الأحد , أبريل 28 2024
إبدأ التداول الآن !

الطلب على الذهب سيصل إلى مستوى قياسي

سجل إجمالي الطلب على الذهب مستوى قياسيا العام الماضي، ومن المتوقع أن يتوسع مرة أخرى في عام 2024 مع تحرك مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة، مما قد يساعد الأسعار، وذلك وفقا لمجلس الذهب العالمي. وكان قد أرتفع الاستهلاك الإجمالي بنحو 3% ليصل إلى 4899 طنًا العام الماضي، مدعومًا بالطلب القوي في السوق المبهمة خارج البورصة، وكذلك من الشراء المستمر من قبل البنوك المركزية العالمية، وفقًا لتقرير مجلس الذهب العالمي للعام بأكمله. وهذا هو أعلى رقم إجمالي في البيانات يعود إلى عام 2010.

وفى هذا الصدد قال جوزيف كافاتوني، كبير محللى السوق في مجلس الذهب العالمي، في مقابلة: ب“إن المشهد مناسب للبنوك المركزية الناشئة لمواصلة كونها مشتريًا صافيًا”. وأضاف بإن المجلس يرى وجود حجة قوية لشراء التسجيلات من قبل دول مثل الصين وبولندا. ويتضمن رقم الطلب الشامل السبائك للاستثمار والمجوهرات والعملات المعدنية ومشتريات البنوك المركزية والصناديق المتداولة في البورصة ونشاط خارج البورصة. وأضاف بإنه في هذا السوق الأخير، يستثمر المشاركون، بما في ذلك الصناديق السيادية والأفراد ذوي الثروات العالية وصناديق التحوط، في سبائك الذهب.

وحسب منصات تداول الذهب فقد أرتفع سعر المعدن الاصفر بنسبة 13% العام الماضي، مسجلاً مستوى قياسياً في أوائل ديسمبر/كانون الأول، وذلك على خلفية حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، والتوترات الجيوسياسية، والتوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى يستعد لبدء تخفيف السياسة بعد حملة جريئة للتشديد لترويض التضخم. ويرغب المستثمرون عادةً في امتلاك الذهب في دورة خفض أسعار الفائدة، حيث يستفيدون من انخفاض عوائد سندات الخزانة وضعف الدولار.

وأظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن نمو الطلب السنوي في سوق OTC بلغ 753% العام الماضي، وهو الأكبر منذ عام 2011 على الأقل. ومن المتوقع أن يستمر المستثمرون في تجميع الذهب بوتيرة متسارعة هذا العام، مدفوعًا إلى حد كبير بتحول بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى المتوقع نحو التيسير النقدي، وفقًا لكافاتوني. وأضاف مجلس الذهب العالمي في التقرير بإن مشتريات البنوك المركزية العالمية حافظت على وتيرة سريعة، حيث بلغ صافي المشتريات السنوية 1037 طنًا في العام الماضي، أي أقل بـ 45 طنًا فقط من الرقم القياسي المسجل في عام 2022. وتتوقع أن تصل مشتريات البنك المركزي إلى 500 طن هذا العام.

وسوف توفر فورة المعاملات خارج البورصة المتوقعة، فضلاً عن عمليات الشراء من جانب البنوك المركزية، ثقلاً موازناً رئيسياً للضعف في أماكن أخرى، وخاصة الصناديق المتداولة في البورصة. وهذا يوفر اتجاهًا صعوديًا قويًا للأسعار، حيث يصل السعر إلى 2200 دولار للأوقية أو أكثر، وفقًا لكافاتوني.

وبلغ سعر الذهب الفوري – الذي تم تداوله آخر مرة بالقرب من 2055 دولارًا للأوقية – وذروته عند 2135.39 دولارًا في ديسمبر 2023.

ولكن قد يعاني الطلب على المجوهرات هذا العام مع بدء التباطؤ الاقتصادي وارتفاع الأسعار، وفقًا لمجلس الذهب العالمي، الذي قدّر الاستهلاك من هذا القطاع بـ 2093 طنًا في عام 2023. وقد تكون الهند إحدى النقاط المضيئة، ثاني أكبر مستهلك، حيث من المتوقع أن ينتعش الطلب من الدولة الآسيوية إلى ما بين 800 و900 طن في العامين المقبلين بعد انخفاضه إلى 748 طنًا في عام 2023. وفى هذا الصدد قال بي آر سوماسوندارام، الرئيس التنفيذي الإقليمي للمجلس في الهند، بإن هذا الانتعاش مدعوم بزيادة الدخل مع نمو الاقتصاد. وأضاف بأن المبيعات ظلت ثابتة في السنوات القليلة الماضية على الرغم من القفزة الهائلة في الأسعار.

وفي الصين، من المرجح أن يظل الطلب على المجوهرات الذهبية مستقراً، حيث يسعى المستهلكون إلى الحفاظ على القيمة في أصول الملاذ الآمن في مواجهة ضعف العملة والتوقعات الاقتصادية غير المؤكدة بشكل متزايد. ومع ذلك، يتوقع مجلس الذهب العالمي تباطؤ نمو البلاد – وهو السيناريو الذي قد يحد من ميزانيات الأسر لشراء السبائك والعملات المعدنية، وكذلك المجوهرات.

المحلل محمود عبد الله
يعمل في أسواق العملات الأجنبية منذ 16 عاما بتفرغ كامل. يقدم تحليلاته ومقالاته وتوصياته في أشهر المواقع العربية المتخصصة في أسواق المال العالمية ونالت خبرته الكثير من الاهتمام اليومي لدى المتداولين العرب. يعمل على توفير التحليلات الفنية والاخبار السوقية والتوصيات المجانية واكثر بمتابعة لا تقل عن 15 ساعة يوميا، ويهدف لتبسيط كيفية التداول في الفوركس ومفهوم التجارة لجمهوره بدون تعقيد وبأقل الامكانيات. بالإضافة، فهو مبتكر للعديد من الافكار والادوات التي تساعد المتداول بالتعامل مع شركات التداول الشهيرة وتوفر له دخول عالم المتاجرة بكل سهولة.