الإثنين , أبريل 29 2024
إبدأ التداول الآن !

أنتهاء أزمة الطاقة الأوروبية تعرف على ما حدث….

لقد أنتهت أزمة الطاقة في أوروبا، مع عودة أسعار الكهرباء إلى حد كبير إلى مستويات ما قبل الوباء. وفى هذا الصدد يلقي نوربرت روكر، الخبير الاقتصادي في شركة جوليوس باير، الضوء على العوامل التي تؤدي إلى هذا الاستقرار ويقدم نظرة ثاقبة لمستقبل مشهد الطاقة في المنطقة. حيث قال “لقد تحولت أسواق الطاقة من الندرة إلى الوفرة بسبب زيادة الإنتاج، وصعود مبادرات الطاقة النظيفة، وعوامل هامشية أخرى مثل النهضة النووية في اليابان. وقد أدت هذه الوفرة، إلى جانب الطقس الشتوي المعتدل في جميع أنحاء العالم، إلى زيادة العرض، مما أدى إلى انخفاض الأسعار بشكل أكبر”.

وبالإضافة إلى ذلك، ساهمت الاتجاهات الداخلية داخل أوروبا في ضغوط الأسعار. ويوضح روكر قائلاً: “لا يزال النشاط الصناعي ضعيفاً، في حين أدى زيادة إنتاج الغاز في النرويج وتوليد الرياح الصلبة والطاقة الشمسية إلى تقليل الحاجة إلى محطات تعمل بالغاز”. ونتيجة لذلك، انخفض توليد الطاقة الحرارية إلى أدنى مستوياته منذ عدة سنوات، مما أثر على تكاليف ائتمان ثاني أكسيد الكربون. وعلى الرغم من الاستقرار العام، يسلط روكر الضوء على العوامل السياسية المستمرة التي تحافظ على ارتفاع تكاليف ثاني أكسيد الكربون.

وأكد أن “تكاليف ثاني أكسيد الكربون لا تزال أعلى من مستويات ما قبل الوباء لأسباب سياسية، وهي بمثابة العنصر التضخمي الأساسي في تحول الطاقة”.

وبالنظر إلى المستقبل، يتوقع أستمرار الضغط على الأسعار التي تغذيها طفرة الطاقة النظيفة والغاز الطبيعي المسال. ويتوقع حدوث تقلبات متزايدة بين فترات وفرة الطاقة النظيفة وفترات أقصر من هيمنة الغاز. ويضيف روكر بالقول: “إن هذا الاتجاه الانكماشي يجري على قدم وساق”.

وفي ألمانيا، تظهر علامات التطبيع واضحة مع عودة تعريفات الكهرباء للعقود الجديدة إلى مستويات ما قبل عام 2020 عبر جميع فئات المستخدمين. ومع ذلك، يحذر روكر من أن انخفاض أسعار الطاقة قد يحفز الطلب الصناعي في أوروبا جزئيا فقط، نظرا للقدرات الفائضة العالمية في قطاعات تتراوح بين المعادن والمواد الكيميائية.

وقد أنخفضت أسعار الطاقة الأوروبية بسبب انخفاض أسعار الغاز الطبيعي بفضل انخفاض الطلب المرتبط بالطقس الأكثر دفئًا من الموسمي والمحور الناجح للمصادر الروسية السابقة. وقد ساعدت الزيادة في واردات الغاز الطبيعي المسال، خاصة من الولايات المتحدة الامريكية، في هذا التحول في العرض، وانخفضت العقود الآجلة لمقايضة الغاز الطبيعي المسال بشكل حاد إلى أقل من 8.5 دولار أمريكي/مليون وحدة حرارية بريطانية بعد أن بلغت ذروتها عند 18.6 دولار أمريكي/مليون وحدة حرارية بريطانية في وقت مبكر من اكتوبر.

وكان آخر مرة وصلت فيها أسعار الغاز الطبيعي المسال إلى هذا المستوى المنخفض كانت في أبريل 2021. ومن جانبه يقول فيفيك دار، الخبير الاقتصادي في بنك الكومنولث ب”إن الانخفاض في العقود الآجلة لمبادلة الغاز الطبيعي المسال يعكس الانخفاض في العقود الآجلة للغاز الأوروبي. وقد برز سوق الغاز في أوروبا كمحرك رئيسي لأسواق الغاز الطبيعي المسال في أعقاب الحرب الأوكرانية، نظرا لأن أوروبا بحاجة إلى شراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال للتعويض عن انخفاض واردات خطوط أنابيب الغاز من روسيا”.

ويوضح بأنه من المتوقع أن يمثل الغاز الطبيعي المسال ما بين 35% إلى 40% من إمدادات الغاز في أوروبا في موسم الغاز 2023-2024 (من 1 أكتوبر 2023 إلى 30 سبتمبر 2024)، ارتفاعًا من 15% تقريبًا قبل حرب أوكرانيا في موسم الغاز 2020-2021. حيث أن صافي واردات خطوط أنابيب الغاز الروسية غائبة فعلياً. وأضاف ” تتجلى راحة إمدادات الغاز في أوروبا بشكل أفضل من خلال مستويات تخزين الغاز في أوروبا. ويبلغ التخزين حاليًا حوالي 64٪ من السعة، وهو أعلى بكثير من متوسط الخمس سنوات (2019 إلى 2023) والذي يبلغ حوالي 47٪ لهذا الوقت من العام. وتعكس مخزونات الغاز المعتادة في أوروبا شحنات قوية من الغاز الطبيعي المسال، ولكن ربما الأهم من ذلك هو انخفاض استهلاك الغاز”.

المحلل محمود عبد الله
يعمل في أسواق العملات الأجنبية منذ 16 عاما بتفرغ كامل. يقدم تحليلاته ومقالاته وتوصياته في أشهر المواقع العربية المتخصصة في أسواق المال العالمية ونالت خبرته الكثير من الاهتمام اليومي لدى المتداولين العرب. يعمل على توفير التحليلات الفنية والاخبار السوقية والتوصيات المجانية واكثر بمتابعة لا تقل عن 15 ساعة يوميا، ويهدف لتبسيط كيفية التداول في الفوركس ومفهوم التجارة لجمهوره بدون تعقيد وبأقل الامكانيات. بالإضافة، فهو مبتكر للعديد من الافكار والادوات التي تساعد المتداول بالتعامل مع شركات التداول الشهيرة وتوفر له دخول عالم المتاجرة بكل سهولة.