التوقعات الأسبوعية لسعر النفط الخام: ترقب تأثير المخزونات الأمريكية على حركة السوق

حققت العقود الآجلة للنفط الخام مكاسب أسبوعية لكنها انخفضت بنهاية تداولات الاسبوع الماضى. وبشكل عام فقد تأرجحت سلع الطاقة طوال الأسبوع الماضى، مع أهتمام المستثمرين بما يحدث في الشرق الأوسط. ويقول الخبراء بإن التجار أصبحوا عرضة للتوترات الجيوسياسية، وعادوا إلى التأكيد على التركيز على الطلب. وحسب التداولات تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى 73.76 دولار للبرميل. وبشكل عام فقد سجلت أسعار خام غرب تكساس الوسيط مكاسب أسبوعية بنحو 1.5% وارتفعت بنحو 4% حتى الآن هذا العام 2024.

وفى نفس الاداء تراجع سعر خام برنت، وهو المعيار الدولي لأسعار النفط، إلى ما دون 79 دولارًا للبرميل بنهاية أسبوع التداول. وبشكل عام. سيحقق سعر خام برنت زيادة أسبوعية بنسبة 0.5% وسيحافظ على مكاسبه السنوية البالغة 2% سليمة.

وبشكل عام تحاول أسعار النفط الخام تعويض خسائرها التي تكبدتها مؤخرا. ومع ذلك، يشير محللو السوق إلى أن المخاوف بشأن العرض قد تضاءلت في الأشهر الأخيرة، لذلك قد يفسر هذا سبب عدم ارتفاع الأسعار. وفى هذا الصدد قال كريج إيرلام، كبير محللي السوق في أواندا: “في حين أن سعر النفط الخام لا يزال حساسًا للأحداث في الشرق الأوسط، فإن سوق النفط لا يزال متوازنا بشكل جيد ولهذا السبب لا نشهد ارتفاع الأسعار”. وأضاف”لا تزال انقطاعات الإمدادات تشكل خطرا صعوديا ولكن هناك مخاطر هبوطية أيضا، بما في ذلك الاقتصاد العالمي ووحدة أوبك+.”

وفي الوقت نفسه، انخفض عدد منصات الحفر النفطية من بيكر هيوز، وهو مقياس لمنصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة الامريكية، بمقدار اثنين إلى 497 خلال الأسبوع المنتهي في 19 يناير.

وفى نفس الوقت فقد حال التوازن نفسه دون حدوث قفزة نيزكية في أسعار الغاز الطبيعي، حتى مع البرد القارس. وتظهر بيانات جديدة من جيه بي مورجان تشيس بأن الطلب المحلي ارتفع بنسبة 30٪ على أساس سنوي في الأسبوع الماضي، ولكن المخزونات المحلية من الغاز الطبيعي أعلى بنسبة 11٪ من متوسط الخمس سنوات. وبالنسبة لاسواق الطاقة الأخرى، انخفضت العقود الآجلة للغاز الطبيعي إلى 2.247 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وانخفضت العقود الآجلة للبنزين إلى 2.157 دولار للجالون. وتراجعت العقود الآجلة لزيت التدفئة إلى 2.6348 دولار للجالون.

وحاليا… ستتجه كل الأنظار إلى ما ستفعله منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بعد أن أدت تخفيضات إنتاج المنظمة إلى خلق حد أدنى يبلغ حوالي 70 دولارًا. ومع ذلك، فشلت الاضطرابات الجيوسياسية في إثارة الاختراق، حيث يتجاهل التجار التهديدات المحتملة لانقطاع الإمدادات في أعقاب الضربة التي قادتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. وتعليقا على ذلك قال بيتر كارديلو، كبير اقتصاديي السوق في سبارتان كابيتال، في مذكرة بحثية: ب”إن اندلاع الحرب ضد إسرائيل من دول شرق أوسطية أخرى من شأنه أن يعطل سلسلة التوريد ويؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير”.

وفي غياب أي تطورات حيوية أو الكشف عن بيانات مهمة، يركز المتداولون على الاتجاهات قصيرة المدى، بما في ذلك سعر الدولار.

وكان قد قلص مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، وهو مقياس للدولار الامريكى مقابل سلة من العملات الرئيسية الاخرى، معظم مكاسبه في منتصف الأسبوع الماضى، وأنهى الجلسة بأرتفاع متواضع بنسبة 0.07٪ ليصل إلى 103.43. وكما هو معلوم فعادةً ما يكون الدولار القوي هبوطيًا بالنسبة للسلع المقومة بالدولار لأنه يجعل شرائها أكثر تكلفة بالنسبة للأسواق الأجنبية.

وفي أحدث مخزونات النفط الخام الأمريكية، تجاوز مخزون النفط الخام الأسبوعي لمعهد البترول الأمريكي للأسبوع المنتهي في 12 يناير عدد المخزون المتوقع البالغ -2.4 مليون برميل بإجمالي 0.483 مليون، أرتفاعًا من ما يعادل -5.215 مليون في الأسبوع السابق. ومن ناحية أخرى، تجاوز التغير في مخزونات النفط الخام التابعة لإدارة معلومات الطاقة الامريكية للأسبوع الماضي التغير المتوقع البالغ -0.313 مليون مع تسجيل تغير قدره -2.492 مليون، بأنخفاض عن ما يعادل 1.338 مليون في الأسبوع السابق.

توقعات سعر النفط الخام:

أرتفع سعر النفط الخام الخفيف الآن ليتم تداوله فوق خط المتوسط المتحرك لمدة 100 ساعة. ونتيجة لذلك، فإن سعر النفط على وشك الارتفاع إلى مستويات ذروة الشراء لمؤشر القوة النسبية على إطار 14 ساعة. وعلى المدى القريب وحسب الاداء على شارت الساعة، يبدو أن سعر خام غرب تكساس يتم تداوله ضمن قناة صاعدة. ويبدو أيضًا أن مؤشر القوة النسبية على إطار 14 ساعة يدعم الاتجاه الصعودي حيث يقترب من مستويات التشبع الشرائي. ولذلك، سوف يستهدف المضاربون على الارتفاع – الثيران- المكاسب الممتدة عند حوالي 74.71 دولارًا أو أعلى عند 75.57 دولارًا للبرميل. ومن ناحية أخرى، سوف يتطلع المضاربون على الانخفاض – الدببة- إلى الانقضاض على التراجعات المحتملة عند حوالي 73.09 دولارًا أو أقل عند الدعم 72.16 دولارًا للبرميل.

وعلى المدى البعيد وحسب الاداء على الرسم البياني اليومي، يبدو أن سعر خام غرب تكساس يتم تداوله ضمن نموذج مثلث متماسك. ومن ناحية أخرى، أنتعش مؤشر القوة النسبية لإطار 14 يومًا مؤخرًا لتجنب الوقوع في مستويات ذروة البيع. ولذلك، سيستهدف المضاربون على الارتفاع – الثيران- أرتدادات ممتدة عند حوالي 76.09 دولارًا أو أعلى عند 78.14 دولارًا للبرميل. ومن ناحية أخرى، سوف يستهدف المضاربون على الانخفاض – الدببة- الأرباح طويلة الأجل عند حوالي 71.63 دولارًا أو أقل عند 69.31 دولارًا للبرميل.

هذا الشارت من منصة tradingview