نقاط رئيسية للتحليل:
الجنيه الاسترلينى يتأثر بالتضخم البريطاني وأعلان الميزانية.
بنك أنجلترا قد يكون مستعد لخفض الفائدة.
الدولار الامريكى الاقوى قبيل قراءة النمو الاقتصادى.
زادت ضغوط بيع الجنيه الاسترلينى مقابل باقى العملات الرئيسية الاخرى وذلك بعد أن أعلن مكتب الإحصاءات الوطنية ارتفاع التضخم الشهري لمؤشر أسعار المستهلك البريطانى بنسبة 0.4% على أساس شهري، وهو أقل من التوقعات البالغة 0.5%. وحسب نتائج بيانات المفكرة الاقتصادية فقد أنخفض التضخم السنوي لمؤشر أسعار المستهلك فى بريطانيا إلى 2.8% من 3.0% في يناير 2025، بينما كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع بنسبة 2.9%. ويعزى هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى انخفاض أسعار الملابس والأحذية على أساس سنوي (-0.6%)، مسجلةً بذلك أول معدل سلبي منذ أكتوبر 2021.
شارت الجنيه الاسترلينى/ الدولار الامريكى
وحسب تداولات سوق العملات الفوركس.. فقد تهاوى زوج العملات الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD الى مستوى الدعم 1.2873 والمستقر حوله وقت كتابة التحليل.
التضخم البريطانى والتأثير على سياسات بنك أنجلترا
وحسب المعلن رسميا فقد أستقر تضخم مؤشر أسعار المستهلك في قطاع الخدمات، الذي يتابعه بنك إنجلترا عن كثب، عند 5.0%. وأنخفض معدل التضخم الأساسي لأسعار المستهلك، وهو مقياس مهم آخر للبنك، إلى 3.5% في فبراير 2025، منخفضًا من 3.7% في يناير، وأقل من التوقعات البالغة 3.6%. وفي حين أن التضخم لا يزال أعلى بكثير من هدف بنك إنجلترا البالغ 2.0%، إلا أن انخفاضه عن التوقعات أدى إلى انخفاض قيمة العملة.
وبشكل عام وعقب صدور البيانات، رفع المتداولون توقعاتهم لخفض آخر لأسعار الفائدة في بنك إنجلترا في مايو إلى 80%. وتعكس الاحتمالات المتزايدة لخفض الفائدة في مايو أنخفاضًا طفيفًا في عوائد السندات البريطانية وانخفاضًا في قيمة الجنيه الإسترليني. ومع ذلك، سيظل بنك إنجلترا مقيدًا في قدرته على خفض أسعار الفائدة في مناسبات كثيرة، إذ لا يزال التضخم مرتفعًا بعناد، ويحذر الاقتصاديون من أنه سيرتفع أكثر.
وعلى جبهة السياسة النقدية، يقول أندرو سينتانس، العضو السابق في لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا، بإن ارتفاع اشتراكات التأمين الوطني وأسعار الطاقة والمياه من المرجح أن يدفع تضخم مؤشر أسعار المستهلك إلى ما يزيد عن 4%. ويضيف بالقول: “من المتوقع أن يصل إلى 5% أو أكثر في الخريف”. وعليه فأن الضغوط التضخمية مرتفعة، وهذا سيحد من انخفاض عائدات السندات البريطانية وأسعار صرف الجنيه الإسترليني. ومع ذلك، لا يتفق جميع الاقتصاديين على أن ضغوط التضخم ستستمر في التزايد. ومن جانبه يعتقد دويتشه بنك أن مبررات خفض أسعار الفائدة بشكل متتالي آخذة في التزايد.
وحسب خبراء تداول العملات، فإن انخفاضًا أسرع في سعر الفائدة البنكي خلال الأشهر المقبلة وارد، مما سيؤثر سلبًا على الجنيه الإسترليني في العام المقبل. وفي الواقع، يُعد الانخفاض المتسارع في أسعار الفائدة في بريطانيا سببًا رئيسيًا وراء توقع العديد من كبار خبراء العملات الأجنبية انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني في الأرباع المقبلة.
نصائح تداول:
أنتعاش أسعار الأسهم البريطانية بعد البيانات الاقتصادية
حسب التداولات الاخيرة وعبر منصات شركات تداول الاسهم… فقد حافظ مؤشر فوتسي 100 للاسهم البريطانية على مكاسبه ليغلق عند 8690 نقطة ، مدفوعًا بشكل رئيسي بضعف الجنيه الإسترليني بعد الاعلان عن أنخفاض التضخم في بريطانيا بشكل غير متوقع إلى 2.8%، مما عزز دخل المقيمين في لندن من الخارج. ومع ذلك، لم يُضف بيان وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز الربيعي سوى القليل من التفاؤل الجديد للمستثمرين. فالعديد من الإعلانات الرئيسية، مثل تغييرات الرعاية الاجتماعية والخدمات الصحية الوطنية، كانت معروفة جيدًا وكان تأثيرها على السوق محدودًا.
ولكن جاءت أكبر خيبة أمل من توقعات النمو المعدّلة لمكتب مسؤولية الميزانية في بريطانيا، والتي خُفِّضت من 2% إلى 1% فقط لعام 2024. وقد أثّر هذا سلبًا على المعنويات، لا سيما في قطاع الإسكان، حيث تراجعت أسهم شركات بناء المنازل الكبرى قبل أن تتعافى. كما أقرّت الحكومة البريطانية بأنها لن تحقق هدفها المتمثل في بناء 1.5 مليون منزل، مُعدّلةً التوقعات إلى 1.3 مليون. وكان المستثمرون يأملون في اتخاذ إجراءات أكثر جرأة بشأن إصلاحات التخطيط لتحفيز النمو.
وفي غضون ذلك، فقد أنتعشت أسهم شركات الدفاع، مثل بي إيه إي سيستمز، بعد تعهد ريفز بزيادة الإنفاق، بينما واصلت شل مكاسبها عقب تحديثها الاستراتيجي.
التوقعات الفنية لزوج الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى:
حسب الاداء على شارت اليومى وكما توقعت من قبل فأن تخلى ثيران الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD عن مستوى المقاومة النفسية 1.3000 سيحفز الدببة فى التحرك بصفقات بيع لجنى الارباح لاسفل. وهو ما حدث وحاليا ستزيد ضغوط بيع الاسترلينى/ الدولار الامريكى فى حال تحرك زوج العملات صوب مستوى الدعم 1.2800. وجهات المؤشرات الفنية بقيادة مؤشر القوة النسبية ومؤشر الماكد تحولت الى أسفل. وفى المقابل وعلى نفس الفترة الزمنية ستظل المقاومة النفسية 1.3000 الاهم لتحكم الثيران فى أتجاه الاسترلينى/ الدولار الامريكى.
اليوم ستخلو المفكرة الاقتصادية من الاصدارات الاقتصادية البريطاني المؤثرة وسيكون التركيز على الاعلان عن الاصدارات الامريكية بقيادة الاعلان عن قراءة نمو الناتج المحلى الاجمالى وعدد مطالبات العاطلين عن العمل الامريكية الاسبوعية والى جانب ذلك سيتفاعل الاسترلينى دولار بمدى أقبال المستثمرين على المخاطرة من عدمه.