أرتفاع أسعار الغاز الطبيعي وسط توقعات بتزايد الطلب

حسب التداولات لاخيرة فقد أرتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأمريكي إلى ما يقرب من 3.9 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أعلى مستوى للاسعار منذ ديسمبر 2022، حيث عززت الرهانات على الطلب العالمي الأقوى على الغاز الطبيعي المسال توقعات ارتفاع الاستهلاك المحلي.

هذا الشارت من منصة tradingview

وكانت قد دفعت التوقعات الجديدة بجبهة باردة في الولايات المتحدة الامريكية في منتصف يناير 2025 الصناعة إلى رفع توقعات الطلب بمقدار 18 مليار قدم مكعب في عطلة نهاية الأسبوع. وتزامن هذا مع بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية والتى تظهر أن تخزين الغاز انخفض بأكثر من 100 مليار قدم مكعب للأسبوع الثاني على التوالي، مما أدى إلى تعميق البداية المتوقعة لموسم الانسحاب.

وبدوره، دفع انخفاض احتمالية استمرار أوروبا في تلقي الغاز الروسي عبر أوكرانيا المستثمرين إلى اتخاذ مراكز طويلة الأجل في الغاز الطبيعي المسال مع بحث أعضاء الاتحاد الأوروبي عن مصادر بديلة للغاز. وهذا يزيد الطلب على الغاز الطبيعي المسال الأمريكي مع بداية رئاسة ترامب للولايات المتحدة، وكان قد وعد ترامب بإصدار المزيد من تصاريح تصدير الغاز الطبيعي المسال، مما دفع الشركات إلى تفضيل الصادرات الأكثر ربحية بدلاً من مبيعات الغاز الأرخص محليًا بسبب العرض المحلي الوفير.

“غازبروم” تتوقع تجاوز إيرادات مبيعات الغاز المستهدف

ومن جانبها قالت شركة غازبروم بإن عائدات مبيعات الغاز الطبيعي من المتوقع أن تتجاوز توقعاتها الخاصة في عام 2024، مما يوفر دفعة لشركة الطاقة الروسية العملاقة بعد الخسارة السنوية في العام الماضي. ومن جانبه قال نائب الرئيس التنفيذي فاميل ساديجوف في بيان هذا الاسبوع: “ستبلغ عائدات مبيعات الغاز 4.6 تريليون روبل (45.8 مليار دولار)، وهو ما يزيد بمقدار 155 مليار روبل عن المتوقع في الخطة المالية الأصلية”.

وسيتجاوز هذا أيضًا عائدات العام الماضي من مبيعات الغاز.

وكانت قد أعلنت الشركة عن أول خسارة سنوية لها منذ عام 1999 العام الماضي بسبب انخفاض الشحنات إلى أوروبا وسط انخفاض أسعار الوقود وحرب الكرملين ضد أوكرانيا. ولكن حتى الآن هذا العام ارتفعت صادرات الغاز الروسية إلى المنطقة بأكثر من 13٪ عن نفس الفترة في عام 2023 إلى 29.7 مليار متر مكعب، وفقًا لحسابات بلومبرج. ويمر نحو نصف الغاز الطبيعى إلى أوروبا عبر أوكرانيا، رغم أن اتفاقية العبور التي أبرمتها شركة جازبروم لمدة خمس سنوات تنتهي في نهاية هذا الشهر. وفي الأسبوع الماضي استبعد زعماء روسيا وأوكرانيا تجديد الاتفاقية.

كما وسعت شركة جازبروم شبكة خطوط أنابيب الغاز المحلية واستحوذت على حصة شركة شل السابقة في مشروع سخالين 2 المشترك للنفط والغاز في أقصى شرق روسيا، وهو ما ساعد بالفعل في تعزيز صافي الدخل في النصف الأول من هذا العام. ولأول مرة، من المقرر أن تتجاوز إمدادات جازبروم إلى الصين هذا العام تدفقات خطوط الأنابيب إلى أوروبا، والتي كانت في السابق أكبر سوق لها.

تقلبات أسعار الغاز الأوروبية قبل توقيع اتفاق أوروبى هام

تقلبت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية فوق 45 يورو لكل ميغاواط/ساعة وسط مخاوف مستمرة بشأن الإمدادات، وذلك مع بقاء أسبوع واحد فقط حتى انتهاء صلاحية اتفاقية النقل الرئيسية بين روسيا وأوكرانيا. وحسب التداولات فقد تقدمت العقود الآجلة القياسية بنحو 2.4% قبل أن تستقر. وكانت قد ارتفعت الأسعار بأكثر من 10% في أربع جلسات، مما يسلط الضوء على سوق متوترة مع اقتراب نهاية العام.

ويتزامن نهاية اتفاقية النقل الوشيكة مع توقعات الطقس البارد في معظم أنحاء أوروبا، مما قد يزيد الطلب على الغاز تمامًا كما تستنفد المخزونات بشكل أسرع من المعتاد. وتجعل السوق المحدودة من الصعب على التجار تأمين ما يكفي من الغاز للعام المقبل حيث يتنافسون مع آسيا على الإمدادات المنقولة بحراً. ومؤخرا، فقد أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن بلاده لن تنقل الغاز الروسي المنشأ ما لم يكن لديه تأكيدات بأن الكرملين لن يستفيد مالياً بينما تستمر الحرب. ومن شأن وقف التدفقات أن يضر بشكل خاص بدول مثل سلوفاكيا، التي كانت تدفع باتجاه ترتيب بديل وتحذر من الأضرار المالية المحتملة في حالة توقف الإمدادات.

وكانت قد حاولت أوروبا كثيرا التخلى عن الغاز الروسي المنقول عبر الأنابيب منذ الغزو، لكن مجموعة من البلدان لا تزال تعتمد على عمليات التسليم من موسكو. وقد يؤدي التوقف إلى زيادة الطلب على الغاز الطبيعي المسال، مما يؤدي إلى تكثيف المنافسة مع آسيا على الشحنات في الوقت الذي يواجه فيه عدد من مشاريع توسيع الغاز الطبيعي المسال تأخيرات.