حسب تداولات الفوركس الاخيرة يبدو أن سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأميركي (EUR/USD) عازم على العودة إلى ما فوق المقاومة 1.11 بسبب مزيج من توقعات خفض أسعار الفائدة من قِبَل البنك المركزي الأوروبي الخافتة وتوقعات متجددة بخفض كبير لأسعار الفائدة الامريكية بمقدار 50 نقطة أساس من قِبَل بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع. وبشكل عام لم يكن قرار البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة مفاجئًا، والأهم من ذلك، أن البنك المركزي لم يمنح الأسواق المالية الكثير من الحماس لبناء التوقعات بتسريع وتيرة التخفيضات المستقبلية. وكان هذا الاتصال كافيًا لدعم أسعار صرف اليورو والسماح بتركيز السوق على العودة بسرعة إلى قرار سعر الفائدة المحوري من قِبَل بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى الأسبوع الجديد، حيث اتخذت الأحداث منعطفًا “حمائميًا” بشكل غير متوقع.
هذا الشارت من منصة tradingview
وكان الإجماع قبل قرار الأربعاء الماضى هو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيذهب بخفض أسعار الفائدة الامريكية بمقدار 25 نقطة أساس، ولكن الأحداث في الساعات الأربع والعشرين الماضية تآمرت لإعطاء انطباع بأن خفضًا أكبر بمقدار 50 نقطة أساس قيد اللعب. وقد أدى هذا إلى انخفاض عائدات السندات الأمريكية، والتي تثقل كاهل أسعار صرف الدولار الأمريكي، مما دفع إلى ارتفاع بنسبة 0.57٪ في اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD خلال الـ 24 ساعة الماضية. وتمتد المكاسب قبل عطلة نهاية الأسبوع إلى 1.1088، وهناك فرصة جيدة لحركة السعر المتابعة التي قد تؤدي إلى التحويل فوق 1.11 في الأيام المقبلة.
وتشهد الأسواق المالية حاليًا فرصة بنسبة 43٪ لخفض 50 نقطة أساس في 18 سبتمبر، ارتفاعًا من 13٪ فقط بعد إصدار بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي الذى صدر مؤخرا. وتعليقا على أداء سوق العملات الفوركس…. يقول ديريك هالبيني، رئيس الأبحاث للأسواق العالمية في بنك MUFG المحدود: “لقد حصل زوج اليورو/الدولار الأمريكي EUR/USD على دفعة إضافية بسبب التكهنات المتزايدة بأن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة قد تخفض بالفعل بمقدار 50 نقطة أساس الأسبوع المقبل”.
وأضاف محللو الاسواق المالية أن هناك الآن خطرًا أعلى لخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى بمقدار نصف نقطة بسبب التقارير الواردة في صحيفة وول ستريت جورنال وصحيفة فاينانشال تايمز. كما تم الاستشهاد بخطاب ألقاه عضو سابق في لجنة تحديد أسعار الفائدة الامريكية والتابعة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهي اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ال FOMC. حيث أوضح صانع السياسات السابق في مجلس الاحتياطي الفيدرالي بيل دادلي أنه سيدفع باتجاه خفض أسعار الفائدة الامريكية بمقدار 50 نقطة أساس إذا كان لا يزال في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ال FOMC . وقال في منتدى مستقبل التمويل السنوي للجنة بريتون وودز في سنغافورة: “أعتقد أن هناك حجة قوية لصالح خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، سواء كانوا سيفعلون ذلك أم لا”.
ولكن كيف لا يزال عضو سابق في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ال FOMC يتمتع بمثل هذه النفوذ على السوق؟
وفى هذا الصدد يقول فرانشيسكو بيسول، محلل العملات الفوركس في بنك ING، إن الجزء التالي من خطاب دادلي كان مهمًا بشكل خاص: “من غير المعتاد جدًا الدخول في الاجتماع بهذا المستوى من عدم اليقين – عادةً لا يحب بنك الاحتياطي الفيدرالي مفاجأة الأسواق”.
ويوضح المحلل بأن أحد التفسيرات المحتملة هو أن الأسواق نفسها يمكن أن تميل الميزان نحو تحرك بنصف نقطة إذا تم كبح رهاناتها الحمائمية في اجتماع الأربعاء. و”كانت هناك أيضًا بعض التقارير الإعلامية التي تشير إلى أنه سيكون من الصعب تحديد ما إذا كان سيتم خفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار نصف نقطة أساس أكبر من المتوقع هذا الأسبوع أو الذهاب إلى خطوة ربع نقطة بينما يتصارع المسؤولون حول مدى سرعة تخفيف السياسة النقدية”.
ومن جانبه يقول نيك تيميراوس، المتخصص المحترم في بنك الاحتياطي الفيدرالي في صحيفة وول ستريت جورنال، بإن بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى لا يزال يواجه معضلة “البدء كبيرًا أم صغيرًا”. ومن جانبه يقول هالبيني من بنك MUFG بإن الأسواق “تفسر هذا المقال على أنه تحرك منظم من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي نظرًا لأن هذا الصحفي معروف بأرتباطه ببنك الاحتياطي الفيدرالي … لا نعرف ما إذا كان هذا المقال في صحيفة وول ستريت جورنال قد تم تنسيقه أم لا، لكن هذا يجعل القرار الأسبوع المقبل متوازنًا بشكل جيد”.
ويضيف خبراء الاقتصاد في MUFG بإنهم توقعوا خفضًا بمقدار 50 نقطة أساس حتى قبل هذه التقارير. وكان قد أعتبر الكثيرون أن ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الامريكى الأساسي بنسبة 0.3٪ المفاجئ الذي تم الإبلاغ عنه في وقت سابق من الأسبوع الماضى يجادل ضد تحرك بمقدار 50 نقطة أساس، لكن MUFG ويبرر أن المفاجأة الصعودية لم تكن واسعة النطاق (فقط الإيجارات وأسعار الطيران غذت المفاجأة الصعودية). وأضاف المحللون بإن أربع زيادات في أسعار الفائدة الامريكية بمقدار 75 نقطة أساس وارتفاعين بمقدار 50 نقطة أساس عندما تم تشديد السياسة في 2022-23 يوفر بالتأكيد سابقة حديثة للتحرك بأحجام أكبر.
ما المتوقع لسعر اليورو دولار فى الايام المقبلة؟
يمكن أن يظل سعر اليورو في وضع جيد حيث تتخذ الأسواق المالية موقفًا لمخاطر أعلى من بداية قوية لدورة خفض أسعار الفائدة الامريكية القادمة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. وفى نفس الوقت توقعات اليورو مدعومة بيد البنك المركزي الأوروبي الثابتة. حيث خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة وأظهر أنه ليس في عجلة من أمره لتقديم الخفض التالي، وهو الموقف الذي يقول المحللون إنه يمكن أن يدعم اليورو.
وحسب تداولات سوق الفوركس كانت أسعار صرف اليورو ثابتة في أعقاب القرار بخفض سعر الفائدة على الودائع الرئيسية بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.5٪ وإصدار توقعات جديدة تضمنت ملف نمو أقل ولكن مسارًا أعلى قليلاً للتضخم الأساسي. وفي أعقاب القرار، تُظهر تسعير اسواق المال أن المستثمرين يرون حوالي 36 نقطة أساس من التخفيضات القادمة خلال ما تبقى من عام 2024، مما يشير إلى أن الأسواق ترى احتمالات جيدة لأكثر من خفض واحد. والخطر هو أن النهج الثابت للبنك المركزي الأوروبي، والذي يبدو أنه يفضل خفضًا ربع سنوي، قد يخيب آمال هذه التوقعات. أي إعادة تسعير أقل لتوقعات خفض أسعار الفائدة سيكون تطورًا داعمًا بشكل أساسي لليورو.
التوقعات الفنية لليورو دولار لهذا الاسبوع:
مكاسب نهاية تداولات الاسبوع الماضى أعادت سعر اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD الى وضع حيادى ولكن يعود الى الاتجاه الصعودى على الثيران التحرك بثبات اعلى المقاومة 1.1200 الابرز على تلك الفترة الزمنية لتقديم زخما ايجابيا لليورو. وستصل المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع قوية بالشراء فى حال تحرك الثيران صوب مستويات المقاومة 1.1275 و 1.1360 على التوالى. وهذا يتوقف على نبرة أقل تشددا من جانب البنك المركزى الامريكى عقب خفض متوقع للفائدة الامريكية هذا الاسبوع. ولكن فى حال خفض الفائدة ولم يوعد بعمق التخفيض فى الاجتماعات المقبلة فقد يتعرض سعر اليورو مقابل الدولار الامريكى لعمليات بيع لجنى الارباح.
