لقد كان أسبوعًا هادئًا بالنسبة للبيانات الاقتصادية والأحداث، ولكن ذلك لم يمنع ارتفاع التقلبات وتكشف تحركات كبيرة في عدد من الأسواق. وكانت مؤشرات الأسهم ضعيفة، حيث أظهر مؤشر FTSE ضعفًا نسبيًا مع انخفاض بنسبة -4٪ عن أعلى مستوى في مايو. كما انخفض مؤشر DJI في الولايات المتحدة الامريكية بشدة، في حين يتعرض مؤشرا S&P500 وDAX لضغوط ولكنهما متمسكان بالدعم. وفي الوقت نفسه، ارتفع مؤشر الدولار الامريكى وشهد جلسة قوية يوم الأربعاء الماضى حيث تجاوز أعلى مستوى سجله الأسبوع الماضي.
وعلى جبهة سعر الذهب فقد تعرض لعمليات بيع دفعته صوب مستوى الدعم 2320 دولار للاوقية قبل أن يغلق تداولات لاسبوع مستقرا حول مستوى 2326 دولار للاونصة ويترقب الاداء أسبوع تداول هام ومصيرى يقوده توجه بعض البنوك المركزية العالمية لخفض معدلات الفائدة الى جانب الاعلان عن أرقام الوظائف الامريكية والتى سيكون لها رد فعل قوى على سعر الدولار وبالتالى على سعر الذهب.
وما حدث بالاسواق المالية مؤخرا. هو بالضبط ما يدفع كل هذه التحركات “للعزوف عن المخاطرة” ينبع من التحرك في العائدات التي زادت بشكل حاد. حيث أرتفع العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات من أدنى مستوى سجله في منتصف مايو عند 4.32% إلى 4.6% عند إغلاق يوم الأربعاء الماضى. وهذا يرفع الدولار الامريكى ويدفع الأسهم للانخفاض. وبالإضافة إلى الزيادات في عوائد السندات الأمريكية، أرتفعت أسعار الفائدة على اليورو أيضًا، حيث حقق سندات البوند لأجل 10 سنوات أعلى مستوياتها الجديدة لعام 2024 عند 2.7%. كما حقق مؤشر 10Y في المملكة المتحدة مستوى مرتفعًا جديدًا عند 4.418% الأسبوع الماضى.
وبشكل عام قد يبدو هذا وقتًا غريبًا لارتفاع العائدات. حيث من المقرر أن يقوم البنك المركزي الأوروبي وربما بنك كندا بخفض أسعار الفائدة هذا الأسبوع ، في حين ظل بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى متشائمًا ومن المرجح أن يتبعه بتخفيضات في سبتمبر. وحسب نتائج المفكرة الاقتصادية….. فقد أنخفض مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة الامريكية قليلاً بينما كان سوق العمل باردًا بشكل واضح.
ومع ذلك، فإن البيانات الاقتصادية لم تكن مقنعة بما يكفي لعكس بعض الاتجاهات التي شهدناها في وقت سابق من هذا العام. فالاقتصاد الأمريكي قوي والتضخم بعيد كل البعد عن هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%. ومع ارتفاع أرقام ثقة المستهلك بشكل ملحوظ في وقت سابق من الأسبوع الماضى، وإصدار التضخم الكبير مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، تبدو الأسواق متوترة. حيث قد تؤدي قراءة تضخم ساخنة أخرى إلى تأخير التخفيضات إلى ما بعد سبتمبر، وهذا من شأنه أن يغذي توقعات “أعلى لفترة أطول” لأسعار الفائدة.
التوقعات الفنية لسعر الذهب هذا الاسبوع:
في الواقع، يمكن وصف أداء سعر الذهب الآن بأنه ضعيف، نظرًا لتحرك مؤشر الدولار الأمريكي DXY نحو الأسفل في الأيام القليلة الماضية. ويشير رد الفعل الضعيف في سوق الذهب إلى أن سعر الذهب الآن “يريد” المزيد من الانخفاض ــ وهو ما ينسجم على الأرجح مع نمط أسعاره في عام 2011. وبالطبع، ليس لدى الذهب “إرادة” داخلية للتحرك نحو الأسفل – وتصف المشاعر الحالية بين مستثمري/تجار الذهب الذين لديهم الكثير من رأس المال. وإذا “أراد” السوق أن يتحرك للأعلى، فسوف يتجاهل ذلك بشكل أو بآخر، مما يؤدي عادةً إلى انخفاضه. لدينا العكس – يتجاهل الذهب انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي، مما يجعله يرتفع عادة.
و إذا ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي، فمن الممكن أن ينخفض سعر الذهب على الفور. ومن المرجح أن يتحقق هذا الهبوط على أي حال. وبمجرد أن ينخفض سعر الذهب بالفعل، فمن المحتمل أن يتوقف عند منطقة 2150 دولارًا – منطقة 2200 دولار – بين أدنى مستوياته وقممه السابقة. وبالعودة إلى عام 2011، تمكن سعر الذهب من الانخفاض لفترة وجيزة إلى ما دون القمم المحلية قبل أن يرتد. وبعد ذلك، حدث ارتفاع أكبر على المدى القصير في سعر الذهب، ولكنني لا أعتقد أننا سنرى ذلك في هذه الحالة. قد يكون سعر أصغر (ربما ارتفاع يتراوح بين 40 إلى 80 دولارًا)، ولكن ليس شيئًا أكبر من ذلك بكثير. والسبب هو الوضع في مؤشر الدولار الأمريكي – يبدو أن الذهب قد بدأ أخيرًا في الاستجابة لارتفاعاته اليومية بأنخفاضات، ومن المرجح أن يرتفع مؤشر الدولار الامريكى USDX نفسه بشكل عميق على المدى المتوسط.
لا زلت أفضل شراء الذهب من كل مستوى هبوطى فالتوترات الجيوسياسية العالمية فى تزايد ومشتريات البنوك المركزية والافراد من الذهب تسجل أرقاما قياسية. مع الاخذ بالاعتبار بأن توجه بعض البنوك المركزية العالمية هذا الاسبوع بالتخلى عن رفع المعدلات سيحفز شراء الذهب. وحاليا أقرب مستويات الدعم التى يجب مراقبتها هذا الاسبوع 2300 و 2275 و 2245 دولار على التوالى.
هذا الشارت من منصة tradingview