سعر الغاز الطبيعى اليوم مستقرا حول الادنى منذ شهرين

تراجعت أسعار الغاز الأمريكي بسبب مشاكل الرسوم الجمركية. وحسب التداولات فقد أنخفض سعر عقد مايو لمؤشر هنري هب الأمريكي القياسي للعقود الآجلة إلى 3.50 دولار أمريكي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أدنى مستوى إغلاق في ما يقرب من ثمانية أسابيع، على الرغم من توقعات ببرودة الطقس في الولايات المتحدة الامريكية، ويعود ذلك في الغالب إلى مخاوف من أن يؤدي الركود الاقتصادي إلى وقف نمو الطلب على الغاز.

الرسم البيانى المباشر لسعر الغاز الطبيعى

الاستهلاك الامريكى من الغاز يسجل أرقاما قياسية

أفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) مؤخرًا أن استهلاك الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة سيسجل أرقامًا قياسية جديدة في الشتاء والصيف عام 2024، مما يُبرز الأهمية المتزايدة للغاز الطبيعي في مزيج الطاقة العالمي. وتأتي هذه الزيادة في الاستهلاك وسط مستويات إنتاج قياسية، حتى مع أستمرار ضعف أنشطة الحفر. وتُعد آثار هذه الاتجاهات كبيرة، إذ تؤثر على كل شيء بدءًا من أسعار الطاقة ووصولًا إلى خيارات توليد الطاقة.

ووفقًا لأحدث بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، لا يزال إنتاج الغاز الطبيعي عند مستويات قياسية على الرغم من الانخفاض النسبي في أنشطة الحفر الجديدة. وقد ساهمت هذه المرونة في أستقرار مستويات العرض، مما يضمن استمرار وفرة المعروض في السوق حتى مع وصول الطلب إلى مستويات قياسية جديدة. ويُعزى أحد العوامل الرئيسية وراء هذا الاستهلاك القياسي إلى الدور المتزايد للغاز الطبيعي في توليد الطاقة والتطبيقات الصناعية، والصادرات. وكان قد أدى توسع منشآت الغاز الطبيعي المسال، مثل مشروع “بلاكويمينز” للغاز الطبيعي المسال الذي بدأ تشغيله حديثًا، إلى تعزيز الطلب، في حين أدت أنماط الطقس الأكثر برودة من المتوقع إلى زيادة الاستخدام.

ومع ذلك، ورغم هذه العوامل المشجعة، بدأت أسعار الغاز الطبيعي المرتفعة تحل محل توليد الطاقة بالغاز لصالح الفحم، مما عكس بعض التقدم المحرز في التحول إلى مصادر طاقة أنظف.

و على الرغم من الاستهلاك والإنتاج القياسيين، لا تخلو أسواق الغاز الطبيعي من التحديات. ولا يزال المشهد الجيوسياسي، وخاصةً سياسات التجارة الأمريكية، عاملًا مهمًا يؤثر على الاستثمار واستقرار السوق. وقد تُؤدي الرسوم الجمركية على المواد المستوردة إلى زيادة تكاليف بناء خطوط الأنابيب ومحطات تصدير الغاز الطبيعي المُسال، مما قد يُبطئ نمو الإمدادات في المستقبل.

توقعات أسعار الغاز الطبيعى:

عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة يشهد سعر الغاز الطبيعي NATGAS/USD أتجاهًا صعوديًا مستمرًا منذ أواخر عام 2024، حيث تحوم الأسعار حاليًا حول مستوى 3.484 دولار أمريكي بعد تراجعها عن أعلى مستوياتها الأخيرة قرب 4.200 دولار أمريكي. ويُظهر تحرك السعر مرحلة تصحيح محتملة بعد موجة صعود قوية بدأت في نوفمبر. ويُظهر الرسم البياني نمطًا واضحًا لقمم أعلى وقيعان أعلى، مما يؤكد أستمرار الاتجاه الصعودي متوسط المدى على الرغم من التراجع الأخير. ويختبر السعر حاليًا مستوى دعم أفقيًا هامًا حول 3.400 دولار أمريكي، والذي كان بمثابة مقاومة في يناير 2025 قبل أن يصبح دعمًا.

وفى نفس الوقت قد يكون نموذج الرأس والكتفين قيد التكوين، حيث يقترب السعر من دعم خط العنق، وقد يرتد سريعًا إلى مستويات المقاومة القريبة قبل أن يكتسب المزيد من الاهتمام بالهبوط. ومن منظور المتوسط المتحرك، لا يزال السعر فوق كلٍّ من المتوسط المتحرك البسيط 100 والمتوسط المتحرك البسيط 200 . مما يشير إلى زخم صعودي على إطار زمني أوسع. ومع ذلك، يُظهر تحرك السعر الأخير تصحيحًا نحو المتوسط المتحرك البسيط 100 الصاعد، والذي قد يوفر دعمًا ديناميكيًا حول مستوى 3.300 دولار أمريكي.

ويتحرك مؤشر ستوكاستيك (14،3،3) هبوطيًا من منطقة ذروة الشراء، مما يشير إلى أحتمال استمرار ضغط البيع على المدى القصير. وقد أشار هذا المؤشر الفني بدقة إلى انعكاسات سابقة خلال عام 2024 وأوائل عام 2025، حيث تشير القراءات الحالية إلى احتمال حدوث مزيد من الانخفاض قبل عودة المشترين.

ويُظهر مؤشر الماكد تقاطعًا هبوطيًا مع تحول خط الإشارة والرسم البياني إلى السالب، مما يؤكد الزخم الهبوطي الحالي. ويتماشى هذا المؤشر مع مؤشر ستوكاستيك في الإشارة إلى احتمال حدوث مزيد من التصحيح.

نصيحة تداول:

ينبغي على المتداولين مراقبة الدعم المحتمل عند منطقة 3.300-3.400 دولار أمريكي، حيث يتزامن الدعم الأفقي مع ارتفاع المتوسط المتحرك البسيط 100. وسيحافظ الارتداد من هذه المنطقة على استمرار الاتجاه الصعودي العام، مستهدفًا ربما أعلى مستوياته السابقة قرب 4.200 دولار أمريكي. ومع ذلك، قد يشير اختراق حاسم دون المتوسط المتحرك البسيط 100 إلى تصحيح أعمق نحو المتوسط المتحرك البسيط 200 حول 2.900 دولار أمريكي. وستكون جلسات التداول القليلة القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كان المشترون سيدافعون عن مستوى الدعم الحالي أم سيدفع البائعون الأسعار للانخفاض لاختبار مناطق دعم أعمق.