل. أربعة أسابيع. وتم اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في إسبانيا ، حيث تم إغلاق الحانات والمطاعم في مدريد والمناطق المحيطة بها بينما لا يستطيع السكان المغادرة إلى أجزاء أخرى باستثناء ظروف معينة. وفي هذه الأثناء ، ففي ألمانيا ، يتم تقليص الحياة الليلية بسبب حظر التجول المسائي الذي تم تنفيذه في برلين بينما يُقال على نطاق واسع أن الحكومة تفكر في المزيد من القيود. وبالإضافة إلى ذلك ، وفي هولندا ، لا يُنصح بالسفر بين أمستردام وروتردام ولاهاي بينما يتم تقييد الحياة الليلية أيضًا بسبب حظر التجول المسائي.
وتشديد القيود هو ضربة لاقتصاد منطقة اليورو المتضرر بالفعل ، والذي تقلص بنسبة -11.8٪ في الربع الثاني ، وهو أنخفاض قياسي قاده انخفاض بنسبة 18.5٪ في الناتج المحلي الإجمالي الإسباني. وكانت كرواتيا والمجر واليونان والبرتغال وفرنسا وإيطاليا من بين الدول الأخرى التي تأثرت بشدة ، مع تقلصات أقتصادية في خانة العشرات لكل منها ، على الرغم من أن الجميع يواجهون الآن انتعاشًا قويًا في الربع الثالث أختنق بسبب تدخلات السلطات. لكن ليس احتواء الفيروس فقط هو الذي أدى إلى تعتيم التوقعات هذا الشهر لأن عدم اليقين بشأن نتائج مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخابات الولايات المتحدة قد أستشهد بهما المشاركون في استطلاع ZEW على أنهما أيضًا وراءهم.
وما زاد من التشاؤم تجاه أقتصاد منطقة اليورو ملف البريكسيت. حيث يحاول مفاوضو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التوصل إلى أتفاق بشأن شروط التجارة قبل قمة المجلس الأوروبي غدا الخميس ، على الرغم من أن العديد من المحللين والمراقبين يتوقعون أستمرار المفاوضات حتى نوفمبر على الأقل وسط الخلافات المستمرة حول المطالب الأوروبية بالوصول المستمر إلى مصايد الأسماك البريطانية وأستمرار التزام المملكة المتحدة بقواعد الاتحاد الأوروبي في مجموعة من المجالات. وأمام الجانبين حتى 31 ديسمبر 2020 على أبعد تقدير لإبرام اتفاق أو تمديد الفترة الانتقالية الحالية أو الموافقة على جزء من الشراكة دون أي ترتيبات خاصة.
حسب التحليل الفنى للزوج: على الرسم البيانى للاطار الزمنى اليومى لزوج العملات اليورو مقابل الين اليابانى EUR/JPY خرج الزوج من تشكيل قناته الصعودية الاخيرة وعاد للتصحيح لاسفل وسيقوى فى حال تحرك الزوج صوب مستويات الدعم 123.20 و 122.45 و 121.70 على التوالى. وفى المقابل لن يعود الزوج فنيا فى مسار التصحيح لاعلى بدون تخطى مستوى المقاومة 126.00 ولا زلت أؤكد بأن مزيد من القيود الاوروبية لاحتواء أنتشار فيروس كورونا سيزيد من الضغط على الاقتصاد الاوروبى وبالتالى على اليورو. حيث كانت دول الكتلة بؤرة ساخنة لانتشار المرض القاتل فى بداية عام 2020 .
