يتوقع خبراء أسواق العملات الفوركس في جولدمان ساكس أن يبلغ سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل اليورو مستوى 1.2200 خلال 12 شهرًا، حيث يعتبرون أن التفاؤل بشأن منطقة اليورو مبالغ فيه. وفي المقابل، يتوقع بنك HSBC تراجعًا إلى 1.1765 وسط انعدام الثقة في توقعات المملكة المتحدة. وحسب منصات شركات التداول المرخصة… فقد بلغ سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل اليورو لفترة وجيزة أعلى مستوى له في 3 أسابيع فوق 1.2000 خلال الأسبوع قبل أن يتراجع إلى 1.1950.
هذا الشارت من منصة tradingview
الميزانية البريطانية والتأثير على الاسترلينى
مؤخرا شدد وزير المالية البريطانى ريفز الإنفاق على الرعاية الاجتماعية في تحديث الربيع، وخفض نمو الإنفاق طويل الأجل. وخفض مكتب مسؤولية الميزانية توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2025 من 2.0% إلى 1.0%. وعُدِّلت توقعات النمو على المدى المتوسط بزيادة طفيفة، لكن بنوك الاستثمار أبدت تحفظاتها إزاء خطر زيادة الضرائب في وقت لاحق من العام. حيث علّقت شركة RBC Capital Markets قائلةً: “إنّ الخطر الرئيسي الذي يُمكن الإشارة إليه في كل حدث مالي تقريبًا هو توقعات النمو الصادرة عن مكتب مسؤولية الموازنة. ويميل مكتب مسؤولية الموازنة إلى الإفراط في التفاؤل بشأن آفاق النمو في بريطانيا، ويعود ذلك أساسًا إلى تفاؤله المفرط بشأن أداء الإنتاجية في المملكة المتحدة”.
وفى نفس الوقت فقد أكّد بنك HSBC على عدم ثقته في توقعات بريطانيا؛ “لا نزال نرى خطرًا يتمثل في أن تُسرّع لجنة السياسة النقدية من وتيرة التيسير النقدي في النصف الثاني من عام 2025. ففي نهاية المطاف، يبدو أن سوق العمل آخذ في الضعف، ويبدو أن التضخم الذي نشهده حاليًا هو “تضخم سيئ”.
وأضاف بنك HSBC: “من المُحتمل أيضًا أن يُفاقم التشديد المالي، وعدم اليقين العالمي، واحتمال تباطؤ الاقتصاد الأمريكي (إذا تحقق ذلك) الضعف الاقتصادي في المملكة المتحدة”.
يتوقع البنك أن يصل سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل اليورو GBP/EUR إلى 1.1765 بنهاية عام 2025.
ووفقًا لغولدمان ساكس، “في حالة منطقة اليورو، يبدو أن أسواق العملات الأجنبية الفوركس تُعطي قدرًا غير عادي من الثقة لآفاق النمو البعيدة – على الأرجح بسبب احتمال أن تُؤدي آفاق النمو العالمي الأكثر توازنًا إلى تحول في تدفقات رأس المال العالمية وحركة كبيرة في سوق العملات الأجنبية، كما حدث في عام 2017.” وأضاف غولدمان: “لا نرى مبررًا قويًا لمزيد من ارتفاع زوج اليورو مقابل الجنيه الإسترليني EUR/GBP استنادًا فقط إلى أخبار النمو الأوروبي الإيجابية التي صدرت بالفعل. ويتوقع أن يدعم موقف بنك إنجلترا الحذر الجنيه الإسترليني أيضًا.”
الرسوم الجمركية الامريكية ستحدد الاداء
وعلى صعيد أخر. ستكون تطورات الرسوم الجمركية عنصرًا رئيسيًا على المدى القصير، مع توقعات بأن تطبق الولايات المتحدة الامريكية رسومًا جمركية متبادلة وأن تُعامل منطقة اليورو بصرامة أكبر من بريطانيا. وفي هذا السياق، يرى غولدمان مجالًا لتحقيق مكاسب صافية للجنيه الإسترليني؛ “بالنظر إلى المستقبل، لا نزال نرى أسبابًا تجعل الجنيه الإسترليني يتميز عن نظرائه الأوروبيين. ونعتقد أن الجنيه الإسترليني سيستفيد من مرونة نسبية في مواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية، وهو أمرٌ من المتوقع أن يزداد أهميته مع اقتراب الموعد النهائي لتطبيق الرسوم في الثاني من أبريل.
ولكن يبدو بنك نومورا أكثر تفاؤلاً بشأن توقعات اليورو؛ إذ يقول: “لا نزال متفائلين بشأن توقعات النمو الأوروبي بفضل الإنفاق الألماني على البنية التحتية وخطط الإنفاق العسكري الأوسع نطاقاً للاتحاد الأوروبي، ونرى بعض التقدم في أتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا، واحتمالية فرض المزيد من التسعير على تخفيضات أسعار الفائدة من قِبَل البنك المركزي الأوروبي“.
نصائح تداول:
ومن جانبه يتوقع بنك سوسيتيه جنرال أداءً متفوقاً لمنطقة اليورو وخسائر للجنيه الإسترليني؛ ويضيف: “من المتوقع أن يدعم النمو النسبي والسياسات النقدية زوج اليورو/الجنيه الإسترليني. ويتوقع اقتصاديونا نمواً في بريطانيا بنسبة 0.8% في عام 2025 مقابل 1.1% لمنطقة اليورو”. ومن جانبه يحافظ بنك أوف أمريكا (BoA) على موقف إيجابي ملحوظ تجاه الجنيه الإسترليني؛ إذ يقول: “ما زلنا نعتقد أن بنك إنجلترا من غير المرجح أن يلجأ إلى تخفيضات متتالية لأسعار الفائدة نظراً لمخاطر استمرار التضخم، واستقرار النمو مؤخراً، وعدم وجود مؤشرات على تباطؤ حاد في سوق العمل”.
وأضاف بنك أوف أمريكا: “نواصل النظرة التفاؤلية تجاه الجنيه الإسترليني، مع استمرار تحدي التوقعات السلبية، ونظرًا لأن احتمالية تحسين العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي تبدو هي السائدة، لا سيما في مجالي الأمن والدفاع. نواصل تفضيل مراكز الشراء طويلة الأجل للجنيه الإسترليني مقابل الفرنك السويسري واليورو.”