التوقعات الاسبوعية لاسعار النفط الخام وضعف الطلب العالمى قد يؤثر على المكاسب

تداولات أسعار النفط الخام الاسبوع الماضى كانت تتسم بالتقلبات وعدم الاستقرار كما توقعنا حيث ستظل السياسات الامريكية العدائية تجاريا وسياسيا عامل مؤثر سلبى على الطلب العالمى على النفط الخام وبالتالى على الاسعار. ومكاسب الارتداد لاعلى فى الاسبوع الماضى كانت محدودة وحسب منصات شركات تداول النفط… يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 67.20 دولار للبرميل منهيًا بذلك سلسلة خسائر أستمرت سبعة أسابيع. وسعر خام برنت حول مستوى 70.60 دولار للبرميل محققًا مكاسب أسبوعية بنسبة 0.3%، هي الأولى له منذ أربعة أسابيع.

شارت سعر النفط الخام

التعريفات الجمركية الامريكية تهدد سوق النفط

مؤخرا تأثرت أسعار النفط الخام سلبًا بتبادلات التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة الامريكية وكندا، وبين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوروبي، وبالإضافة إلى المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. إلا أن الآمال في التوصل إلى وقف إطلاق نار سريع في أوكرانيا تضاءلت. حيث أبقت أوبك على تقديراتها لنمو الطلب لعام 2025 عند 1.45 مليون برميل يوميا، بينما خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها إلى 1.03 مليون برميل يوميًا من 1.1 مليون برميل يوميًا، مشيرةً إلى التوترات التجارية. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية نمو الطلب بمقدار 1.3 مليون برميل يوميًا، حيث ستؤدي العقوبات المفروضة على فنزويلا وإيران إلى تقليص المعروض على المدى القريب.

ومؤخرا فقد ساهم ضعف سعر الدولار الامريكى يوم الجمعة في دعم أسعار النفط الخام. كما ارتفعت أسعار النفط الخام بعد تشديد الولايات المتحدة العقوبات على روسيا، مما زاد من صعوبة تمويلها لتجارة النفط الخام، مما قد يؤدي إلى تقليص إمدادات النفط العالمية. كما تلقت أسعار النفط دعمًا من العقوبات الأمريكية المفروضة على وزير النفط الإيراني. وعموما فقد حظيت أسعار النفط بدعم من الدعم الروسي الفاتر لوقف إطلاق النار، مما يشير إلى أستمرار الحرب والعقوبات الروسية.

مصير الحرب الروسية / الاوكرانية ومخاوف الامدادات النفطية

جاء التذبذب الاخير لاسعار النفط الخام مع أستمرار المستثمرين في تقييم حالة عدم اليقين الجيوسياسي المستمرة بشأن حرب أوكرانيا. وعلى الرغم من الدعم المشروط للرئيس الروسي بوتين لوقف إطلاق النار، إلا أن الثقة في التوصل إلى حل سريع قد تضاءلت. وفى نفس الوقت، لا تزال التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك دعم الصين وروسيا لإيران وانتهاء صلاحية ترخيص عقوبات الطاقة الأمريكية، تؤثر سلبًا على معنويات السوق.

كما أبقت حالة عدم اليقين الاقتصادي الكلي النفط تحت الضغط، حيث حذرت وكالة الطاقة الدولية من فائض متزايد في العرض مع تصاعد الحرب التجارية التي تضعف الطلب بينما تزيد أوبك+ الإنتاج. حيث تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز العرض العالمي الطلب بمقدار 600 ألف برميل يوميًا هذا العام، مع توقع ارتفاع الطلب بمقدار 1.03 مليون برميل يوميًا فقط، بانخفاض قدره 70 ألف برميل يوميًا عن توقعات الشهر الماضي. أنهى الخام القياسي الأسبوع دون تغيير يُذكر عن مستويات الجمعة الماضية.

نصائح تداول:

أرقام منصات حفر النفط الامريكية

مؤخرا تم الاعلان عن أرتفاع عدد منصات الحفر النفطي في الولايات المتحدة الامريكية بمقدار منصة واحدة فى الاسبوع الماضى ليصل إلى ٤٨٧، أي أقل بـ ٢٣ منصة عن العام الماضي، وفقًا لشركة بيكر هيوز لخدمات النفط. وحسب المعلن أيضا فقد أنخفض عدد منصات الحفر المخصصة للغاز الطبيعي بمقدار منصة واحدة إلى ١٠٠، بأنخفاض ١٦ منصة على أساس سنوي.

وبشكل عام يقترب إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة الامريكية من مستويات قياسية على الرغم من انخفاض معدلات الحفر.

وفيما يتعلق بالغاز الطبيعي، أفادت شركة إي بي دبليو أناليتكس الأسبوع الماضى وفي تقرير لها بأن “نمو إنتاجية الآبار والآبار المتبقية المحفورة وغير المكتملة قد يحافظان على إنتاج قياسي في ربيع وصيف ٢٠٢٥، لكن الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي خلال الأشهر العشرة إلى العشرين المقبلة سيتطلب زيادة العرض”.

التوقعات الفنية الاسبوعية لاسعار النفط الخام:

عزيزى القارىء وحسب التداولات على المدى القريب كان قد ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط (WTI) ليتداول فوق خط المتوسط المتحرك لـ 100 ساعة بقليل. ومع ذلك، لا يزال أمامه مجال كبير للارتفاع قبل الوصول إلى منطقة ذروة الشراء على مؤشر القوة النسبية لـ 14 ساعة. ولذلك، سيسعى الثيران إلى تمديد الارتفاع الحالي نحو 67.94 دولارًا أو أعلى ليصل إلى المقاومة 68.89 دولارًا للبرميل. وفى المقابل، سيسعى الدببة إلى أستغلال التراجعات عند حوالي 66.35 دولارًا أو أقل عند الدعم 65.40 دولارًا للبرميل.

وعلى المدى البعيد وحسب الاداء على الرسم البياني اليومي، يتداول سعر خام غرب تكساس الوسيط ضمن قناة هابطة. ومع ذلك، فقد أرتد مؤشر القوة النسبية (RSI) لـ 14 يومًا مؤخرًا لتجنب التحرك الى مستويات ذروة البيع. ولذلك، سيسعى الثيران إلى تمديد ارتدادهم الحالي نحو 70.48 دولارًا أو أعلى ليصل إلى المقاومة 73.00 دولارًا للبرميل. وفى المقابل وعلى نفس الفترة الزمنية سيسعى الدببة إلى جني الأرباح عند حوالي 64.00 دولارًا أو أقل عند الدعم 60.30 دولارًا للبرميل.