التحليل الفنى للنفط الخام والزخم الصعودى مستمرا

حسب التداولات الاخيرة حقق سعر النفط الخام تقدمًا متواضعًا حيث وزن السوق المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط مقابل التعليقات المتشددة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى. وحسب الاسعار يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 73.00 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 78.30 دولار للبرميل. وحسب أخر الاحداث المؤثرة فقد تعهدت الولايات المتحدة الامريكية بمزيد من الضربات ضد القوات الإيرانية والوكلاء الإقليميين، ومن جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإن النصر المطلق على حماس ضروري لأمن بلاده.

وفى نفس الوقت فقد واصلت الأسواق المالية أستبعاد فرصة خفض سعر الفائدة الامريكية في مارس بعد تعليقات المسؤولين بما في ذلك الرئيس جيروم باول، مما حفز مكاسب الدولار. وتقترب العملة الأمريكية من أعلى مستوياتها منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، مما يجعل أسعار السلع أقل جاذبية للعديد من المشترين.

وفي الشرق الأوسط، أدت الهجمات والتهديدات بالانتقام إلى زيادة علاوة المخاطرة على النفط الخام، والذي شهد للتو أسوأ أسبوع له منذ أكتوبر. وكان هذا الاتجاه الهبوطي مدفوعًا بالمحادثات الرامية إلى وقف الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر بين إسرائيل وحماس، ومؤشرات على قوة العرض، والطلب الضعيف في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام.

وفي الوقت نفسه، أبقت المملكة العربية السعودية على سعر خامها الرئيسي ثابتًا لشهر مارس، حيث تلتزم منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها بتخفيضات الإنتاج لتجنب الفائض. ومن جانبها قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني بإن المملكة ستحتاج إلى أن يتجاوز متوسط الأسعار 90 دولارًا للبرميل هذا العام لتحقيق التوازن في ميزانيتها. ومن المقرر أن تتخذ أوبك+ قرارا بشأن ما إذا كانت ستمدد القيود إلى الربع الثاني في أوائل مارس. وتعليقا على مستقبل سعر النفط. قال وارن باترسون، محلل السلع لدى ING Groep NV: “نتوقع أن تقوم المجموعة على الأقل جزئيا بتمديد التخفيضات الطوعية في الربع المقبل، الأمر الذي من شأنه أن يبقي السوق في التوازن ويضمن بقاء الأسعار حول 80 دولارا للبرميل”.

وعموما يؤدي النفور من المخاطرة حاليًا إلى انخفاض أسعار السلع مثل النفط الخام في بداية الأسبوع، حيث يشعر المتداولون بالقلق من رفض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أزمة البحر الأحمر تجعل المستثمرين أيضًا في حالة من القلق بشأن احتمال حدوث خلل في سلسلة التوريد العالمية قد يضر باستهلاك الوقود وسلع الطاقة.

توقعات سعر النفط: يتجه سعر خام غرب تكساس الوسيط هبوطيًا على الرسم البيانى للإطار الزمني الساعة، مع وجود خط أتجاه هابط يربط بين القمم المنخفضة منذ أواخر يناير. ويبدو السعر جاهزًا لاختبار منطقة المقاومة هذه قريبًا. وتُظهر أداة تصحيح فيبوناتشي مستويات إضافية حيث قد يتطلع البائعون إلى الدخول إليها. ويقترب مستوى 38.2% عند 73.44 دولارًا للبرميل، ثم يقع مستوى 50% عند 74.10 دولارًا للبرميل. وقد يصل التصحيح الأكبر إلى مستوى فيبوناتشي 61.8% عند 74.76 دولارًا للبرميل بالقرب من خط الاتجاه ونقطة الانعطاف الديناميكي عند المتوسط المتحرك البسيط 100.

وفيما يتعلق بموضوع المتوسطات المتحركة، فإن 100 SMA أقل من 200 SMA للتأكيد على وجود تحول هبوطى على المدى القريب أو أن الاتجاه الهبوطي من المرجح أن يكتسب قوة دفع بدلاً من الانعكاس. ويتداول السعر أيضًا تحت هذه المؤشرات كتأكيد إضافي للضغط الهبوطي. وفى نفس الوقت لدى مؤشر ستوكاستيك مجال للصعود قبل الوصول إلى منطقة التشبع بالشراء ليعكس الإرهاق بين المشترين. ومع ذلك، فإن التحول إلى الانخفاض يعني أن البائعين حريصون بالفعل على تولي زمام الأمور. ولا يزال أمام مؤشر القوة النسبية مساحة أكبر ليغطيها قبل الوصول إلى منطقة ذروة الشراء، وبالتالي قد يستمر التصحيح حتى يتحول مؤشر التذبذب إلى الأسفل. وإذا صمد أي من مستويات المقاومة فيبوناتشي كمقاومة، فقد يتراجع سعر النفط الخام إلى قاع التأرجح عند 71.31 دولارًا للبرميل أو أقل.

هذا الشارت من منصة tradingview