في خطوة تاريخية تُعيد صياغة مشهد الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وقّعت شركة ليفياثان بارتنرشيب الإسرائيلية أتفاقية تصدير غاز طبيعي قياسية بقيمة 35 مليار دولار مع مصر. وستُزوّد هذه الاتفاقية، التي أُبرمت بين شركة نيوميد إنرجي وشركة بلو أوشن إنرجي المصرية، ما يُقدّر بنحو 130 مليار متر مكعب من الغاز من حقل ليفياثان البحري حتى عام 2040، مُسجّلةً بذلك أكبر صفقة من نوعها في تاريخ إسرائيل.
وبشكل عام تُطوّر الاتفاقية الجديدة اتفاقية سابقة أُبرمت عام 2020، وتلتزم بتوسيع نطاق التسليم على مرحلتين. وستضيف المرحلة الأولى 20 مليار متر مكعب ابتداءً من عام 2026، بشرط تحديث البنية التحتية، بما في ذلك خط أنابيب ثالث من ليفياثان إلى منصة الإنتاج، واستكمال خط نقل الغاز الطبيعى بين أشدود وعسقلان. وسترفع هذه التحسينات طاقة التصدير إلى أكثر من 14 مليار متر مكعب سنويًا، مما يُتيح توجيه ملياري متر مكعب سنويًا إلى مصر عبر خط أنابيب شرق المتوسط.
وستعتمد المرحلة الثانية على الموافقة النهائية على مشروع توسعة حقل ليفياثان (المرحلة 1ب)، وإنشاء مسار تصدير جديد عبر نيتسانا. وبمجرد بدء التشغيل، سيرتفع إجمالي الإنتاج إلى 21 مليار متر مكعب سنويًا، مع تخصيص ما يصل إلى 12 مليار متر مكعب سنويًا لمصر. ويمثل هذا زيادة بنسبة 30% في الطاقة الإنتاجية عن المستويات الحالية. وترتبط صيغة التسعير بأسعار خام برنت المرجعية، وهي تنتظر موافقة الجهات التنظيمية على التصدير وقرار الاستثمار النهائي.
ووفقًا لموقع NewMed، نقلاً عن صحيفة تايمز أوف إسرائيل، لا يزال حقل ليفياثان يحتوي على أكثر من 600 مليار متر مكعب من الاحتياطيات، وهو ما يكفي للحفاظ على الإنتاج حتى عام 2064. وحتى منتصف عام 2025، تم تسليم 23.5 مليار متر مكعب بموجب العقد الأصلي، مع وصول أحجام التصدير إلى ما يقرب من 4.5 مليار متر مكعب سنويًا.
ولم يُستأنف الإنتاج في حقل ليفياثان إلا في أواخر الشهر الماضي بعد إغلاق دام أسبوعين بسبب الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية خلال تصعيد حاد في الصراع الإقليمي. وبعد وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سمحت وزارة الطاقة الإسرائيلية لشركة شيفرون باستئناف عملياتها في منصة ليفياثان. وسارعت الأردن ومصر، وهما من أبرز مشتري الغاز الإسرائيلي، إلى تعويض الكميات المفقودة خلال الانقطاع، مما أدى أيضًا إلى ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية وسط مخاوف أوسع نطاقًا بشأن الإمدادات.
ومن جانبه فقد وصف يوسي أبو، الرئيس التنفيذي لشركة نيوميد، الصفقة بأنها “أداة لتغيير الواقع الاستراتيجي”، بينما قال إسحاق تشوفا، مالك مجموعة ديليك، إنها “تعزز التعاون الإقليمي وتدعم الاستقرار”. وتقدر وزارة الطاقة الإسرائيلية أن يصل إجمالي الصادرات المستقبلية من ليفياثان إلى 145 مليار متر مكعب، مع توقع إبرام المزيد من الصفقات مع توسيع البنية التحتية.