أسعار الغاز الطبيعى لا تزال تحت ضغط هبوطى قوى

أستمرت أسعار الغاز الطبيعي في الانخفاض، وذلك تزامنا مع شتاء معتدل وفائض في الإنتاج، مما دفع المنتجين في رقعة النفط الصخرى الأمريكية إلى محاولة تقليص الإنتاج فقط لجعل شركات النفط تنتج الغاز كمنتج ثانوي مما يعرقل خططهم. اليوم يستقر سعر الغاز الطبيعى ما بين مستوى 1.72 دولار ومستوى 1.79 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وبالنسبة لتجار السلع، من المحتمل أن يكون الحد الأدنى حوالي 1.50 دولارًا، مع أسعار فبراير الآن أقل من 1.70 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وكان قد دفع هذا الوضع شركة Chesapeake Energy في تقرير أرباحها في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى الإعلان عن أنها ستخفض عدد منصات الحفر الخاصة بها لخفض الإنتاج.

وكانت قد تلقت العقود الآجلة للغاز الطبيعي دفعة من تلك الحركة، لكنها ظلت تحوم في نطاق 1.66 دولار بعد ظهر يوم الخميس، وانخفضت بأكثر من 5٪ خلال اليوم.

وتعد ظاهرة النينيو السبب الرئيسي وراء إضعاف الرياح التجارية ودفع المياه الدافئة نحو الساحل الغربي، مما يؤدي إلى ظروف مناخية دافئة تقلل من الحاجة إلى الغاز الطبيعي للتدفئة. وفي منتصف التسعينيات، تسببت ظاهرة النينيو في انخفاض كبير في أسعار الغاز الطبيعي مما أدى إلى تسريح عدد كبير من العمال وإعادة الهيكلة والاندماج في الصناعة.

وبين عامي 1986 و1995، كانت هناك ثلاث فصول شتاء لظاهرة النينيو – تزامنت جميعها مع انخفاض أسعار هنري هاب، ولكن أيضًا مع إعادة هيكلة الصناعة، وفقًا لبحث تاريخي نشرته مجلة أوفشور في التسعينيات. ومنذ طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة، أصبح التعامل مع هذا الأمر أكثر تعقيدا، حيث يقوم منتجو الغاز الطبيعى البحت ومنتجو النفط بإنتاج الغاز كمنتج ثانوي، وليس بالضرورة على نفس الصفحة من حيث أهداف الإنتاج.

وبينما تشير رويترز إلى أن منتجي الغاز الأمريكيين يحاولون وقف الإنتاج لمدة عام، فإن نظرائهم في مجال النفط لم يتعاونوا معهم. وفي العام الماضي، ذكرت رويترز بأن شركات الغاز الأمريكية خفضت عمليات الحفر بنسبة 22٪؛ ومع ذلك، من المتوقع أن تنتج البلاد 105 مليار قدم مكعب يوميًا هذا العام – بزيادة قدرها 2.5 مليار قدم مكعب يوميًا على أساس سنوي. وفي عام 2022، بلغ متوسط سعر الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة الامريكية 6.50 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وهذا العام، ليس سوى جزء صغير من ذلك. ولكن في حين انخفضت أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 75% في الولايات المتحدة، فإن أداء خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي كان أفضل بكثير. وكان متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط لعام 2022 هو 94.9 دولارًا للبرميل. واليوم، يبلغ سعره 78.90 دولارًا، مما يعكس خسارة أقل من 20%.

والسبب الرئيسي للانقطاع هنا هو وجود كارتل يتدخل في أسعار النفط الخام، بينما لا يوجد أي احتكار للغاز الطبيعي.

ومن جانبها قد نقلت وكالة رويترز عن نيكولاس أوجرادي، المدير العام للنفط والغاز في شركة نورثرن أوجرادي قوله في وقت سابق من هذا الأسبوع، بإن تخفيضات الإمدادات العالمية من قبل منتجي أوبك تبقي أسعار النفط تحت السيطرة، في حين أن شركات النفط الأمريكية التي تنتج الغاز كمنتج ثانوي “غير حساسة نسبيًا للأسعار”. ويتردد المنتجون أيضًا في خفض الإنتاج بسبب الآفاق الجذابة لتغذية محطات الغاز الطبيعي المسال الجديدة في المستقبل.

والقفزة الطبيعية التالية في هذا الخط من التفكير هي أنه عندما يتم إطلاق جميع مشاريع الغاز الطبيعي المسال الجديدة، فإن الحجم الكبير للصادرات من شأنه أن يعيد المخزون الأمريكي إلى المستوى الذي يمكن لشركات الغاز أن تبدأ في التفكير في تحقيق أرباح كبيرة. وعموما فإنها لعبة طويلة المدى وهي الآن أيضًا في حالة تغير مستمر في أعقاب توقف إدارة بايدن عن مشاريع الغاز الطبيعي المسال الجديدة.

هذا الشارت من منصة tradingview