TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
بنهاية تداولات الاسبوع الماضى أستقر سعر الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD لما دون مستوى الدعم 1.2400 بخسائر أمتدت صوب مستوى الدعم 1.2366 الادنى له منذ منتصف نوفمبر 2023 . وأغلق تداولات الاسبوع مستقرا حول تلك الخسائر حيث زاد نفور المستثمرين من المخاطرة وهى بيئة جيدة لمزيد من مكاسب الملآذ الآمن الدولار الامريكى. وزادت خسائر الجنيه الاسترلينى بالتحديد، بعد بيانات مبيعات التجزئة البريطانية المخيبة للآمال ومع بحث المستثمرين عن عملات أكثر أمانًا وسط مخاوف بشأن تصعيد محتمل في التوترات في الشرق الأوسط، والتي أثارها الهجوم الإسرائيلي المحدود على الأراضي الإيرانية.
وحسب نتائج بيانات المفكرة الاقتصادية. ووفقًا لأحدث أرقام مكتب الإحصاءات الوطنية، شهدت تجارة التجزئة في بريطانيا ركودًا غير متوقع في مارس، مما يشير إلى ضعف الإنفاق الاستهلاكي، في حين انخفض معدل التضخم في البلاد بأقل من المتوقع إلى 3.2٪، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر 2021. وعلى صعيد أخر فقد حذرت ميجان جرين، صانعة السياسة في بنك إنجلترا، من أن سياسة بريطانيا الأخيرة وبيانات نمو الأجور وتضخم أسعار الخدمات مرتفعة للغاية بحيث لا يمكن للبنك المركزي أن يفكر في خفض أسعار الفائدة.
وفي الوقت نفسه، حافظ سعر الدولار الأمريكي على قوته، مدعومًا بالتصريحات المتشددة من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما يشير إلى أن البنك المركزي الأمريكي ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة. وقبيل بيانات بريطانيا الضعيفة. بدأ ارتفاع الدولار الامريكى يبدو متعبًا بعض الشيء، مما يوفر للجنيه الاسترليني والعملات الأخرى الفرصة لاستعادة بعض ما فقده مؤخرًا على المدى القصير. وكان قد أصبح سعر الدولار الامريكى أكثر ليونة على نطاق واسع وسط تحسن معنويات المستثمرين العالميين.
ومؤخرا فقد عانت أسواق الجنيه الإسترليني والأسهم وسط توترات في الشرق الأوسط ومع قيام المستثمرين بتخفيض توقعاتهم لعدد زيادات أسعار الفائدة الأمريكية في عام 2024 إلى واحدة فقط، بعد أن شهدوا ما يصل إلى سبعة في بداية العام. ويشير هذا إلى أن تكلفة المال ستظل مرتفعة لبعض الوقت في المستقبل، مما يؤدي إلى تباطؤ النمو العالمي وربما خلق مخاطر في النظام المالي. ولكن إعادة التسعير هذه في توقعات سعر الفائدة الامريكية ربما تكون قد وصلت إلى نهايتها في الوقت الحالي، مما يوفر فرص عودة محتملة على المدى القصير للأسهم وسعر الجنيه الاسترليني.
وفى هذا الصدد يقول أنتجي برايفكي، محلل سوق العملات الفوركس في كومرتس بنك: “لقد ذهب السوق بالفعل إلى حد كبير في توقعاته بشأن أسعار الفائدة الرئيسية في الولايات المتحدة”. وتحذر المحللة من أن هذه ليست بأي حال من الأحوال نقطة تحول بالنسبة للأسواق وتتوقع المزيد من المكاسب للدولار الامريكى، وإن كان بوتيرة أكثر تدرجًا مما رأيناه مؤخرًا.
ومحليًا، لا يبدو أن الجنيه الاسترلينى قد تلقى أي دفعة كبيرة دائمة من أرقام التضخم الأقوى من المتوقع الأسبوع الماضى، مما يؤكد أن الدولار الامريكى سيظل القوة الدافعة الرئيسية لسعر صرف الجنيه مقابل الدولار في الأيام والأسابيع القادمة. وعليه فقد أضاف محللو بنك MUFG Bank Ltd “يظل الطريق لمزيد من ارتفاع سعر الدولار الأمريكي من هنا واضحًا حيث تجبر بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي الأسواق على إعادة التفكير في وقت بدء أول خفض لسعر الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي. وقد أدى هذا السياق ونقص قوة دفع الدولار الأمريكي قبل طباعة التضخم إلى انتعاش قوي في الزخم الإيجابي”.
ومن جانبه فقد أستجاب محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى باول الأسبوع الماضى لأرقام التضخم الأمريكية وألمح إلى أن أسعار الفائدة الامريكية ستبقى عند المستويات الحالية لفترة ممتدة، قائلاً “من الواضح أن البيانات الأخيرة لم تمنحنا ثقة أكبر وتشير بدلاً من ذلك إلى أنه من المرجح أن يستغرق الأمر وقتًا أطول من المتوقع. ولتحقيق تلك الثقة”.
وبشكل عام تُظهر أسواق المال أن المستثمرين يتوقعون الآن خفضًا واحدًا فقط لسعر الفائدة الامريكية في عام 2024، مع احتمال بنسبة 50/50 لثانية واحدة. ويمكن أن يستمر هذا في التأثير على معنويات المستثمرين على نطاق أوسع، خاصة إذا بدأت أرباح الشركات في التعثر. ومن جانبهم فقد قام الاقتصاديون في Société Générale بتحديث للعملاء وقالوا بإنهم لم يعودوا يتوقعون أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الامريكية في عام 2024، مما يشير إلى الحاجة إلى مزيد من إعادة التسعير في توقعات السوق. وإذا قام بنك إنجلترا بتخفيض أسعار الفائدة في أوائل شهر يونيو/حزيران، فإن الطريق إلى ضعف الجنيه الاسترليني يصبح واضحاً.
وعليه يقول كيت جوكس، المحلل في Société Générale: “قد ينخفض زوج إسترليني/دولار GBP/USD لاختبار مستوى الدعم النفسى 1.20”.
وعلى المدى القصير، سيحتاج ارتفاع سعر الدولار الامريكى الأخير إلى التراجع، مما يوفر بعض احتمالية العودة. ولكن في الوقت الحالي، سيتم النظر إلى المكاسب على أنها معاكسة للاتجاه وقصيرة الأجل.
توقعات الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى هذا الاسبوع:
حسب بيانات المفكرة الاقتصادية… سيتم التركيز على الاعلان عن قراءات مؤشرات مديرى المشتريات لقطاعى التصنيع والخدامت فى بريطانيا. ثم الى الاهم قراءة النمو الاقتصادى الامريكى ثم قراءة التضخم الامريكية والمفضلة لدى بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى. وأشارات مسؤولى بنك أنجلترا والبنك المركزى الامريكى ناهيك عن مستوى أقبال المستثمرين على المخاطرة وأداء الاسواق العالمية. حتى الان الاتجاه العام لسعر الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD هبوطيا وخسائره الاخيرة كانت كافية لدفع كامل المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع قوية بالبيع. ومع أختبار الدعم 1.2300 سيبدأ متداولى الفوركس فى التفكير فى الشراء ولكن بدون مخاطرة حيث لا تزال أسس مكاسب الدولار الامريكى قوية وقد تستمر لفترة من الوقت. وأى مكاسب للارتداد لسعر الاسترلينى دولار ستكون محدودة وغير مستمرة ما لم تتوقف مكاسب الدولار الامريكى للعوامل المذكورة بالاعلى.
وحسب الاداء على شارت اليومى أدناه كسر الاتجاه يتطلب التحرك صوب مستويات المقاومة 1.2600 و 1.2775 على التوالى.
هذا الشارت من منصة tradingview
