شهد زوج اليورو مقابل الجنيه المصري ارتفاعًا ملحوظًا إلى مستويات غير مسبوقة، حيث سجل السعر الحالي 57.8578 جنيه، بعد أن بدأ العام عند مستوى 34.0683، محققًا بذلك ارتفاعًا بنسبة 69.82% خلال هذه الفترة. ويعكس هذا الأداء تراجعًا كبيرًا في قيمة العملة المصرية، في ظل الضغوط الاقتصادية المستمرة، ومحدودية تدفقات النقد الأجنبي، والتضخم المتسارع، مما يدفع العملات الأجنبية ولا سيما اليورو والدولار إلى تحقيق مستويات تاريخية جديدة مقابل الجنيه. هذا التراجع يأتي رغم محاولات الحكومة المصرية لتعزيز الاحتياطي النقدي وتخفيف العبء على الجنيه من خلال الاتفاقيات التمويلية وصفقات الاستثمار.
التحليل الفني لسعر زوج اليورو مقابل الجنيه المصري:
من الناحية الفنية، يظهر الرسم البياني للزوج اليورو /الجنيه المصرى حركة صعودية قوية وحادة، مع تسجيل أعلى سعر يومي عند 58.5680، ما يشير إلى استمرار الزخم الصعودي الواضح. التحرك أعلى المتوسطات المتحركة (خصوصًا متوسط 50 و100 يوم) يؤكد على أن الاتجاه العام صاعد بقوة. كذلك، فإن مؤشر القوة النسبية (RSI) يقترب من منطقة التشبع الشرائي، مما قد يفتح المجال لحركة تصحيحية مؤقتة. في الوقت نفسه، تظهر الشموع اليومية الأخيرة نمط “ماروبوزو” الصاعد، وهو دليل على سيطرة المشترين الكاملة على السوق دون مقاومة تُذكر خلال الجلسات.
السيناريو المتوقع لسعر الزوج:
السيناريو المتوقع على المدى القصير يشير إلى احتمال استمرار الارتفاع باتجاه مستوى المقاومة التالي عند 59.00، وهو مستوى نفسي واستراتيجي. وإذا تم اختراق هذا الحاجز، فقد نرى اندفاعًا باتجاه 60.00 في حال استمرار ضعف الجنيه وغياب تدخل فعّال من البنك المركزي. على الجانب الآخر، إذا حدثت عمليات جني أرباح أو تدخلات رسمية لدعم الجنيه، فقد يشهد الزوج حركة هبوطية تصحيحية نحو الدعم الأول عند 56.50، ثم 55.00، حيث يمكن اعتبار هذه المستويات فرصًا لإعادة الشراء ضمن الاتجاه الصاعد العام.
توصيات التداول:
من حيث التوصيات، يُفضّل في الوقت الراهن مراقبة فرص الشراء مع كل تصحيح هابط طفيف، بشرط عدم كسر مستوى 55.00. أما في حال كسر هذا المستوى، فقد يُشير ذلك إلى بداية موجة تصحيح أوسع، يمكن أن تمتد إلى 53.80، وهو ما يُمثل فرصة بيع قصيرة الأجل للمضاربين. وضع أوامر وقف الخسارة يجب أن يكون دقيقًا في ظل التذبذب العالي للسوق.