توقعات أسعار النفط الخام وسط أستقرار الاداء

محت العقود الآجلة للنفط الخام خسائرها في منتصف أسبوع التداول حيث ظل سعر النفط الخام الأمريكي فوق مستوى 83 دولارًا للبرميل. وعموما تتطلع أسعار النفط إلى تحقيق مكاسب بعد تقرير المخزون الأمريكي الصعودي. ومع انحسار التوترات الجيوسياسية، تراقب الأسواق المالية موجة من البيانات. وحسب الاداء أرتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى 83.39 دولارًا للبرميل. ومنذ بداية العام وحتى الآن، لا تزال أسعار الخام الأمريكي مرتفعة بنحو 17%.

وحافظ سعر خام برنت، وهو المعيار الدولي لأسعار النفط، على مستوى 88 دولارًا للبرميل. وبشكل عام فقد أرتفع سعر خام برنت نحو 14% منذ بداية العام حتى الآن.

ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، انخفضت المخزونات المحلية من النفط الخام بمقدار 6.368 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 19 أبريل، بأنخفاض عن ضخ الأسبوع السابق البالغ 2.735 مليون برميل. وتجاوز هذا أيضًا التقدير المتفق عليه عند 1.6 مليون برميل. وانخفضت مخزونات البنزين بمقدار 634 ألفًا، أي أقل بقليل من توقعات السوق بسحب 1.4 مليون برميل. وزادت إمدادات نواتج التقطير بمقدار 1.614 مليون برميل بينما ارتفعت مخزونات زيت التدفئة بمقدار 1.073 مليون برميل.

وفى نفس الصدد أفاد معهد البترول الأمريكي (API) أن المخزونات التجارية انخفضت بمقدار 3.23 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 19 أبريل، بأنخفاض عن زيادة الأسبوع السابق البالغة 4.09 مليون برميل. وكانت السوق تتوقع قراءة تبلغ 1.8 مليون برميل.

وبشكل عام فقد تعرضت أسعار النفط الخام لضغوط منذ المكاسب الكبيرة التي حققتها الأسبوع الماضي عندما ردت إسرائيل على إيران. وحسب منصات شركات تداول النفط فقد أرتفع سعر النفط في البداية بنسبة تصل إلى 4% في التعاملات الليلية، ولكن عندما تم اكتشاف أن الهجمات كانت مستهدفة ومحدودة، محى سعر النفط الخام معظم مكاسبه وتحول في النهاية إلى الاتجاه السلبي.

ومع تضاؤل علاوة الحرب على ما يبدو، يركز المتداولون على عوامل العرض والطلب والسياسة النقدية.

وتراقب أسواق الطاقة العالمية البيانات الاقتصادية الأمريكية لتحديد كيفية تعامل بنك الاحتياطي الفيدرالي مع أسعار الفائدة الامريكية. وفي ظل بيانات التضخم الأكثر سخونة من المتوقع في أكبر اقتصاد في العالم، فإن سوق العقود الآجلة لا تخطط لخفض أسعار الفائدة حتى سبتمبر. وكان قد ذكر مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى مراراً وتكراراً أن هناك حاجة ملحة قليلة للتحرك بشأن تخفيضات أسعار الفائدة. ولكن في حين أن الإجماع هو أنه لن يكون هناك أي إجراء حتى وقت لاحق من العام، إلا أن هناك لغطًا حول رفع سعر الفائدة إذا استمر مؤشر أسعار المستهلك في الارتفاع.

وكانت قد قدمت بيانات التصنيع الأمريكية الأضعف من المتوقع بعض الدعم لخفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، تم تعويض ذلك من خلال طلبيات السلع المعمرة التي جاءت أفضل من المتوقع في مارس، حيث ارتفعت بنسبة 2.6٪ في مارس. والان ستتجه كل الأنظار نحو الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول وبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر مارس. ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.5% في الفترة من يناير إلى مارس. ومن المتوقع أن يرتفع مقياس التضخم الامريكى المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى 2.6٪.

التحليل الفنى لسعر النفط الخام:

يشكل سعر خام غرب تكساس الوسيط نمط مثلث هابط على إطاره الزمني قصير المدى ويختبر حاليًا مستوى المقاومة عند مستوى 83.45 دولارًا للبرميل. ويقع هذا بالقرب من نقطة الانعطاف الديناميكي لـ 200 SMA مما يزيد من قوته كمقاومة. ويقع 100 SMA أقل من 200 SMA للتأكيد على التحول الهبوطى أو أن قمة المثلث من المرجح أن تحافظ على المكاسب تحت السيطرة.

وفي هذه الحالة، يمكن أن يتراجع سعر النفط الخام إلى أدنى مستوياته عند 80.80 دولارًا للبرميل بعد ذلك. وتتسع الفجوة بين المؤشرات لتعكس قوة الزخم الهبوطي. ويشير مؤشر ستوكاستيك أيضًا إلى مستويات التشبع بالشراء أو الإرهاق بين المشترين، لذا فإن التوجه نحو الأسفل قد يؤكد عودة ضغوط البيع وانخفاض أسعار النفط الخام. وفى نفس الوقت لدى مؤشر القوة النسبية مساحة أكبر للتوجه لاعلى قبل الوصول إلى منطقة ذروة الشراء، لذلك قد يكون هناك بعض الضغط الصعودي المتبقي، ولكن يبدو أن مؤشر التذبذب قد وصل بالفعل إلى قمة.

هذا الشارت من منصة tradingview