TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
جلسة تداول الاربعاء كانت الاكثر دموية للجنيه الاسترلينى فى مواجهة قوة الدولار والاقبال الشديد من المستثمرين على شراؤه. حيث تهاوى سعر زوج الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD الى مستوى الدعم 1.1451 الادنى له منذ عام 1985 قبل أن يستقر حول مستوى 1.1600 وقت كتابة التحليل. وفقد الزوج أكثر من 700 نقطة بالامس فقط. وقد عانى سعر الجنيه مقابل الدولار من عمليات البيع هى الاكثر وحشية منذ تراجع نتيجة أستفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وذلك وسط مكاسب حادة للدولار الامريكى فى سوق صرف العملات الفوركس. ويرى بعض المحللين إنه يمكن أن يؤدي إلى انخفاض العملة البريطانية إلى أسفل تاريخيا إلى 1.05 دولار.
يقوم المستثمرون بتصفية محافظهم المالية بطريقة نادرا ما يمكن رؤيتها في العصر الحديث ، وذلك ما يفسر الانهيار الاخير للاصول مثل الأسهم والسلع والتحرك بقوة نحو الملاذات الآمنة مثل السندات الحكومية وذلك من أجل وقف نزيف رأس المال. وبشكل عام الذعر في الأسواق يفيد السندات الأمريكية والدولار على حساب الآخرين ، وجاءت حركة سعر الزوج يوم الأربعاء في جلسة تداول فوضوية جديدة حيث لوح الرئيس دونالد ترامب بقانون الإنتاج الدفاعي ، وهو ما يمكن البيت الأبيض من القيام بشيء مثل إعادة توجيه مرافق الإنتاج للشركات الخاصة نحو جهود احتواء الفيروس التاجى كوفيد 19 ، وجاء ذلك بعد قرار من حكومة المملكة المتحدة لإغلاق المدارس من يوم الجمعة فصاعدا. وقد أدت هذه التحركات إلى تفاقم الخسائر السابقة ، والتي كانت حادة بالفعل.
تراجع الجنيه الاسترلينى جاء متزامنا مع تراجع أسواق الأسهم في لندن وارتفاع عائدات سندات العشر سنوات للبلاد بأكثر من 40٪ وسط تقارير تشير إلى أن الحكومة تخطط “لتقييد كبير” للسفر من وإلى لندن. وكما هو معلوم فأن مدينة لندن موطنًا لأصول مالية تبلغ قيمتها أكثر من ثلاث مرات الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة ، والتي قد تتبخر في حالة حدوث خلل شديد في المدينة ، وإذا لم تكن بالفعل. فأن هذا يأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن الحساب الجاري.
وتتصاعد مبيعات الأصول في المملكة المتحدة بوتيرة سريعة في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن عجز الحساب الجاري وتستعد الحكومة لطرح سؤال على الأسواق عما إذا كان بإمكانها اقتراض نسبتين من الناتج المحلي الإجمالي لمساعدة الاقتصاد على التأقلم مع تداعيات الفيروس التاجي كوفيد 19. وغالبًا ما يوصف عجز الحساب الجاري بأنه يعرقل نمو المملكة المتحدة وهذا يعني أن الجنيه الاسترليني يعتمد لجزء من قيمته على التدفقات المستمرة لرأس المال الخارجي والتي قد تجف الآن أو ببساطة تطغى عليها التدفقات الخارجية الأخرى. ويبدو أن المستثمرين يلاحقون الدولار والسندات الأمريكية ، مع التخلى عن الباقى.
حسب التحليل الفنى للزوج: على الرسم البيانى اليومى أدناه لسعر زوج الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD الاتجاه الهبوطى لايزال هو الاقوى وقد يظل كما هو لفترة من الوقت أو يزداد قوة خاصة أذا تعرض الاقتصاد البريطانى للاغلاق بسبب وباء كورونا القاتل. وعليه فأى محاولة للزوج للتصحيح لاعلى قد تكون هدفا للبيع وأقرب مستويات المقاومة حاليا للزوج 1.1630 و 1.1720 و 1.1900 على التوالى. ورغم وصول المؤشرات الفنية الى مناطق تشبع قوية بالبيع. الا أن قلق الاسواق لوباء كورونا رأى أخر فمسار الهبوط قد لا يكون وصل الى نهايته ما دام الاقبال على الدولار مستمرا.
بالنسبة لبيانات المفكرة الاقتصادية: كل التركيز على البيانات الاقتصادية الامريكية مؤشر فلادليفيا الصناعى ومطالبات العاطلين عن العمل والحساب الجارى.
