التوقعات الاسبوعية لسعر النفط الخام: ومراقبة حذرة للمعروض العالمى

يوم الجمعة الماضية. أستقرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط فوق مستوى ال 83 دولارًا للبرميل ، متعافية من خسائر سابقة، وذلك بعد أن قللت إيران من أهمية الهجوم الإسرائيلي على أراضيها، مشيرة إلى أنها ليس لديها خطة للانتقام. وفي خطوة انتقامية، شنت إسرائيل غارة في وقت مبكر من يوم الجمعة الماضية، مما أدى إلى اعتراض نظام الدفاع الجوي الإيراني ثلاث طائرات بدون طيار فوق مدينة أصفهان.

وكان التجار في حالة من التوتر في انتظار رد إسرائيل على عدوان نهاية الأسبوع الماضي، ومع تفاقم التوترات بسبب تحذيرات إيران من شن هجمات على مواقعها النووية. وبالإضافة إلى ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة يوم الخميس الماضى أستهدفت 16 فردًا وكيانين مرتبطين ببرنامج الطائرات بدون طيار الإيراني. ويأتي هذا الإجراء في إطار جهود الولايات المتحدة الامريكية للانتقام من إيران بسبب هجومها الأخير على إسرائيل. وفى نفس الصدد يفكر الاتحاد الأوروبي أيضًا في فرض قيود جديدة على النفط الإيراني. وحسب منصات شركات تداول النفط.….. أنخفض سعر خام برنت حوالي 4٪ خلال الأسبوع، بعد انخفاض بنسبة 0.7٪ في الفترة السابقة.

كما أثرت حالة عدم اليقين على جانب الطلب على السوق وذلك بعد البيانات الاقتصادية الضعيفة في شهر مارس للصين، أكبر مستورد للنفط الخام، وبسبب المخاوف من أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يؤجل تخفيضات أسعار الفائدة إلى العام المقبل. وفي الوقت نفسه، أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على النفط الفنزويلي.

ما مستقبل وما التوقعات لاسعار النفط الخام فى ظل الوضع في الشرق الأوسط ؟

على الرغم من الهجوم الإيراني على إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضى، انخفضت أسعار النفط الخام حيث كان الرد الإيراني على الضربة الإسرائيلية على البعثة الدبلوماسية الإيرانية في سوريا متوقعًا إلى حد كبير وتم احتسابه. وعليه يقول المحللون والبنوك الاستثمارية بإن الهجوم الإيراني بطائرات بدون طيار ضد إسرائيل، والذي تم التخطيط له مسبقًا، ربما كان بمثابة ذروة التصعيد، في الوقت الحالي. ومع ذلك، فإن عدم اليقين بشأن الانتقام الإسرائيلي المحتمل وما إذا كان ضبط النفس سيسود، لا يزال يبقي سوق النفط الخام على حافة الهاوية. وسوف يستمر تسعير علاوات المخاطرة والخوف في سعر خام برنت في المستقبل المنظور.

وبشكل عام لقد تزايدت حالة عدم اليقين والمخاطر في الشرق الأوسط ــ وهي منطقة رئيسية لإنتاج النفط، والتي تعد أيضاً موطناً لنقطة النفط الأكثر أهمية في العالم، مضيق هرمز. ويتم نقل حوالي 21 مليون برميل يوميا، أو خمس الاستهلاك العالمي اليومي، من كبار المصدرين في الشرق الأوسط عبر مضيق هرمز.

هل سيرتفع سعر النفط الى 100 دولار للبرميل ؟

يقول المحللون بإنه في حالة حدوث مزيد من التصعيد، فمن الممكن أن يصل سعر النفط الخام إلى 100 دولار للبرميل، خاصة إذا كان ذلك ينطوي على تهديدات مباشرة لإمدادات النفط. وحسب توقعات سيتي جروب “ما لا يتم تسعيره في الاسواق الحالية، ومن وجهة نظرنا، هو أستمرار محتمل للصراع المباشر بين إيران وإسرائيل، والذي نقدر أنه قد يؤدي إلى تداول أسعار النفط بما يصل إلى + 100 دولار للبرميل، اعتمادًا على طبيعة الأحداث.

ولكن السيناريو الأسوأ بالنسبة لإمدادات النفط الخام هو محاولة إيران تعطيل حركة الناقلات في مضيق هرمز، الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى 130 دولارًا للبرميل، وفقًا لشركة Lipow Oil Associates. وفى هذا الصدد قال آندي ليبو، رئيس شركة ليبو أويل أسوشيتس لشبكة سي إن بي سي: “إن أي هجوم على منشآت إنتاج أو تصدير النفط في إيران من شأنه أن يدفع سعر خام برنت إلى 100 دولار، كما أن إغلاق مضيق هرمز سيؤدي إلى أسعار تتراوح بين 120 إلى 130 دولارًا”.

وقد يؤدي التصعيد الذي يشمل الولايات المتحدة الامريكية إلى ارتفاع أسعار النفط الخام إلى 140 دولارًا للبرميل، وفقًا لسوسيتيه جنرال، والذي رفع توقعاته لسعر خام برنت بمقدار 10 دولارات للبرميل لتعكس علاوة المخاطر الجيوسياسية المستمرة. ورغم التحذير من أن أسعار النفط الخام قد ترتفع إلى ما يتجاوز 100 دولار للبرميل في حالة حدوث تصعيد كبير، فإن البنوك الاستثمارية لا تعتبر مثل هذا التصعيد هو السيناريو الأساسي. وبينما تدرس إسرائيل ردها على الهجوم الإيراني، دعت مجموعة السبع إلى ضبط النفس وأشارت الولايات المتحدة إلى أنها لن تكون جزءًا من أي هجوم إسرائيلي ضد إيران.

ومن جانبه فقد أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن إسرائيل “صارم”، لكن الولايات المتحدة لن تشارك في هجوم ضد إيران، حسبما صرح مسؤول كبير في الإدارة لشبكة NBC News.

ووسط التطورات المتلاحقة. قالت البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة بإن إيران أشارت إلى أنها تعتبر الأمر منتهيا بقصف الطائرات بدون طيار ضد إسرائيل، ولكنها أضافت أنه “إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإن رد إيران سيكون أكثر خطورة بكثير. إنه صراع بين إيران والنظام الإسرائيلي المارق، والذي يجب على الولايات المتحدة أن تبتعد عنه!”

وبينما يضغط حلفاء إسرائيل من أجل رد دبلوماسي، يبدو في الوقت الحالي أن إسرائيل تفكر في رد أكثر مباشرة. وإذا كان هذا هو الحال، فهذا يعني للأسف أن حالة عدم اليقين والتوتر هذه ستستمر لبعض الوقت، حيث ستركز الأسواق بعد ذلك على كيفية الرد الإيراني بشكل أكبر. ويضيف المحللون والذين يتوقعون ما يصل إلى مليون برميل يوميا من النفط الإيراني: ب”إن إنتاج النفط الإيراني هو الأكثر عرضة للخطر، وحتى الرد الدبلوماسي القوي من حلفاء إسرائيل يمكن أن يؤثر سلبا على صادرات النفط الإيرانية بشكل كبير مع تطبيق أكثر صرامة للعقوبات النفطية”.

ولكن يرى بعض المحللون بأن هناك “مخاطر هبوطية أكثر من الاتجاه الصعودي في الوقت الحالي”، و”إن التحذير المسبق العام والخاص من إيران وسط تصاعد التوترات الإقليمية يعني أن الهجوم انعكس بالفعل في أسعار النفط من خلال علاوة المخاطر الجيوسياسية الأعلى”.

وكان معظم الارتفاع الأخير إلى 91 دولارًا للنفط قبل الهجوم الإيراني كان نتيجة لمخاطر جيوسياسية وليس مخاطر العرض، وفقًا لـ Morningstar، والتي تشير إلى أن مجموعة أوبك + لديها طاقة احتياطية وفيرة تبلغ حوالي 5 ملايين برميل يوميًا – وربما أكثر – جزء من النفط. والتي يمكن أن تعود إلى السوق إذا ارتفعت أسعار النفط فوق 100 دولار. وأورد محللو Morningstar: “نتوقع مخاطر هبوطية أكبر من المخاطر الصعودية في الوقت الحالي، ونرى احتمالًا أعلى للوصول إلى 75 دولارًا بحلول نهاية عام 2024 مقابل حركة مستدامة تتجاوز 100 دولار للبرميل”.

وكلن يمكن للانتقام الإيراني أن يدفع الآن إلى تأييد ذلك حيث قالت شركة FGE الاستشارية في مذكرة يوم الاثنين الماضى بإن الأسعار قد تتراجع، لكن هذه ليست نهاية علاوات المخاطر. وعلى الرغم من الضغوط التي يمارسها الحلفاء على إسرائيل للحد من الرد المحتمل، فإن المزيد من التصعيد ليس أمرا مستبعدا تماما، ولكن FGE تقول إن “حالتنا الأساسية هي أن الأسوأ قد مر”. وإن الحالة الأساسية لشركة FGE الآن هي أن تقرر أوبك + إلغاء بعض تخفيضات الإنتاج اعتبارًا من يوليو. وأضافت الشركة الاستشارية بإنه حتى مع عودة ما يصل إلى مليون برميل يوميا أخرى من إنتاج أوبك+ إلى السوق، لا يزال من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر برنت 90-95 دولارا للبرميل في الربع الثالث مع استمرار المخاطر السياسية.

هذا الشارت من منصة tradingview