التحليل الفنى للنفط الخام وتوترات الشرق الاوسط تدعمه

حقق سوق النفط الخام أكبر مكاسبه في أكثر من أسبوع وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، مع هجوم جديد على الشحن في البحر الأحمر مما دفع السفن إلى تجنب طريق الشحن الرئيسي. وعليه يستقر سعر خام غرب تكساس اليوم حول مستوى 75.55 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 81.15 دولار للبرميل. وحسب أخر الاحداث فقد تعرضت السفينة MSC United VIII للهجوم بينما كانت في طريقها إلى باكستان من المملكة العربية السعودية، على الرغم من قيام الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى بتشكيل قوة عمل بحرية لردع الهجمات. ويعد الهجوم الأخير الذي شنه المسلحون الحوثيون المتمركزون في اليمن، إلى جانب الضربات الأمريكية على أهداف في العراق، بمثابة علامات أخرى على أن الحرب بين إسرائيل وحماس لا تزال تهدد بالتوسع إلى صراع أوسع يمكن أن يزعزع استقرار الشرق الأوسط.

وبشكل عام. لا يزال سعر النفط في طريقه لتسجيل أول انخفاض سنوي منذ عام 2020، على الرغم من أن التوترات ساعدت الأسعار على الانتعاش من أدنى مستوياتها التي بلغتها في وقت سابق من هذا الشهر. وهناك مخاوف واسعة النطاق بشأن تخمة المعروض العام المقبل على الرغم من القيود الجديدة على الإمدادات من منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها.

وفي الوقت نفسه، تعززت الفروق الزمنية في الجلسات الأخيرة، حيث بلغت الفجوة بين أقرب عقدين لبرنت 19 سنتًا للبرميل مقارنة بـ 4 سنتات قبل أسبوع. ومن المرجح أيضًا أن تشهد الجلسات بين عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة أحجامًا أقل، مع غياب العديد من المتداولين. ولكن الإشارات الأخرى أقل إيجابية. يواجه كلا الخامين القياسيين ما يسمى بتقاطع الموت، حيث يكون المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا أقل من نظيره البالغ 200 يوم. ويرى بعض المتداولين أن هذا النمط ينذر بمزيد من الضعف.

وعلى صعيد أخر. يمكن أن يأخذ سوق النفط إشارات من بيانات المخزون الصادرة عن معهد البترول الأمريكي (API) وإدارة معلومات الطاقة الامريكية (EIA)، حيث لا توجد محفزات رئيسية أخرى منتظرة لهذا الأسبوع. ومن شأن السحب الكبير في المخزونات أن يشير إلى ظروف طلب أقوى، مما قد يعني ارتفاعا في أسعار السلع الأساسية.

توقعات سعر النفط: لا يزال سعر خام غرب تكساس الوسيط يرتفع داخل قناة صعودية على الإطار الزمني الساعة، وذلك مع أرتداد السعر حاليًا عن المقاومة. وقد يؤدي هذا إلى تحفيز التصحيح إلى مستويات الدعم القريبة. وتُظهر أداة تصحيح فيبوناتشي المستويات التي قد ينتظر فيها المزيد من المشترين للانضمام إلى الاتجاه الصعودي. ويقع مستوى فيبوناتشي 38.2% بالقرب من منطقة القناة الوسطى المهمة والعلامة النفسية الرئيسية البالغة 75 دولارًا للبرميل. ويمكن أن يصل التراجع الأكبر إلى مستوى فيبوناتشي 50% عند 74.37 دولارًا للبرميل أو مستوى فيب 61.8% عند 74.20 دولارًا للبرميل بالقرب من نقطة الانعطاف الديناميكي لـ 100 SMA. وإذا تمكن أي من هؤلاء من السيطرة على الخسائر، فقد يستأنف سعر النفط الخام الصعود إلى أعلى مستوى عند 76.12 دولارًا للبرميل أو قمة القناة.

وفيما يتعلق بموضوع المتوسطات المتحركة، فإن 100 SMA أعلى من 200 SMA للإشارة إلى أن هناك تحول صعودى أو أن الدعم من المرجح أن يستمر بدلاً من الاختراق. ومع ذلك، فإن التحرك تحت قاع القناة قد يجد المشترين عند الدعم الديناميكي لـ 200 SMA بالقرب من مستوى 73 دولارًا للبرميل. وفى نفس الوقت يشير مؤشر ستوكاستيك إلى الأسفل ليشير إلى أن البائعين هم المسيطرون، وأن لدى المذبذب مجال للتوجه لاسفل قبل الوصول إلى منطقة ذروة البيع أو الإرهاق بين الدببة. وهذا يعني أن التصحيح قد يستمر حتى تحقق مستويات التشبع بالبيع. ولدى مؤشر القوة النسبية أيضًا مساحة كبيرة للتوجه للأسفل قبل الوصول إلى منطقة ذروة البيع، ولذلك يمكن أن يستمر السعر في اتباع نفس النهج بينما يكون للبائعين السيطرة.

هذا الشارت من منصة tradingview