واصلت أسعار النفط الخام سلسلة خسائرها من الشهر الماضي، حيث افتتحت تعاملاتها اليوم الاثنين 11 أغسطس 2025 على انخفاض، وذلك وسط توقعات بأن يُسفر اجتماع الجمعة بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة الامريكية عن اتفاق يُفضي إلى زيادة في إمدادات النفط. حسب الاسعار عبر منصات شركات تداول النفط يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 64.20 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 67.00 دولار للبرميل.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط الخام
مؤخرا سجلت أسعار النفط الخام أنخفاضًا بنحو 4% الأسبوع الماضي، وذلك بعد انقضاء الموعد النهائي الذي حدده الرئيس ترامب لروسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وعدم فرض عقوبات أكثر صرامة كما هو مُهدد، وفقًا لفريق تحليل أسواق السلع في بنك ING. وأشار المحللون إلى أن مطالب روسيا تشمل تنازل الحكومة الأوكرانية عن المقاطعات الشرقية، وهو ما أشارت روسيا إلى أنها لن توافق عليه، مما يُلقي بظلال من الشك على نجاح محادثات ترامب وبوتين. وأضاف المحللون بالقول: “إذا شهدنا بعض التهدئة، فسيُزيل ذلك خطر العقوبات من سوق النفط. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى انخفاض الأسعار، بالنظر إلى العوامل الأساسية المتراجعة”.
ومن جانبها فقد نقلت بلومبرغ عن مصادر لم تُسمها قولها بإن الاتفاق سيتضمن على الأرجح الاعتراف بمنطقة دونباس كمنطقة روسية، وأن الجانب الأمريكي يعمل على إقناع الأوكرانيين وداعميهم الأوروبيين بقبوله. إلا أن هذا الأمر مستبعد، وفقًا لمصادر بلومبرغ، مما يجعل أي اتفاق ناجح لإنهاء الأعمال العدائية غير مؤكد إلى حد كبير. وهذا بدوره يعني أن احتمالات ارتفاع أسعار النفط لا تزال قائمة.
وحسب توقعات الخبراء “إذا تعثرت محادثات السلام واستمر الصراع، فقد يتحول السوق بسرعة إلى اتجاه صعودي، مما قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط”.
وفي غضون ذلك، لا تزال الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على عدد من الشركاء التجاريين تُلقي بظلالها على أسعار النفط، نظرًا لتأثيرها السلبي المتوقع على النشاط الاقتصادي العام في معظم أنحاء العالم، وفقًا للمحللين.
المستويات الفنية لسعر النفط الخام:
عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة وعبر بونوص مجانى بدون أيداع فقد شكّل سعر خام غرب تكساس الوسيط نمط إسفين هابطًا خلال الأسبوعين الماضيين، مع تقارب خطوط الدعم والمقاومة مع ضغط حركة السعر بالقرب من مستوى 63.42 دولارًا للبرميل. ويشير هذا النمط الفني عادةً إلى اختراق وشيك، على الرغم من أن الاتجاه يبقى غير مؤكد حتى حدوث حركة حاسمة. وفى نفس الوقت يُظهر نمط الإسفين قممًا متناقصة تدريجيًا متصلة بمقاومة خط الاتجاه الهابط ، بينما يوفر الحد السفلي دعمًا متقطعًا. ويتداول النفط الخام حاليًا ضمن هذا النطاق الضيق، ويبدو أنه يكتسب زخمًا لحركة اتجاهية كبيرة. ويُظهر تكوين المتوسط المتحرك توقعات متباينة. في حين أن المتوسط قصير الأجل قد تجاوز المتوسط طويل الأجل مما يشير إلى زخم هبوطي، إلا أن الفجوة بينهما ضيقة نسبيًا. وهذا يشير إلى أن اختراقًا قويًا فوق مقاومة الإسفين قد يعكس بسرعة التقاطع الهبوطي ويستعيد الزخم الصعودي.
وعموما تعكس المؤشرات الفنية حركة السعر المضغوطة. حيث يحوم مؤشر ستوكاستيك حول منطقة محايدة بعد قراءات ذروة البيع الأخيرة، مما يشير إلى أن ضغط البيع قد يكون مُرهقًا. يشير وضع المذبذب إلى وجود مجال للتحرك الصعودي في حال ظهور المشترين. ويقع مؤشر القوة النسبية (RSI) أيضًا في منطقة محايدة، مما يُشير إلى انحياز طفيف في الاتجاه، ولكنه يؤكد أن لا المشترين ولا البائعين اكتسبوا سيطرة حاسمة خلال مرحلة الحياد هذه.
وقد يؤدي اختراق مستوى مقاومة الوتد العلوي عند 64.50 دولارًا للبرميل إلى ارتفاع نحو منطقة 66.00-66.50 دولارًا للبرميل، حيث تنتظر المقاومة الديناميكية للمتوسط المتحرك البسيط 200. ومن المرجح أن يصاحب هذا التحرك زيادة في حجم التداول، وقد يُشير إلى انعكاس أوسع في الاتجاه. وفي المقابل، قد يستهدف اختراق مستوى الوتد السفلي بالقرب من 63.00 دولارًا للبرميل مستوى الدعم النفسي عند 62.00 دولارًا للبرميل، مع أحتمالية مزيد من الانخفاض نحو 61.00 دولارًا للبرميل.