التحليل الفنى للنفط الخام والمراقبة حذرة للوضع فى الشرق الاوسط

بنهاية تداولات الاسبوع الماضى قلصت العقود الآجلة للنفط الخام مكاسبها الهائلة التي حققتها مؤخرا، ولكنها حافظت على بعض الارتفاع سليمًا لإغلاق أسبوع التداول. حيث أرتفعت أسعار النفط في أعقاب الضربات الانتقامية الإسرائيلية على إيران، ولكنها انخفضت بعد ذلك عندما علم المستثمرون أن الهجمات كانت محدودة. ومن غير الواضح إلى أين يمكن أن يتجه سعر النفط الخام مع استمرار علاوة الحرب في الارتفاع والانخفاض.

وحسب منصات شركات تداول النفط…. فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى 83.24 دولار للبرميل. ورغم ذلك يتجه سعر الخام الأمريكي صوب خسارة أسبوعية قدرها 2.4%، مقلصا زيادته منذ بداية العام 2024 إلى أقل من 17%. وبشكل عام فقد أرتفعت أسعار النفط الأمريكي بنسبة تصل إلى 4% بين عشية وضحاها قبل أن تمحو الكثير من هذه المكاسب.

وفى نفس الوقت ظل سعر خام برنت، وهو المعيار الدولي لأسعار النفط، فوق مستوى 87 دولارًا للبرميل. وبشكل عام يتجه سعر خام برنت أيضًا إلى انخفاض أسبوعي بنحو 3%، مما يقلص ارتفاعه منذ بداية العام 2024 إلى حوالي 13.5%.

وكانت قد شنت إسرائيل، صباح الجمعة الماضية، ضربة عسكرية ضد إيران. وعلى أثر ذلك أنهارت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرائدة، وارتفع سعر الذهب، وارتفع سعر النفط بشكل صاروخي بسبب هذه الأخبار. وفي البداية، كانت هناك تقارير غير مؤكدة تفيد بأن إسرائيل ضربت منشآت الأبحاث النووية في طهران، الأمر الذي كان من شأنه أن يؤدي إلى رد فعل مكثف من النظام الإيراني.

ومع ذلك، عندما علم التجار أن الضربة الإسرائيلية كانت خافتة وموجهة، تضاءلت مخاوفهم من الدمار واتساع نطاق الصراع. ومع ذلك، لا تزال أسواق الطاقة العالمية على حافة الهاوية وتنتظر تحديد كيفية رد الحرس الثوري الإسلامي. وتعليقا على ذلك وقال فيل فلين، خبير ومحلل أسواق الطاقة في مجموعة PRICE Futures Group: “ومع ذلك، هل سيكون كافيا الاعتقاد بأن هذا الأمر قد انتهى مع حلول عطلة نهاية الأسبوع؟ ومن المحتمل جدًا أن ينتقموا مرة أخرى. وعموما يبدو أن المخاوف من بعض السيناريوهات الأسوأ لانقطاع كبير في النفط تبدو متأخرة على الأقل في الوقت الحالي”.

والآن ينتظر أن نرى نوع حزمة العقوبات التي ستضعها الولايات المتحدة لاستهداف إيران. ومن غير الواضح ما إذا كانت واشنطن تخطط لفرض قيود على صادرات النفط الإيرانية. وفي غضون ذلك، ستراقب أسواق الطاقة العالمية كيفية إدارة البنوك المركزية العالمية لأسعار الفائدة وسط تجدد الضغوط التضخمية، والبيانات الاقتصادية الأمريكية، وعدد منصات النفط من بيكر هيوز.

وفي أحدث مخزونات الخام الأمريكية، ارتفع مخزون النفط الخام الأسبوعي والصادر عن معهد البترول الأمريكي للأسبوع المنتهي في 12 أبريل إلى 4.09 مليون برميل، ارتفاعًا من ما يعادل 3.034 مليون في الأسبوع السابق. ومن ناحية أخرى، خالف تغير مخزون النفط الخام والصادر عن إدارة معلومات الطاقة الامريكية للأسبوع الماضي التغير المتوقع البالغ 1.6 مليون برميل مع تسجيل تغير قدره 2.735 مليون، بأنخفاض عن ما يعادل 5.841 مليون في الأسبوع السابق.

التحليل الفنى للنفط الخام:

تراجع سعرالنفط الخام الآن ليتم تداوله بمستويات قليلة تحت خط المتوسط المتحرك لمدة 100 ساعة. ونتيجة لذلك، انخفض سعر النفط ليتم تداوله بالقرب من مستويات التشبع في البيع لمؤشر القوة النسبية على مدى 14 ساعة. وعلى المدى القريب وحسب الاداء على شارت الساعة، يبدو أن سعر النفط الخام الخفيف يتم تداوله ضمن قناة هابطة. ويبدو أن مؤشر القوة النسبية لإطار 14 ساعة يدعم أيضًا تحيزًا هبوطيًا على المدى القصير حيث يقترب من مستويات ذروة البيع. ولذلك، سوف يستهدف المضاربون على الانخفاض – الدببة- الانخفاضات الممتدة عند حوالي 79.78 دولارًا أو أقل عند 77.88 دولارًا للبرميل. ومن ناحية أخرى، سوف يتطلع المضاربون على الارتفاع – الثيران- إلى الانقضاض على الارتفاعات عند حوالي 83.49 دولارًا أو أعلى عند 85.38 دولارًا للبرميل.

وعلى المدى البعيد وحسب الاداء على الرسم البياني اليومي، يبدو أن سعر النفط قد أكمل مؤخرًا اختراقًا هبوطيًا أو تشكيل قناة صاعدة. ويبدو أيضًا أن مؤشر القوة النسبية على مدى 14 يومًا يدعم ميلًا هبوطيًا بعد تراجعه لتجنب الارتفاع في مستويات التشبع الشرائي. ولذلك، سوف يستهدف المضاربون على الانخفاض – الدببة- عمليات التراجع الممتدة عند حوالي 76.51 دولارًا أو أقل عند 71.83 دولارًا للبرميل. ومن ناحية أخرى، سوف يتطلع المضاربون على الارتفاع – الثيران- إلى الانقضاض على الأرباح عند حوالي 86.29 دولارًا أو أعلى عند المقاومة 90.77 دولار للبرميل.

هذا الشارت من منصة tradingview