TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
سيكون سعر الجنيه الإسترليني مفضلًا على اليورو، كما يقول المحللون والذين يتوقعون أن يشرع بنك إنجلترا في خفض أسعار الفائدة بشكل أكثر لطفًا من أقرانه في البنك المركزي الأوروبي. وحسب منصات شركات تداول العملات فقد أختبر سعر صرف الجنيه الاسترليني مقابل اليورو الحدود العليا لنطاق 2024 بالقرب من 1.1720 في أعقاب بيانات التضخم والتي صدرت في مارس والتي أثبتت أنها أقوى مما توقعته الأسواق. وكان الجنيه الإسترليني من بين العملات الأفضل أداءً اليوم بعد قراءة مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي عند 3.2%، متجاوزًا التقديرات البالغة 3.1%. وسجل التضخم القوي لمؤشر أسعار المستهلك في قطاع الخدمات – وهو أمر يراقبه بنك إنجلترا عن كثب – 6.0٪ مما أشار للمحللين إلى أنه من غير المرجح أن يستقر التضخم عند 2.0٪ في الأشهر المقبلة.
وتعليقا على الاداء يقول جيمي دوتا، محلل الاسواق في شركة Vantage: “حصل الجنيه الاسترليني على الدعم الذي كان في أمس الحاجة إليه من بيانات مؤشر أسعار المستهلك في المملكة المتحدة والتي صدرت للتو والتي كانت أكثر سخونة بشكل متواضع من المتوقع. وانخفضت الأسعار الرئيسية والأساسية لكنها أثبتت أنها أكثر ثباتًا من التوقعات المتفق عليها”. و”الرقم الرئيسي الذي يجب على واضعي أسعار الفائدة في بنك إنجلترا هو رقم التضخم في الخدمات. ولم ينخفض هذا بالقدر المتوقع.”
وعلى الرغم من أن الجنيه الاسترليني ارتفع في البداية مقابل اليورو، إلا أنه فقد في النهاية معظم المكاسب، مما يؤكد أنه من الصعب تحقيق القوة على المدى القريب عندما تتوقع الأسواق أن تتبع منطقة اليورو والمملكة المتحدة نفس المسارات الاقتصادية. وعلى المدى القريب، من المرجح أن يستمر التداول ضمن النطاق لزوج الجنيه الإسترليني/اليورو. ولكن بعض المحللين يقولون بإن الاختراق للأعلى أمر وارد، حيث سيظهر الاختلاف في نهاية المطاف مع قيام بنك إنجلترا بتخفيض أسعار الفائدة بوتيرة أكثر تدرجاً من البنك المركزي الأوروبي.
ومن جانبها. تقول روث جريجوري، نائبة كبير الاقتصاديين البريطانيين في كابيتال إيكونوميكس، بإن الانخفاض الأقل من المتوقع في التضخم في بريطانيا “يزيد من خطر أن يتبع التضخم الاتجاه السائد في الولايات المتحدة ويتوقف قريبًا”. وتضيف: ب”إن فرص خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى في يونيو أصبحت الآن أقل قليلاً”. وفي الوقت نفسه، أشار البنك المركزي الأوروبي إلى أنه في طريقه لخفض أسعار الفائدة في يونيو.
وفي الوقت نفسه، خفضت الأسواق توقعاتها لعدد تخفيضات أسعار الفائدة في بريطانيا في عام 2024 بسبب إعادة التسعير الحادة في توقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بسبب الإشارات إلى تسارع التضخم في الولايات المتحدة مرة أخرى. وتقوم الأسواق المالية الآن بتسعير تخفيضات أسعار الفائدة بمقدار 40 نقطة أساس فقط من بنك إنجلترا بحلول نهاية العام؛ حتى سبتمبر لم يعد مسعرًا بالكامل. وعد بالذاكرة إلى الأسبوعين الماضيين فقط، حيث كانت السوق تقول إن خفض سعر الفائدة في يونيو كان محتملاً، مع تسعير شهر أغسطس بالكامل.
وعلى الرغم من أن معدل التضخم الرئيسي في بريطانيا سينخفض إلى 2.0% في تقرير الشهر المقبل، إلا أن التضخم الأساسي القوي سيعني ارتفاعه مرة أخرى فوق هدف 2.0% في الأشهر المقبلة. ويتوقع المشاركون في السوق أن يدفع هذا بنك إنجلترا إلى الحفاظ على نهج حذر في خفض أسعار الفائدة. وفي حين أن إعادة التسعير الأخيرة للتوقعات لم تدعم الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الامريكى، إلا أنها تقدم دعمًا للعملة البريطانية على بعض العملات التقاطعية المهمة. وفي الواقع، عند عرضه خلال الأسبوع الماضي، احتل الجنيه الاسترليني المركز الثالث بعد الدولار والفرنك في أفضل الأسهم أداءً في مجموعة العشرة.
ومن جانبه يقول مايكل فيستر، المحلل في كومرتس بنك، بإن هناك افتراضًا بأن مخاطر التضخم في بريطانيا ترتفع مرة أخرى وأن بنك إنجلترا، مثل بنك الاحتياطي الفيدرالي، سوف يستجيب بموقف “مرتفع لفترة أطول” بشأن أسعار الفائدة.
وقال”على الرغم من أنه من المرجح أن ينخفض سعر الفائدة الأساسي نحو 3-3.5% على أساس سنوي في الأشهر المقبلة، إلا أن البيانات لا تشير إلى أكثر من ذلك بكثير في الوقت الحالي. وإلى أن يتغير ذلك، من المرجح أن تظل الاسواق حذرة بشأن خفض أسعار الفائدة. ويضيف المحلل بالقول: “التوقعات ويميلون إلى أتباع خطى بنك الاحتياطي الفيدرالي. وأن هذا أحد أسباب “البقاء متفائلاً بحذر بشأن الجنيه”.
وكان قد قام الاقتصاديون في بنك الاستثمار نومورا بمراجعة المسار المتوقع لأسعار الفائدة في بريطانيا بعد صدور التضخم، قائلين بإنهم يرون الآن تخفيضات أقل في الأفق.
وفي السابق، كان الاقتصاديون يتوقعون خفضًا في كل اجتماع بين أغسطس 2024 وفبراير 2025. ويحتفظون بوجهة نظر مفادها أن البنك سيبدأ التيسير النقدي في أغسطس من هذا العام، مع تخفيضات أخرى بمقدار 25 نقطة أساس في نوفمبر 2024 وفي كل اجتماع للسياسة النقدية في عام 2025 (فبراير 2025). مايو، أغسطس، نوفمبر). وفي السابق كان من المتوقع أن يخفض البنك أسعار الفائدة في كل اجتماع بعد أغسطس.
وفى المقابل فمن المتوقع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بوتيرة أسرع، بدءًا من يونيو ثم في يوليو وسبتمبر. وحسب محللو بنك نومورا “نتوقع أنه سيكون هناك المزيد من الضغط الهبوطي على زوج اليورو/استرليني EUR/GBP من منظور تباين السياسة النقدية. وعلاوة على ذلك، كان لارتفاع أسعار النفط الخام تأثير أقل على شروط التجارة في المملكة المتحدة منه في منطقة اليورو. وبشكل عام، نحافظ على انحياز إيجابي نسبيا “على الجنيه الإسترليني مقابل اليورو،”.
