التحليل الفنى لزوج الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD وأستمرار الضغط الهبوطى

على الرغم من تأثر الدولار الامريكى سلبا أمام معظم العملات الرئيسية الاخرى بعد القرار المفاجىء من بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى بخفض معدلات الفائدة الامريكية بواقع نصف نقطة كاملة الا أن زوج الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD لم يتحرك لاعلى كثيرا حيث أختبر مستوى 1.2843 وعاد للاستقرار حول مستوى 1.2800 فى بداية تعاملات اليوم الاربعاء. وذلك مع أستمرار التشاؤم من مستقبل جوالات المفاوضات الجارية الان بين الاتحاد الاوروبى وبريطانيا حول مسار العلاقات التجارية بينهما فى مرحلة ما بعد البريكسيت.

وحصل الباوند أيضا على دعم من قراءة أقوى لمؤشر مديرى المشتريات للبناء فى بريطانيا. وبما ورد فى شهادة حاكم بنك إنجلترا مارك كارني أمام لجنة الخزانة المختارة حيث أستبعد فكرة تجربة أسعار فائدة سلبية وتعهد بدعم الاقتصاد. وقال مارك كارني بإن بنك إنجلترا سيحاول دعم الاقتصاد فى مواجهة أضرار فيروس كورونا والتى ستكون “كبيرة ولكنها مؤقتة” ، مع استبعاد أي أسعار فائدة سلبية وتأكيد وجهة نظر البنك بأن المملكة المتحدة لديها مجال لتخفيف السياسة يعادل 250 أساسًا.

وقال أيضًا بإنه يجب على الأسواق توقع استجابة سياسية مالية ونقدية لتعطيل المخاطر الاقتصادية من فيروس كورونا. وتشير التوقعات إلى أن خفض سعر الفائدة في 26 مارس إلى 0.50٪ من جانب بنك إنجلترا أصبح أمر مؤكد ويتم تسعير الاسترلينى حاليا على هذا الاساس.

على الجانب الاقتصادى. أرتفع مؤشر مديري المشتريات للبناء فى بريطانيا من 48.4 إلى 52.6 وكانت تتوقع زيادة إلى 49.0 فقط. وتشير النتيجة إلى أن صناعة البناء لم تعد في حالة انكماش. ويتماشى المستوى الحالي لمؤشر مديري المشتريات مع ارتفاع إنتاج البناء بمعدل 0.5٪ على أساس ربع سنوي. ومع ذلك ، قد يكون النمو أقوى من هذا في الربع الثاني ، وبالنظر إلى أن مؤشر الطلبيات الجديدة قفز إلى 55.3 – وهو أعلى مستوى له منذ ديسمبر 2015 – من 49.5 في يناير. وفى نفس الوقت ما زلنا نشعر بالقلق من أن خروج صعب لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي سوف يؤدى الى أنهيار صادرات السلع والخدمات.

رغم خلو المفكرة الاقتصادية بالامس من البيانات الامريكية الهامة والمؤثرة الا أن بنك الاحتياطى الفيدرالى أراد تعويض ذلك بالاعلان عن خفض مفاجىء لمعدلات الفائدة الامريكية بأقوى مما كانت تتوقعه الاسواق وكان الاجتماع الرسمى للبنك بعد أسبوعين من الان ولكن البنك رأى بأن الاسراع فى تحفيز الاقتصاد أمر مهم ولا يحتمل التأخير خاصة وأن وباء كورونا أنتشر مؤخرا فى الاراضى الامريكية وتم تسجيل 9 وفيات لهذا الوباء. الاسواق أندهشت من القرار التاريخى. وكان رد الفعل لاسواق الاسهم الامريكية عكسيا على غير العادة ويبدو بأن المستثمرين يرون بأن الخطر أكبر من التوقعات وأن البنك سيضطر لمزيد من التحفيز فى حال طال أمد الوباء وزادت الخسائر البشرية والاقتصادية عالميا منه.

معدل الفائدة الامريكية الان 1.25% من 1.75 % وأفاد بيان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي أعلن فيه عن تخفيض سعر الفائدة إنه “سيتصرف حسب الاقتضاء لدعم الاقتصاد” ، وهو ما أعتبره الاقتصاديون إشارة إلى أنه يميل نحو خفض إضافي للسعر ، ربما في اجتماع السياسة المقبل خلال أسبوعين. فعادة ما أعقبت تخفيضات الطوارئ للفائدة لمثل ما حدث يوم الثلاثاء المزيد من التخفيضات بعد ذلك بوقت قصير.

حسب التحليل الفنى للزوج: كما توقعنا من قبل ونؤكد الان فى حال أستقرار سعر الاسترلينى دولار GBP/USD حول ودون مستوى الدعم النفسى 1.2800 سيزيد الزخم الهبوطى للزوج وستظل مستويات الدعم 1.2745 و 1.2690 و 1.2580 الاهداف القادمة للدببة خاصة مع الاعلان عن فشل الجولة من المحادثات بين بريطانيا والكتلة. فرصة الانعكاس للاتجاه لا تزال تتوقف على التحرك صوب المقاومة النفسية 1.3000 . وما زلت أفضل بيع الزوج عند كل مستوى صعودى.

بالنسبة لبيانات المفكرة الاقتصادية: من بريطانيا سيتم الاعلان عن مؤشر مديرى المشتريات للخدمات. ومن الولايات المتحدة الامريكية مسح ADP للتغير فى أعداد الوظائف الغير زراعية ثم قراءة مؤشر مديرى المشتريات ISM للخدمات ومخزونات النفط الامريكية.