زوج اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD يفشل فى التصحيح الصعودى

توقف أرتفاع سعر صرف اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD عند مستوى المقاومة 1.0750 وسط مخاوف من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سوف يتراجع عن التخفيف الأخير في الظروف المالية ومع صدور ألمانيا مجموعة أخرى مخيبة للآمال من الأرقام الصناعية. ومن تلك القمة تعرض لعمليات بيع سريعة دفعته صوب مستوى الدعم 1.0660 والمستقر حوله وقت كتابة التحليل قبيل تصريحات جديدة من حاكم البنك المركزى الامريكى جيروم باول.

وحسب نتائج البيانات الاقتصادية الاخيرة فقد أنكمش الإنتاج الصناعي الألماني بنسبة 1.4% على أساس شهري في سبتمبر، وهو أقل من توقعات السوق بـ -0.1% ويمثل انخفاضًا متسارعًا عن قراءة أغسطس -0.1%. ومن جانبه قال مكتب الاحصاءات الالمانية ديستاتيس بإن التدهور نتج عن انخفاض الإنتاج في الفروع الصناعية كثيفة الاستهلاك للطاقة، والذي انخفض بنسبة 0.4٪ في سبتمبر 2023 مقارنة بأغسطس 2023.

وتعليقا على ذلك يقول كارستن برزيسكي، المحلل في بنك ING: “يستمر عرض الرعب الكلي في ألمانيا، وقد وصلنا تقريبًا إلى النقطة التي يسأل فيها الأطفال آباءهم أين كانوا في المرة الأخيرة التي أصدرت فيها ألمانيا سلسلة من البيانات الكلية الإيجابية”. وأضاف بنك ING بأن هذا الإصدار المخيب للآمال من البيانات لا يشير فقط إلى أنه يمكن تعديل نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث نحو الانخفاض، ولكن أيضًا من المرجح أن تنهي البلاد العام في ركود فني.

وتساهم البيانات جزئيًا على الأقل في يوم أكثر ليونة لليورو الذي ارتفع بشكل حاد مقابل الدولار في الأسبوع الماضي بعد تقرير سوق العمل الأمريكي الضعيف بشكل غير متوقع يوم الجمعة. وتعليقا على أداء زوج العملات تقول روتا بريسكينيت، خبيرة الفوركس في Convera: “بعد تجاوز اليورو/دولار مستوى 1.07 دولار للمرة الأولى منذ منتصف سبتمبر الأسبوع الماضي، توقف ارتفاع اليورو وسط أنتعاش طفيف في عوائد الولايات المتحدة واستمرار تدفق البيانات السلبية لليورو”.

وتعد بيانات الإنتاج الصناعي الألماني مجرد أحدث إصدار لتأكيد أن اقتصاد منطقة اليورو لا يزال في وضع محفوف بالمخاطر، حيث تشير بيانات مؤشر مديري المشتريات لمنطقة اليورو لشهر أكتوبر إلى انكماش محتمل خلال الشهر. وحسب الخبراء “نظرًا لأن الأدلة لا تزال منخفضة في بداية الربع الرابع، فإن المخاطر المتعلقة باليورو تظل تميل نحو الاتجاه الهبوطي. وبينما نبحث عن علامات تشير إلى وصول منطقة اليورو إلى قاع، وانتعاش مسح IFO لمناخ الأعمال الأسبوع الماضي والمفاجأة الصعودية أمس في الاقتصاد الألماني الجديد ف “الأوامر ليست كافية لإحداث تحول في السرد”.

ولقد كانت “ذروة التشاؤم” فيما يتعلق بمنطقة اليورو موجودة منذ بعض الوقت وهي مفهومة جيدًا من قبل الأسواق. وهذا يترك قدرًا كبيرًا من التركيز على الجانب الأمريكي من المعادلة، وتتجه كل الأنظار إلى المتحدثين بأسم بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى خلال الأيام المقبلة، حيث من المتوقع أن يعارض البعض التطورات الأخيرة. وكان قد دفع تقرير سوق العمل الأمريكي والذي جاء دون التوقعات يوم الجمعة الماضي الأسواق إلى زيادة الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد أكمل الآن دورة رفع أسعار الفائدة الامريكية وأن تخفيضات أسعار الفائدة يمكن أن يتم المضي قدمًا.

وقد أدى ذلك إلى أنخفاض عائد السندات الأمريكية، الأمر الذي أدى بدوره إلى خفض تكلفة المال في الاقتصاد، مما أدى إلى تخفيف الظروف المالية التي قد يشعر بنك الاحتياطي الفيدرالي بأنها تتعارض مع أجندته الرامية إلى خفض التضخم.

وبشكل عام يمكن لمتحدثي بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يقاوموا هذا التطور في عدد من الكلمات المقرر إلقاءها هذا الأسبوع، وإذا نجحوا، فقد يدعم ذلك الدولار ويزيد من تقويض ارتفاع اليورو مقابل الدولار EUR/USD. وأضاف المحللون “تبدو المخاطر متحيزة نحو ارتفاع الدولار بشكل طفيف اليوم”. و”في النهاية، لم يتمكن زوج يورو/دولار EUR/USD حتى من أختبار المقاومة عند 1.0765 قبل أن يتراجع. ويبدو أن المستوى 1.0650 يمثل خطرًا اليوم نظرًا لخطورة المتحدثين المتشددين من بنك الاحتياطي الفيدرالي.”

هذا الشارت من منصة tradingview