التوقعات الاسبوعية لاسعار النفط الخام

سجلت العقود الآجلة للنفط الخام خسارتها الأسبوعية الرابعة على التوالي على الرغم من الارتفاع الهائل بنهاية أسبوع تداول مضطرب. وكان قد تخلص المستثمرون ظاهريًا من أي مخاوف تتعلق بالعرض والطلب والتي تؤثر على سلع الطاقة. واليوم يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 77.90 دولار للبرميل. وبشكل عام لا تزال أسعار الخام الأمريكي تسجل خسارة أسبوعية بنسبة 2٪ وانخفضت بما يقرب من 6٪ منذ بداية العام حتى الآن. ويستقر سعر خام برنت، وهو المعيار الدولي لأسعار النفط حول مستوى 82.60 دولار للبرميل وحسب التداولات الاخيرة فقد قلص سعر خام برنت تراجعه الأسبوعي إلى أقل من 1.5%، لكنه لا يزال منخفضا بأكثر من 6% على أساس سنوي.

وتعرضت أسعار النفط لانخفاضها الأسبوعي الرابع على التوالي.

وكانت قد أنخفضت أسعار الطاقة بعد أن بلغت أعلى مستوى لها في 2023 مع تجاهل التجار للمخاوف من أن الصراع في إسرائيل سينتشر في جميع أنحاء الشرق الأوسط ويؤثر على إمدادات النفط. وعلاوة على ذلك، يؤكد محللو السوق أن البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال ساهمت في عمليات البيع. حيث أنخفض الإنتاج الصناعي والتصنيعي الأمريكي في أكتوبر. وارتفعت مطالبات البطالة الامريكية الأولية للأسبوع الرابع على التوالي يوم الخميس. وانخفضت مبيعات التجزئة الامريكية بنسبة- 0.1٪ الشهر الماضي للمرة الأولى منذ مارس.

وعلى الرغم من المخاوف واسعة النطاق من أن النفط سيواجه عجزاً حاداً في العرض العالمي، يؤكد محللو السوق أن مشكلة العرض ليست كارثية كما كان يخشى الكثيرون في البداية. ومن جانبهم قال محللو آي.إن.جي في مذكرة “بات من الواضح أن الميزان النفطي للفترة المتبقية من هذا العام ليس قويا كما كان متوقعا في البداية”.و “في ظل الظروف الحالية، لا يزال من المتوقع أن تعود السوق إلى الفائض في الربع الأول من عام 24.”

ومع ذلك، لا تزال هناك توقعات بأن تقوم أوبك وروسيا والمملكة العربية السعودية بتمديد تخفيضات الإنتاج والصادرات الطوعية إلى السنة التقويمية الجديدة. وضمن أخبار الصناعة الأخرى، أرتفع عدد منصات النفط من شركة بيكر هيوز إلى 500 منصة للأسبوع المنتهي في 17 نوفمبر.

وزادت الضغوط الهبوطية على سوق النفط الخام حيث عوضت علامات الإمدادات الصحية وارتفاع المخزونات محاولات قادة أوبك + المملكة العربية السعودية وروسيا لإبقاء الانخفاضات تحت السيطرة. وجاءت هذه الانخفاضات للاسعار أيضا في أعقاب زيادة مخزونات الخام الأمريكية، ومن المرجح أن تضخمت بسبب برامج البيع الآلية.

وجاءت سلسلة انخفاضات النفط الخام لأربعة أسابيع متتالية – وهي أطول سلسلة خسائر منذ مايو – على الرغم من تخفيضات الإمدادات الجماعية والطوعية من قبل منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها. وتفاقمت الخسائر أيضًا بسبب تبخر علاوة مخاطر الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث لم تظهر حتى الآن المخاوف من اتساع نطاق الصراع وتعطيل إمدادات النفط.

ومن جانبها قالت وكالة الطاقة الدولية مؤخرا بإن نمو الإنتاج يعني أن السوق العالمية لن تكون متشددة كما كان متوقعا هذا الربع، مما يزيد الضغط على أوبك + قبل اجتماع بشأن سياسة العرض في 26 نوفمبر. ومن جابنهم قال محللو مجموعة جولدمان ساكس، “نعتقد أن أوبك ستضمن أن تنتهي أسعار خام برنت في نطاق 80 إلى 100 دولار في عام 2024 من خلال ضمان عجز معتدل والاستفادة من قوتها التسعيرية”. وأضافوا بإن موجة البيع الأخيرة كانت مدفوعة بتجاوز الإمدادات من خارج أوبك التوقعات.

وأظهرت بيانات منتصف الأسبوع أن مخزونات النفط الخام الأمريكية على مستوى البلاد توسعت للأسبوع الرابع لتصل إلى أعلى مستوى منذ أغسطس. وجاءت بعض هذه الزيادة في المركز الرئيسي في كوشينغ بولاية أوكلاهوما، حيث توسعت الحيازات بأكثر من 8٪. وكانت هناك أيضًا بعض الغيوم في أفق الطلب العالمى على النفط الخام. حيث أظهرت أرقام من الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، أن مصافي التكرير خفضت معدلات المعالجة اليومية في أكتوبر مع انخفاض الطلب الواضح على النفط عن الشهر السابق. وفي الوقت نفسه، أرتفعت إعانات البطالة الأمريكية إلى أعلى مستوى في عامين تقريبًا، مما يشير إلى تباطؤ في أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم.

توقعات سعر النفط فى الايام المقبلة:

وفى هذا الصدد قال هان تشونغ ليانغ، المحلل في بنك ستاندرد تشارترد:ب “إن سلسلة البيانات الكلية الضعيفة، إلى جانب ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية، أدت إلى انخفاض أسعار النفط”. وأضاف بأنه من المرجح أن تكون أسعار خام غرب تكساس الوسيط بطيئة على خلفية تباطؤ الاقتصاد العالمي. وتشير أنماط التسعير على طول منحنى العقود الآجلة إلى ظروف أكثر مرونة. حيث كان الفارق بين أقرب عقدين لبرنت هو 12 سنتا للبرميل في حالة الكونتانجو – حيث تكون الأسعار على المدى القريب أقل من الأسعار الأطول أجلا. ويقارن ذلك مع تراجع بأكثر من دولار واحد للبرميل قبل شهر.

التحليل الفني لسعر النفط الخام:

لا يزال سعر النفط أدنى بعدة مستويات من خط المتوسط المتحرك لمدة 100 ساعة على الرغم من انتعاش يوم الجمعة الماضية. وقد ساعد الانتعاش سعر النفط على التعافي من مستويات التشبع في البيع لمؤشر القوة النسبية على مدى 14 ساعة. وعلى المدى القريب وحسب الاداء على شارت الساعة، يبدو أن سعر النفط الخام الخفيف يتم تداوله ضمن قناة صاعدة. ويبدو أيضًا أن مؤشر MACD على تلك الفترة الزمنية يدعم الاتجاه الصعودي قصير المدى بعد إكمال التقاطع الصعودي. ولذلك، سوف يتطلع المضاربون على الارتفاع – الثيران- إلى تمديد الارتداد الحالي نحو 75.52 دولارًا أو أعلى إلى 76.55 دولارًا للبرميل. ومن ناحية أخرى، سوف يتطلع المضاربون على الانخفاض – الدببة- إلى الانقضاض على التراجعات عند حوالي 73.30 دولارًا أو أقل عند 72.44 دولارًا للبرميل.

وعلى المدى البعيد وحسب الاداء على الرسم البياني اليومي، يبدو أن سعر خام غرب تكساس الوسيط يتم تداوله ضمن قناة هابطة. ويبدو أيضًا أن مؤشر MACD اليومي يدعم الاتجاه الهبوطي طويل المدى بعد إكمال التقاطع الهبوطي. ولذلك، سوف يتطلع المضاربون على الانخفاض – الدببة- إلى ركوب موجة الانخفاض الحالية نحو 70.63 دولارًا أو أقل إلى 67.23 دولارًا للبرميل. ومن ناحية أخرى، سيستهدف المضاربون على الارتفاع – الثيران- الأرباح طويلة الأجل عند حوالي 78.40 دولارًا أو أعلى عند 81.71 دولارًا للبرميل.

هذا الشارت من منصة tradingview