واصل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) أتجاهه الصعودي القوي هذا الأسبوع، حيث وصل إلى أعلى نقطة له منذ 2 أغسطس. وقفز إلى أعلى مستوى عند 104.14 دولارًا، وهو ما يمثل حوالي 4٪ من أدنى مستوى له هذا العام.
أرتفاع عائدات السندات الأمريكية
تزامن ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي DXY مع الارتفاع المستمر في عائدات سندات الخزانة. وتُظهر البيانات أن السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات كانت تتداول عند 97.0 دولارًا، بأنخفاض عن أعلى مستوى لها منذ بداية العام عند 105.23 دولارًا. وارتفع العائد، والذي يتحرك في الاتجاه المعاكس لسعر السند، إلى 4.226%، وهو أعلى مستوى له منذ 26 يوليو/تموز. وبالمثل، قفز عائد سندات الخزانة لأجل 30 عامًا إلى 4.51%، وهو أعلى مستوى له منذ 26 يوليو/تموز، في حين قفز عائد سندات الخمس سنوات إلى 4.028%. كما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي مع انخفاض صندوق iShares 20+ Year Treasury Bond ETF (TLT) إلى 92.32 دولارًا، وهو أدنى مستوى له منذ 26 يوليو/تموز. وقد انخفض بنحو 9% من أعلى مستوى له هذا العام.
وانخفض مؤشر تقلبات بورصة شيكاغو، المعروف شعبياً بأسم مقياس الخوف في وول ستريت، إلى 18.2 دولارًا، وهو أدنى مستوى له منذ 1 أكتوبر/تشرين الأول. كما حدث هذا التحرك السعري مع ضعف الدولار الأمريكي مقابل معظم العملات في المؤشر. فعلى سبيل المثال، انخفض سعر اليورو، والذي يشكل حوالي 57% من المؤشر، إلى مستوى منخفض بلغ 1.0800، وهو أدنى مستوى له منذ 5 أغسطس، و3.68% أقل من أعلى مستوى له منذ بداية العام. وأنخفض سعر الجنيه الإسترليني إلى 1.2985، في حين ارتفع زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني USD/JPY إلى 151.68. وارتفع زوج الدولار الأمريكي/الفرنك السويسري USD/CHF إلى 0.8665، وهو أعلى مستوى له منذ 25 أغسطس. وارتفع سعر الذهب، وهو المعدن الثمين الأكثر شهرة، إلى مستوى قياسي بلغ 2740 دولارًا.
إجراءات بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى
أرتفع مؤشر الدولار الأمريكي بسبب البيانات الاقتصادية الأخيرة والمخاطر الجيوسياسية المتزايدة. وكانت قد أظهرت البيانات الصادرة في وقت سابق من هذا الشهر أن الوظائف غير الزراعية ارتفعت إلى 254 ألفًا في سبتمبر، متجاوزة الزيادة المتوقعة البالغة 155 ألفًا. كما قام مكتب إحصاءات العمل بمراجعة تقرير الوظائف لشهر أغسطس. وتراجع معدل البطالة إلى 4.1% في سبتمبر/أيلول، في حين استمر نمو الأجور في النمو خلال الشهر.
وهذه الأرقام تعني أن سوق العمل في الولايات المتحدة الامريكية كانت أفضل من المتوقع، على عكس التقدير السابق. وأظهر تقرير آخر صدر في وقت سابق من هذا الشهر أن التضخم الامريكى كان في طريقه إلى هدف 2%، لكنه كان ينخفض بوتيرة أبطأ من المتوقع. وانخفض مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي إلى 2.4%، في حين ظل مؤشر أسعار المستهلك الأساسي عند 3.2%. وحسب نتائج المفكرة الاقتصادية…. فقد أظهرت البيانات الصادرة الأسبوع الماضي ارتفاع مبيعات التجزئة في أكتوبر/تشرين الأول، في حين استمرت طلبات البطالة الأولية في التراجع.
ولذلك، يتوقع المحللون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى لن يكون متساهلاً كما كان متوقعاً في السابق. وتظهر بيانات بورصة شيكاغو التجارية أن احتمالات خفض أسعار الفائدة الامريكية بنسبة 0.25% في اجتماع السابع من نوفمبر/تشرين الثاني بلغت 87.5%. وفي الوقت نفسه، كانت احتمالات خفض أسعار الفائدة بنسبة 0.25% أخرى في اجتماع ديسمبر/كانون الأول 68.9% مقارنة باحتمالات 28.5% لخفض بنسبة 0.50%. وقبل الأرقام الأخيرة، كان المحللون يتوقعون أن يقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي بعض التخفيضات الضخمة في أسعار الفائدة.
قضايا جيوسياسية
أرتفع مؤشر الدولار الأمريكي DXY أيضًا بسبب القضايا الجيوسياسية المستمرة، وخاصة في الشرق الأوسط. وكان قد أظهر تسريب صدر هذا الأسبوع أن إسرائيل تستعد لضرب المواقع النووية الإيرانية. وفي بيان، هددت إيران بضرب المنشآت النووية الإسرائيلية أيضًا. وعليه فمن المرجح أن تؤدي مثل هذه الإجراءات المتبادلة إلى صراع أوسع بين دول مثل الولايات المتحدة الامريكية والصين وروسيا. الدولتان الأخيرتان حليفتان لإيران ومن المرجح أن تدافعا عنها.
وعموما… يرتفع مؤشر الدولار الأمريكي عندما تكون هناك مخاطر جيوسياسية متزايدة بسبب دوره كملاذ آمن. وفي غضون ذلك، تقترب الانتخابات العامة الأمريكية. تُظهر البيانات أن هناك احتمالات متزايدة لفوز دونالد ترامب في الانتخابات، مع ارتفاع احتمالات بولي ماركت إلى 62٪ وانخفاض كامالا هاريس إلى 37٪. وتُظهر استطلاعات الرأي الرسمية أيضًا أن احتمالاته آخذة في الارتفاع. ومن الناحية النظرية، يجب أن ينخفض مؤشر الدولار الأمريكي DXY إذا فاز ترامب لأنه تعهد بخفض قيمة العملة. ومع ذلك، يعتقد المحللون أن سياساته مثل التخفيضات الضريبية والتعريفات الجمركية من شأنها أن تؤدي إلى قوة الدولار بسبب التوترات المتزايدة.
توقعات مؤشر الدولار الأمريكي:
أستمر مؤشر الدولار الامريكى DXY في أتجاهه الصعودي في الأسابيع القليلة الماضية، حيث أرتفع من أدنى مستوى عند 100.20 دولار إلى أعلى مستوى عند 104.10 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ 2 أغسطس. ولقد أرتفع فوق المتوسطات المتحركة المرجحة لمدة 50 يومًا و200 يوم (WMA)، مما يعني أن الثيران هم المسيطرون الآن. وكان قد تجاوز مؤشر MACD خط الصفر، بينما أرتفع مؤشر القوة النسبية (RSI) وتحرك فوق نقطة ذروة الشراء عند 73. ولقد تحرك فوق مستوى المقاومة الرئيسي عند 104 دولار، وهو أدنى مستوى له في 4 يونيو. ولذلك، من المرجح أن يستمر مؤشر الدولار الأمريكي DXY في الارتفاع حيث يستهدف الثيران النقطة الرئيسية التالية عند 105 دولار.
هذا الشارت من منصة tradingview