TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
كتابة : بنهاية تداولات الاسبوع الماضى وفى ظل زيادة التوترات الجيوسياسية العالمية بزيادة نطاق الصراع فى منطقة الشرق الاوسط الغنية بالنفط قفز سعر الذهب XAU/USD بأكبر قدر خلال شهر بعد أن أدت بيانات أسعار المنتجين الأمريكية الضعيفة إلى زيادة التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة، في حين أدت الغارات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة الامريكية على أهداف المتمردين الحوثيين في اليمن إلى زيادة الطلب على الملاذ الآمن. وعليه فقد أرتفع سعر الذهب XAU/USD الى مستوى المقاومة 2062 دولار للاونصة أنطلاقا من مستوى 2029 دولار للاونصة فى نفس الجلسة.
وعلى الجانب الاقتصادى فقد أظهرت بيانات وزارة العمل الامريكية يوم الجمعة بأن الأسعار المدفوعة للمنتجين الأمريكيين انخفضت بشكل غير متوقع في ديسمبر للشهر الثالث على التوالي، بما يتفق مع التضخم المحدود على مستوى الجملة. وعليه فقد تراجعت عوائد سندات الخزانة والدولار الامريكى بعد تقرير مؤشر أسعار المنتجين، في حين أشارت التعليقات الأخيرة من زعيم الحوثيين إلى تصعيد محتمل للوضع في الشرق الأوسط. وعززت هذه التطورات أسعار السبائك بما يصل إلى 1.6%، وهي أكبر قفزة خلال اليوم خلال شهر.
وقد شنت الولايات المتحدة وبريطانيا حوالي 70 غارة جوية على أهداف للحوثيين في اليمن في وقت مبكر من يوم الجمعة الماضية وذلك في محاولة لوقف هجمات الشحن التي تشنها الجماعة المدعومة من إيران في البحر الأحمر. وبدا أن الحوثيين لم يرتدعوا، وتعهدوا بمواصلة أستهداف السفن التجارية، قائلين بإنهم سيوسعون حملتهم “قريبًا جدًا”. وقالت المجموعة بإن جميع المصالح الأمريكية والبريطانية أصبحت الآن “أهدافًا مشروعة”.
وقبل ذلك ، أصدر مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أحدث تقرير لمؤشر أسعار المستهلك، ويتبعه المتداولون لقياس التضخم الأساسي. وقد تم الاعلان عن أرتفاع قراءة مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) لشهر ديسمبر بنسبة 0.3٪ على أساس شهري و3.4٪ على أساس سنوي، وبنسب 0.1٪ و0.2٪ أكثر سخونة من التوقعات. وقد أرتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، باستثناء الغذاء والطاقة، بنسبة 0.3% على أساس شهري وبنسبة 3.9% على أساس سنوي، وهو متوافق مع ارتفاع الأسعار بنسبة 0.1%. وشكلت تكاليف المأوى المرتفعة ثلثي ذلك المبلغ.
ومع ظهور ثلاثة من المقاييس الأربعة الرئيسية لمؤشر أسعار المستهلكين (CPI) والتي تظهر تفاقم التضخم مرة أخرى، كان من المفترض أن يحظى الذهب بطلب. ولآلاف السنين، قام المستثمرون بزيادة مخصصاتهم من محافظ الذهب في أوقات التضخم. وتتغذى الزيادات العامة في الأسعار على نمو المعروض من النقود الورقية، والذي يتجاوز بكثير نمو المعروض من الذهب. وهذا لا يتجاوز 1% سنويًا، وهو مقيد بشكل طبيعي بالتحديات العديدة التي تواجه تعدين الذهب.
ولكن من المؤسف أن هذا الانفصال الغريب بين الذهب والتضخم ليس بالأمر الجديد. حيث ظل سعر الذهب يرتفع بسبب التضخم البارد ويتعرض للبيع بسبب التضخم الأكثر سخونة لعدة سنوات حتى الآن! وفي منتصف يوليو على سبيل المثال، ارتفع سعر الذهب بنسبة 1.3% في اليوم الذي انخفض فيه مؤشر أسعار المستهلكين الأخير بنسبة 0.1% فقط على المستويين الشهري والسنوي. في وقت سابق من منتصف سبتمبر 2022، أنخفض سعر الذهب بنسبة 1.3% في اليوم الذي ارتفع فيه مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي الأخير بنسبة 0.2% على أساس شهري و0.3% على أساس سنوي.
ما المتوقع لسعر الذهب فى الايام المقبلة ؟
يبحث المستثمرون عادةً عن ملاذ آمن في الذهب في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي. وفي الوقت نفسه، يريدون أمتلاك الذهب في دورة خفض أسعار الفائدة. وعادة ما يكون للسبائك علاقة عكسية مع أسعار الفائدة – كلما انخفضت الأسعار، كلما ارتفع سعرها. وفي حين تشير البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة إلى مسار وعر أمام صناع السياسات الذين يحاولون خفض التضخم إلى هدف 2٪، يبدو أن المتداولين يركزون على توقيت وحجم تحول بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى إلى خفض تكاليف الاقتراض. وعلى الرغم من التقلبات اليومية في الأسعار، ظل سعر الذهب فوق مستوى ال 2000 دولار للأوقية منذ 13 ديسمبر وسط توقعات بتحول البنك المركزي الأمريكي إلى التيسير النقدي.
وتعليقا على أداء الذهب. قال نيكي شيلز، محلل المعادن في شركة MKS PAMP SA ومقرها جنيف: “لقد أستجاب سوق الذهب لتزايد التوترات، مما يشير بوضوح إلى أن الغرب ينجذب ببطء إلى صراع الشرق الأوسط”. و”إنه دعم إضافي آخر للذهب.”
توقعات أسعار الذهب هذا الاسبوع:
تراجع سعر الذهب الآن ليتداول بالقرب من خط المتوسط المتحرك لمدة 100 ساعة. وساعد تراجع يوم الجمعة المعدن الأصفر على التعافي من مستويات التشبع الشرائي لمؤشر القوة النسبية على مدى 14 ساعة والعودة إلى منطقة التداول العادية. وعلى المدى القريب وحسب الاداء على شارت الساعة ، يبدو أن سعر الذهب يتداول ضمن قناة تصاعدية. ومع ذلك، فقد تراجع مؤشر القوة النسبية لإطار 14 ساعة مؤخرًا للتعافي من مستويات التشبع الشرائي. ولذلك، سوف يستهدف المضاربون على الهبوط – الدببة- عمليات تراجع ممتدة عند حوالي 2038 دولارًا أو أقل عند الدعم 2029 دولارًا. ومن ناحية أخرى، سوف يتطلع المضاربون على الارتفاع – الثيران- إلى الانقضاض على الارتداد عند حوالي 2055 دولارًا أو أعلى عند المقاومة 2067 دولارًا للاونصة.
وعلى المدى البعيد وحسب الاداء على الرسم البياني اليومي، يبدو أن سعر الذهب يتم تداوله أيضًا ضمن قناة صعودية. ومع ذلك، فقد تراجع مؤشر القوة النسبية لإطار 14 يومًا مؤخرًا ليتحرك مركزيًا ويتجنب الارتفاع الى مستويات التشبع الشرائي. ولذلك، سيستهدف المضاربون على الهبوط – الدببة- تحقيق أرباح طويلة الأجل عند حوالي 1,977 دولارًا أو أقل عند الدعم 1,930 دولارًا. ومن ناحية أخرى، سوف يتطلع المضاربون على الارتفاع – الثيران- إلى الانقضاض على الأرباح عند حوالي 2088 دولارًا أو أعلى عند المقاومة 2148 دولارًا للاونصة.
هذا الشارت من منصة tradingview
