التوقعات الاسبوعية لسعر النفط الخام والقلق فى الشرق الاوسط لا يزال يدعمه

أستمرت أسعار النفط الخام فى الارتفاع وذلك بسبب تجدد المخاطر الجيوسياسية بعد أن شنت بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية هجوماً على مواقع الحوثيين في اليمن. وعليه فقد أرتفع سعر خام برنت مؤقتا فوق مستوى 80 دولارا للبرميل قبل أن يتراجع قليلا. وكان قد أدى تصاعد التوترات في البحر الأحمر، والذي بلغ ذروته في أكبر هجوم أمريكي/بريطاني على مواقع الحوثيين منذ بدء عملية “حارس الرخاء”، إلى دفع العديد من الناقلات إلى تحويل مسارها من قناة السويس، ومؤخرا أنضمت شركة الشحن الدنماركية “تورم” إلى صفوف الشركات الأوروبية التي تتجنب عبور البحر الأحمر. ولأول مرة في عام 2024، تم تداول العقود الآجلة لخام برنت فوق مستوى 80 دولارًا للبرميل.

ومع ميل صناعة الشحن نحو فرض حظر شامل على جميع عمليات العبور عبر مضيق باب المندب، فإن الاتجاه الصعودي في النفط (وخاصة بالنسبة للغاز) لم ينته بعد.

وفي أحدث مخزونات النفط الخام الأمريكية، تجاوز أداء مخزون النفط الخام من معهد البترول الامريكى API للأسبوع المنتهي في 5 يناير عدد البراميل المتوقع البالغ -1.2 مليون مع -5.215 مليون، أرتفاعًا من ما يعادل -7.418 مليون في الأسبوع السابق. ومن ناحية أخرى، خالف التغير في مخزونات النفط الخام التابعة لإدارة معلومات الطاقة الامريكية للأسبوع الماضي التغير المتوقع البالغ -0.675 مليون مع تسجيل تغير قدره 1.338 مليون، ارتفاعًا من ما يعادل -5.503 مليون في الأسبوع السابق.

ما المتوقع لاسعار النفط الخام فى الاشهر المقبلة ؟

بينما كانت أسعار النفط الخام تكافح للتحرك فوق 80 دولارًا للبرميل لأسابيع، راهن بعض المتداولين على وصول سعر النفط إلى مستوى مرتفع يصل إلى 110 دولارات للبرميل في أوائل الربيع 2024. وبشكل عام يبدو أن بعض المضاربين يراهنون على تصعيد كبير للصراع في الشرق الأوسط خلال الأشهر المقبلة، مع الأخذ في الاعتبار أن الأساسيات والمحللين يشيرون إلى سوق متوازنة أو سوق تحقق فائضاً طفيفاً مطلع هذا العام.

وقد أجتذب خيار الشراء والذي يتراوح بين 110 دولارًا و130 دولارًا على خام برنت لشهري مايو ويونيو رهانات تعادل حوالي 30 مليون برميل، حسبما ذكرت بلومبرج نقلاً عن بيانات من البورصات والوسطاء. وسيستفيد مشترو هذا الخيار المعين إذا وصلت أسعار النفط إلى 110 دولارات للبرميل بحلول نهاية مارس ونهاية أبريل، عندما تنتهي عقود الخيارات في مايو ويونيو على التوالي. وبصرف النظر عن التصعيد الواسع النطاق للحرب في الشرق الأوسط لتشمل دولًا أخرى والتهديد المباشر لإمدادات النفط الخام، لا يرى المحللون حاليًا كيف يمكن أن ترتفع أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل في النصف الأول من العام.

وتتصاعد التوترات في البحر الأحمر حيث أطلق المتمردون الحوثيون المتحالفون مع إيران من اليمن واحدة من أكبر وابلهم من الطائرات بدون طيار والصواريخ التي استهدفت السفن في البحر الأحمر. وأسقطت السفن البحرية الأمريكية والبريطانية طائرات بدون طيار وصواريخ أثناء سعيها لحماية البضائع وشحن النفط الخام في الممرات البحرية الحيوية في الشرق الأوسط، بما في ذلك قناة السويس ومضيق باب المندب.

وتتطلع الولايات المتحدة الامريكية إلى تهدئة التوترات، لكن الشرر قد يطير بالقرب من بعض طرق التجارة البحرية الأكثر أهمية في أي لحظة. ومع ذلك، يعتقد المحللون والمشاركين في السوق إلى حد كبير حتى الآن أن التصعيد الكبير غير مرجح، كما تشير أسعار النفط ومواقف المضاربين في الأسابيع الأخيرة. حيث أنهت صناديق التحوط ومديرو المحافظ الأخرى الأسبوع الأخير من عام 2023 بأكبر مراكز هبوطية جديدة في العقود الآجلة وعقود الخيارات منذ مارس وثاني أكبر قفزة في إضافات السراويل القصيرة الأسبوعية منذ عام 2017.

كما انخفض صافي صفقات شراء خام غرب تكساس الوسيط في بورصة نيويورك، بمقدار 35,869 عقدًا خلال الفترة إلى 89,330 عقدًا اعتبارًا من 2 يناير. وأضاف محللو ING بأن هذا الانخفاض كان مدفوعًا في الغالب بدخول صفقات بيع جديدة إلى السوق. وأضاف المحللون: “ومع ذلك، لا يزال السعر الثابت في الوقت الحالي أقل بقوة من 80 دولارًا للبرميل، ومع توقع أن يكون التوازن مريحًا إلى حد ما خلال النصف الأول من عام 2024، فمن المحتمل أن يكون الاتجاه الصعودي الكبير محدودًا”.

وبأستثناء حدوث تصعيد جيوسياسي كبير يؤدي إلى أنقطاع كبير في الإمدادات – وهو أمر لا يمكن أستبعاده – فمن غير المرجح أن تصل أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل في عام 2024 مع ارتفاع إنتاج وصادرات النفط الأمريكية بشكل أسرع وأعلى من المتوقع، ومعنويات السوق بشأن الطلب متشائمة. وخاصة في النصف الأول من عام 2024. وسيؤدي النمو الاقتصادي العالمي الضعيف المتوقع إلى تباطؤ نمو الطلب على النفط في عام 2024، مما يبقي متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند أقل من 80 دولارًا للبرميل، وفقًا لاستطلاع رويترز الشهري في نهاية ديسمبر، حيث قام المحللون بمراجعة توقعاتهم لعام 2024 بالخفض من توقعات الشهر السابق. ومن المتوقع الآن أن يبلغ متوسط أسعار خام برنت 82.56 دولارًا للبرميل هذا العام، بأنخفاض عن متوسط التوقعات عند 84.43 دولارًا في استطلاع نوفمبر.

وفي أستطلاع أجرته رويترز في ديسمبر، قال واحد فقط من بين 34 مساهمًا بإنهم يتوقعون أن يتجاوز متوسط أسعار خام برنت 90 دولارًا للبرميل في عام 2024.

التوقعات الفنية لسعر النفط الخام:

أنخفض سعر النفط الخام الخفيف الآن ليتم تداوله بالقرب من خط المتوسط المتحرك لمدة 100 ساعة. ونتيجة لذلك، يبدو أن سعر النفط يتحرك بالقرب من مستويات ذروة البيع لمؤشر القوة النسبية على إطار 14 ساعة. وعلى المدى القريب وحسب الاداء على شارت الساعة ، يبدو أن سعر النفط الخام الخفيف يتم تداوله ضمن قناة هبوطية حادة. وقد أنخفض السعر الآن ليتم تداوله بالقرب من مستويات التشبع بالبيع لمؤشر القوة النسبية على فريم 14 ساعة. ولذلك، سوف يستهدف المضاربون على الانخفاض – الدببة- الانخفاضات الممتدة عند حوالي 72.06 دولارًا أو أقل عند الدعم 71.33 دولارًا. ومن ناحية أخرى، سوف يتطلع المضاربون على الارتفاع – الثيران- إلى الانقضاض على الأرباح عند حوالي 73.80 دولارًا أو أعلى عند المقاومة 74.50 دولارًا.

وعلى المدى البعيد وحسب الاداء على الرسم البياني اليومي، يبدو أيضًا أن سعر خام غرب تكساس يتم تداوله ضمن قناة هابطة. ومع ذلك، فقد أرتد مؤشر القوة النسبية لإطار 14 يومًا مؤخرًا لتجنب الانخفاض إلى مستويات التشبع بالبيع. ولذلك، سوف يستهدف المضاربون على الارتفاع – الثيران- أرتدادات ممتدة عند حوالي 75.44 دولارًا أو أعلى عند المقاومة 77.95 دولارًا. ومن ناحية أخرى، سوف يستهدف المضاربون على الهبوط – الدببة- الأرباح طويلة الأجل عند حوالي 70.70 دولارًا أو أقل عند الدعم 68.01 دولارًا للبرميل.

هذا الشارت من منصة tradingview