التحليل الفنى للنفط الخام وترقب أرقام المخزونات الامريكية

أرتفعت أسعار النفط الخام العالمية نتيجة لحادثين مزدوجين في الشرق الأوسط سلطا الضوء على التوترات المتصاعدة بسرعة في المنطقة، والتي أدت بالفعل إلى تعطل الشحن العالمي وتحمل احتمالية انقطاع إنتاج النفط الخام. اليوم يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 73.10 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 78.25 دولار للبرميل. وفي اليمن، ضربت الولايات المتحدة الامريكى أكثر من اثنتي عشرة قاذفة صواريخ تابعة للحوثيين في ردها الأخير على الهجمات المتكررة التي شنتها الجماعة المدعومة من طهران على السفن. وفي أماكن أخرى، نفذت باكستان ضربات انتقامية في إيران.

وتعرض سوق النفط الخام لضربة قوية في الأسابيع الأولى من العام بسبب الأزمة المتصاعدة في الشرق الأوسط، فضلاً عن المخاوف من تباطؤ نمو الطلب هذا العام وقيام بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى بخفض أسعار الفائدة في وقت متأخر عما كان متوقعاً. ويقيس التجار أيضًا تأثير تخفيضات الإمدادات من منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها.

وأدت الأزمة في اليمن إلى قطع عمليات العبور عبر البحر الأحمر وقناة السويس، مما أدى إلى إعاقة التدفقات التجارية حيث تتجنب السفن المنطقة وتسلك طرقًا بديلة أطول. وستعيد إدارة بايدن الحوثيين إلى قائمة الإرهاب. وتقول الجماعة بإنها تعمل لدعم حماس أثناء قتالها لإسرائيل. وفي بؤرة التوتر الثانية خلال اليوم، نفذ الجيش الباكستاني ضربات مستهدفة ضد مخابئ المتشددين في إيران بعد أن شنت طهران هجمات مماثلة في اليوم السابق. ويعود رئيس الوزراء المؤقت أنور الحق إلى إسلام أباد بعد المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.

وفي الوقت نفسه، أفاد معهد البترول الأمريكي المدعوم من الصناعة عن زيادة طفيفة في مخزونات الخام الأمريكية على مستوى البلاد ولكن انخفاضًا في مركز كوشينغ الرئيسي بولاية أوكلاهوما. وفي الوقت نفسه، أشارت إلى زيادة في مخزونات البنزين ونواتج التقطير. وستصدر الارقام الرسمية في وقت لاحق يوم الخميس. وقبل هذه البيانات، من المقرر أن تصدر وكالة الطاقة الدولية لمحة شهرية عن السوق، مما يعطي نظرة ثاقبة للأرصدة المتوقعة خلال الأرباع القادمة. وتوقعت أوبك يوم الأربعاء أن يستمر الطلب العالمي على النفط في الزيادة بقوة العام المقبل ويتجاوز نمو الإمدادات.

عاد الضغط الهبوطى على أسعار النفط الخام بسبب قيام معهد البترول الامريكى API بطباعة زيادة مفاجئة في المخزونات النفطية الامريكية، مما يجعل المتداولين في حالة ترقب لنتائج مماثلة محتملة من أرقام أدارة معلومات الطاقة الامريكية الرسمية. وإذا كان الأمر كذلك، فإن هذا يشير إلى ظروف طلب أضعف وسط قيود العرض في الأسبوع السابق. وكانت قد عكست بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية الصادرة في وقت سابق اتجاهات الاستهلاك القوية، والتي قد تكون كافية للحفاظ على دعم النفط في ظل توقعات ارتفاع الطلب.

توقعات سعر النفط: تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط عبر قاع قناته الصعودية للإشارة إلى أن الانعكاس عن الاتجاه الصعودي قصير المدى قيد التنفيذ. ويرتفع السعر إلى مستوى الدعم المكسور بعد الارتداد من أدنى مستوياته عند 70.75 دولارًا للبرميل. ويُظهر تطبيق أداة فيبوناتشي على حركة الاختراق أن هذا يتوافق مع مستوى 38.2% عند العلامة النفسية الثانوية البالغة 72.50 دولارًا للبرميل. ومن الممكن أن يصل التصحيح الأكبر إلى مستوى فيبوناتشي 50% عند 73.04 دولارًا للبرميل أو مستوى فيب 61.8% عند 73.57 دولارًا للبرميل، وهو ما سيكون الحد الأدنى للتراجع الهبوطي.

وإذا صمد أي من هذه المستويات كمقاومة، فقد يتراجع سعر النفط الخام إلى أدنى مستوياته الأخيرة أو أقل. وعلى الرغم من ذلك، تبدو المؤشرات الفنية متضاربة. حيث يتجاوز 100 SMA فوق 200 SMA للإشارة إلى وجود ضغط صعودي، ولكن المتوسطات المتحركة تصمد كمقاومة ديناميكية حتى الآن. وفى نفس الوقت يقع مؤشر ستوكاستيك في منطقة ذروة الشراء ليعكس الإرهاق بين المشترين ويبدو أنه مستعد للتحول لاسفل للإشارة إلى عودة البائعين. ولدى مؤشر القوة النسبية مجال للصعود قبل الوصول إلى منطقة التشبع بالشراء، وبالتالي قد يستمر التصحيح حتى يتحول مؤشر التذبذب لاسفل.

هذا الشارت من منصة tradingview