ضغوط بيع الدولار الامريكى زادت فى بداية تداولات أسبوع الوظائف الامريكية ويستقر على أثرها مؤشر الدولار الامريكى DXY والذى يقيس أداء العملة الامريكية مقابل سلة من العملات الرئييسة الاخرى حول مستوى الدعم 98.70 بالقرب من الادنى له منذ خمسة أسابيع. وزادت ضغوط بيع العملة الامريكية تزامنا مع تراجع ثقة المستثمرين في ظل تجدد التوترات التجارية. وجاء هذا التراجع عقب إعلان الرئيس دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستضاعف الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم إلى 50% اعتبارًا من 4 يونيو.
الرسم البيانى المباشر لمؤشر الدولار الامريكى
كما تصاعدت التوترات مع الصين بعد رفض بكين ادعاء ترامب بأنتهاكها اتفاقية التجارة التي تم التوصل إليها في جنيف الشهر الماضي، مما أثار شكوكًا حول احتمال عقد مكالمة هاتفية بين زعيمي البلدين قريبًا. ومع ذلك، فقد صرّح مدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت خلال عطلة نهاية الأسبوع بأن محادثة بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ قد تُعقد هذا الأسبوع. ويتجه المشاركون في السوق الآن نحو سلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة – بما في ذلك تقرير الوظائف الشهري المرتقب يوم الجمعة – والذي قد يُقدم فهمًا أعمق للتأثير الاقتصادي لتغيير السياسات التجارية.
نصائح تداول:
أداء الاقتصاد الأمريكي في مواجهة رسوم ترامب الجمركية
أخيرًا، تأتي البيانات الاقتصادية أفضل من المتوقع – ولكن يبقى لغزٌ ما، وكيفية انعكاسه تُهمّ المستثمرين بشكل كبير. وفى نفس الوقت لا تزال بيانات المسوحات “الناعمة” تضعف، ولا نشهد مفاجآت سارة إلا بسبب انخفاض التوقعات. في الوقت نفسه، كانت البيانات الدقيقة حول الإنفاق جيدة. وبأفتراض صمود التعريفات الجمركية الشاملة أمام التحديات القانونية – أو إعادة فرضها بموجب قوانين أخرى – فإن مزيجًا من تأخر الإنفاق الرأسمالي وتوقعات ارتفاع التضخم قد يبدأ بسهولة في الظهور في صورة ضعف الإنفاق وفقدان الوظائف، مما يضر بالبيانات الدقيقة.
وتتضح النظرية الأساسية من خلال طريقة أخرى لتقليص البيانات، وهي المؤشرات الاقتصادية الرائدة والمتزامنة لمجلس المؤتمرات. فقد تراجع المؤشر الرائد، وهو على وشك التحذير من ركود وشيك، بينما يشير المؤشر المتزامن إلى أن النمو مستمر في التقدم. وببساطة: قد يبدو الوضع مشمسًا، لكن هناك عاصفة قادمة. ويمكن للمتفائلين بسهولة تجاهل المؤشرات الرئيسية، التي حذرت من ركود لم يظهر قط من عام ٢٠٢٢ إلى عام ٢٠٢٤ – ثم عادت للظهور بقوة قبل الانتخابات. وعليه فإن حالة عدم اليقين بشأن تأثير السياسة الحكومية هائلة، لكنني أميل إلى موقف وسط.
وعلى الجانب الإيجابي، ربما لا تكون البيانات الضعيفة سيئة كما تبدو. حيث أصبحت استطلاعات المستهلكين الآن حزبية للغاية لدرجة يصعب معها الوثوق بنتائجها. ولا تشمل مؤشرات مديري المشتريات قطاع التجزئة، الذي كان قويًا بشكل معقول مع مساهمة إنفاق المستهلكين في دفع عجلة الاقتصاد. وكما يُشير بول هولينغسورث، الخبير الاقتصادي في بنك بي إن بي باريبا، فمنذ التشوهات التي أحدثتها الجائحة، تصرفت التعديلات الموسمية بشكل غريب.
وحسب توقعات خبراء الاقتصاد فمن المفترض أن تُبطئ الرسوم الجمركية النمو، ولكن إذا بقيت عند مستوياتها المنخفضة، فلا ينبغي أن تُنهيه. ما زلتُ قلقًا من أن يرفع ترامب الرسوم الجمركية فجأةً، في حين أن “مشروع القانون الكبير الجميل” المُرسل إلى مجلس الشيوخ يتضمن بندًا يسمح بفرض ضرائب باهظة على الأجانب من شأنها أن تُعيق الاستثمار الداخلي.
التوقعات الفنية لمؤشر الدولار الامريكى:
عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة فقد أنخفض مؤشر الدولار الأمريكي DXY الآن ليتداول دون المتوسط المتحرك لـ 100 ساعة. ومع ذلك، لا يزال أمامه مجال للتحرك قبل الوصول إلى مستويات ذروة البيع لمؤشر القوة النسبية RSI لـ 14 ساعة. وعلى المدى القريب، سيتطلع الدببة إلى تمديد الانخفاض الحالي للتحرك صوب مستوى الدعم 98.55 ثم الى مستوى الدعم 97.70 وفى المقابل سيتطلع الثيران من الاستفادة من الارتداد لاعلى على أثر نتائج أقوى للبيانات الاقتصادية الامريكية هذا الاسبوع للتحرك صوب مستوى المقاومة 99.00 ثم الى المقاومة 99.55 على التوالى.
وعلى المدى البعيد وحسب الاداء على الرسم البياني اليومي، يتداول زوج الدولار الامريكى USDX ضمن قناة هابطة. كما يدعم مؤشر القوة النسبية لـ 14 يومًا ميلًا هبوطيًا طويل المدى مع اقترابه من وضع ذروة البيع. ولذلك، سيستهدف الدببة الانخفاضات الممتدة عند مستوى الدعم 97.10 ثم الى مستوى الدعم 96.35 على التوالى وهى مستويات كافية لدفع كامل المؤشرات الفنية صوب مستويات التشبع بالبيع. وفى المقابل وعلى نفس الفترة الزمنية سيتطلع الثيران إلى الاستفادة من الارتددات لاعلى بمكاسب الى مستوى المقاومة 100.85 ثم الى المقاومة 102.00 على التوالى والمستوى الاخير هام للتأكيد على قوة سيطرة الثيران.