يبرز أداء سعر زوج العملات الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD مدى معاناة العملة الامريكية حيث أنه مع المستقبل القاتم للبريكسيت نجح الزوج فى التحرك صعوديا صوب مستوى المقاومة 1.3418 وقت كتابة التحليل والاعلى له منذ ثمانية أشهر. ورغم ذلك لا زلت أرى بأن عدم اليقين المستمر بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، والمرونة الاقتصادية الأمريكية ، والبيع المفرط للدولار قد يبطئ صعود الزوج الى مستويات أقوى. وقد زادت عمليات بيع الدولار بعد أن قال البنك المركزى الامريكى خلال ندوة جاكسون هول السنوية بإنه سيعزز عمدا تضخمًا فوق الهدف وأن أسعار الفائدة ستظل منخفضة لفترات أطول.
وكان تحول السياسة النقدية الامريكية متماشياً مع ما كان يتوقعه العديد من المحللين ولكنه يشير إلى مزيد من الانخفاض في عائدات السندات “الحقيقية” ، أو العوائد المعدلة حسب التضخم التي حققها المستثمرون ، والتي يُشار إليها على نطاق واسع على أنها وراء الانخفاضات في قيمة الدولار خلال الأشهر الأخيرة وبالاخص أواخر الأسبوع الماضي.
ضعف العملة الامريكية مقابل باقى العملات الرئيسية الاخرى دفع زوج EUR / USD و AUD / USD إلى المستويات التي شوهدت لآخر مرة في أوائل عام 2018 ، بينما وصل زوج USD / JPY إلى أدنى مستوياته في عام 2017 ووجد زوج USD / CHF طريقه إلى أدنى مستوى له منذ خمس سنوات ، ولكن سعر الجنيه مقابل الدولار GBP/USD عاد إلى أعلى مستوياته في مارس 2020. وقد يعني هذا بالنسبة لبعض المستثمرين أن سعر الجنيه مقابل الدولار هو الآن وسيلة مثالية للتعبير عن المشاعر الهبوطية للدولار الأمريكي. وفى هذا الصدد يقول خوان مانويل هيريرا ، المحلل الإستراتيجي في Scotiabank: “ما زلنا متفائلين بشأن توقعات الجنيه الإسترليني من وجهة نظر فنية ونتطلع إلى أن تمتد المكاسب نحو 1.35 عند الاختراق فوق 1.3265″. وحسب رأى مماثل يقول ديفيد سنيدون ، رئيس شركة أبحاث التحليل الفني في Credit Suisse ” بمجرد تجاوز قمة 1.3519 ، سيتم تداول الجنيه عند أعلى مستوياته منذ أوائل عام 2018 “.
التوقعات على المدى البعيد بأنه سيتم تداول الجنيه الإسترليني حول قمة 1.40 أو أعلى مقابل الدولار إذا كان مواكبًا لمكاسب اليورو والاسترالي والعملات الأخرى في تقدم عام 2020 أمام العملة الأمريكية. حيث أنخفض الجنيه الإسترليني بشكل حاد مقابل جميع العملات الرئيسية مرة أخرى في مايو وتراجع عن مستوى العديد من المنافسين في الأشهر التي تلت ذلك ، وسط مخاوف بشأن الاقتصاد والسياسة النقدية لبنك إنجلترا (BoE) ومسار محادثات التجارة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولا تزال مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في طريق مسدود على الرغم من أن صحيفة The Express ذكرت يوم الجمعة الماضية بأن ميشيل بارنييه من بروكسل أبلغ العواصم الأوروبية أنهم قد يحتاجون إلى مراجعة التفويض الممنوح له من أجل إحراز تقدم في المحادثات ، مما يشير إلى تحرك محتمل من الجانب الأوروبي.
ولن تستأنف المحادثات التجارية بشكل جدي حتى الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر على الرغم من أن عدم إحراز تقدم نحو أتفاق يمثل رياحًا معاكسة وضعفًا للجنيه الاسترلينى.
حسب التحليل الفنى للزوج: على الرسم البيانى للاطار الزمنى اليومى أنعكاس الاتجاه العام لزوج الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD نحو الصعود يزداد قوة وفى نفس الوقت قد تكون مستويات المقاومة 1.3455 و 1.3515 هدفا لعقد عمليات بيع لكسب الارتداد مع عمليات بيع محتملة لجنى الارباح فى أى وقت فى ظل وصول المؤشرات الفنية الى مناطق تشبع بالشراء. وستعود سيطرة الدببة على الاداء فى حال توجه الزوج الى ما دون مستوى الدعم 1.3200 .
بالنسبة لبيانات المفكرة الاقتصادية اليوم: من بريطانيا سيتم الاعلان عن قراءة مؤشر مديرى المشتريات الصناعى. ومن الولايات المتحدة الامريكية سيتم الاعلان عن قراءة مؤشر مديرى المشتريات ISM الصناعى ومؤشر الانفاق على البناء.