تحليل الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD : ومحاولات الصمود مستمرة

تذبذب سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD) الأسبوع الماضي، حيث أدى تدفق بيانات الاقتصاد الكلي من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا إلى تقلبات في الاقتران. وحاليا يستقر سعر زوج العملات الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD حول مستوى 1.2696 الادنىله منذ أسبوعين. وكانت أسعار صرف الدولار الأمريكي (USD) مدعومة بتلاشي رهانات خفض أسعار الفائدة. وبدأ الدولار الأمريكي تداولات الأسبوع مرتفعًا مقابل غالبية نظرائه من العملات الرئيسية الاخرى، حيث عزز مزاج السوق الحذر “جرين بنك” الملاذ الآمن.

وشهد الامس توسع سعر الدولار الأمريكي في مكاسبه بعد صدور أحدث بيانات التضخم الأمريكية. وحسب بيانات المفكرة الاقتصادية فقد سجل التضخم الرئيسي قراءة أعلى من توقعات السوق عند 3.2% في فبراير، في حين تراجع معدل التضخم الأساسي أقل من المتوقع ليصل إلى 3.8%. وكانت قد أدت القراءة التضخمية الأقوى من المتوقع إلى تقويض التكهنات بخفض أسعار الفائدة المقبلة، مما أدى في النهاية إلى تعزيز أسعار صرف الدولار الأمريكي.

وبنهاية تداولات الاسبوع الماضى، ارتفعت أسعار صرف الدولار الأمريكي وذلك بعد انتعاش مبيعات التجزئة الأمريكية وانخفاض مطالبات البطالة المحلية. وبالإضافة إلى ذلك، فاقت أحدث أرقام مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي التوقعات يوم الخميس، حيث ارتفعت من 0.3% في يناير إلى 0.6% في فبراير. وعليه فقد أدت علامات القوة الاقتصادية وارتفاع الأسعار إلى تقويض أي توقعات بخفض سعر الفائدة، ودعمت الدولار الأمريكي. وأنهى سعر الدولار الأمريكي تداولات الأسبوع متقلبًا، حيث سجل مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي الأخير لشهر مارس/آذار أقل بقليل من التوقعات، مما يشير إلى انخفاض ثقة المستهلك.

وفى المقابل. بدأ سعر الجنيه الاسترليني تداولات الأسبوع متراجعًا حيث أعاقت تدفقات العزوف عن المخاطرة الجنيه الاسترليني المتزايد الحساسية للمخاطر. ويوم الثلاثاء الماضى، واصل الجنيه الاسترليني أتجاهه الهبوطي حيث جاء تقرير الوظائف الأخير في بريطانيا بأقل من التوقعات، مع ارتفاع البطالة وتباطؤ نمو الأجور. وهذا بدوره عزز الرهانات على خفض سعر الفائدة القادم من بنك إنجلترا، والذي أثر بدوره على أسعار صرف الجنيه الإسترليني.

مع الانتقال إلى يوم الأربعاء، تم إصدار أحدث أرقام الناتج المحلي الإجمالي في بريطانيا، وأكدت انتعاش اقتصاد المملكة المتحدة في يناير، حيث ارتفع من -0.1% إلى 0.2%. وبعد الإصدار، كان الجنيه الاسترليني مدعومًا بتحسن التوقعات الاقتصادية، حيث توقع بعض الاقتصاديين أن الركود الضحل في المملكة المتحدة في النصف الثاني من عام 2023 قد “ينتهي حتى قبل أن يبدأ”.

ومع ذلك، مع قيام الاقتصاديين بتحليل أحدث البيانات، لم يكن الرقم الرئيسي قويًا كما بدا للوهلة الأولى، وأدت المخاوف العميقة بشأن الصحة العامة للاقتصاد البريطاني إلى خنق الجنيه الاسترليني يوم الأربعاء. وعليه فقد أنهى سعر الجنيه الأسبوع محصورًا في نطاق ضيق، حيث أدى نقص البيانات الاقتصادية حتى نهاية الأسبوع إلى جانب مزاج السوق المختلط إلى ترك أسعار صرف الجنيه الاسترليني بلا اتجاه.

توقعات الاسترلينى مقابل الدولار اليوم:

بالنظر إلى المستقبل، من المرجح أن يكون المحرك الرئيسي لحركة سعر صرف الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الأمريكي GBP/USD هذا الأسبوع هو قرارات سعر الفائدة القادمة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى وبنك إنجلترا، المقرر إصدارها يوم الأربعاء ويوم الخميس على التوالي. ومع توقع قيام كلا البنكين المركزيين بترك أسعار الفائدة دون تغيير، فمن المرجح أن يلجأ مستثمرو الجنيه الإسترليني والدولار الأمريكي إلى التعليق المصاحب للحصول على إرشادات.

وأي تعليقات حذرة من أي من الجانبين يمكن أن تؤدي إلى تقلبات في أسعار صرف الجنيه الاسترليني/الدولار الأمريكي في منتصف الأسبوع. وقبل ذلك، من المقرر صدور أحدث بيانات التضخم في بريطانيا. بعد التوقعات الأخيرة من مكتب مسؤولية الميزانية (OBR)، بأن التضخم في بريطانيا من المتوقع أن ينخفض إلى 2٪ في الربع الثاني من عام 2024، فإن أي علامة على أن وتيرة تباطؤ التضخم قد بدأت في التسارع قد تؤدي إلى ضعف الجنيه الإسترليني.

حسب الاداء على شارت اليومى يتعرض سعر زوج الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD لتصحيح هبوطى سيدعمه التحرك صوب مستوى الدعم 1.2600 . ومزيد من زخم الدولار الامريكى فقد يجد الدببة الفرصة اقوى للتحرك صوب مستويات دعم أعمق والاهم منها بعد ذلك 1.2545 و 1.2480 على التوالى والتى بدورها ستحرك المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع قوية بالبيع.

هذا الشارت من منصة tradingview