أعلن ماروس سيفكوفيتش، مفوض الاتحاد الأوروبي للتجارة والأمن الاقتصادي، عن اتفاق مبدئي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لتكثيف المحادثات التجارية بين الطرفين. يأتي هذا الاتفاق في ظل جهود الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب لإبرام اتفاقيات تجارية مع دول أخرى مثل المملكة المتحدة والصين، مما يعكس تراجع دور الاتحاد الأوروبي في الساحة التجارية العالمية.
تأتي هذه الخطوة وسط فرض الإدارة الأمريكية تعريفات جمركية مرتفعة تصل إلى 25% على واردات الصلب والألمنيوم والسيارات، بالإضافة إلى رسوم بنسبة 10% تؤثر على معظم الدول، بما فيها دول الاتحاد الأوروبي. وفي حال فشل المفاوضات خلال فترة التوقف التي تمتد 90 يومًا، قد تُفرض تعريفات إضافية تصل إلى 20% على صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، مما يزيد من حدة التوتر التجاري بين الجانبين.
وقبل اجتماع وزراء التجارة في بروكسل، أكد سيفكوفيتش خلال محادثة مع وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك على ضرورة تعزيز التعاون الفني والتجاري، مع استعداد الطرفين لعقد لقاءات قادمة في بروكسل أو خلال اجتماعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية المقررة في بولندا نهاية الشهر، في محاولة لكسر الجمود الذي شهدته جولات المفاوضات السابقة.
ومن جانبها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن أوروبا تسعى إلى اتفاقية تجارية شاملة وواسعة النطاق، بدلاً من التركيز على اتفاقات ذات مكاسب سياسية محدودة، مشيرة إلى أن اللقاءات الرسمية بين أوروبا والولايات المتحدة اقتصرت حتى الآن على تحيات غير رسمية منذ بداية ولاية ترامب الثانية.
على الرغم من هذه الجهود، لم يحرز سيفكوفيتش تقدمًا كبيرًا في المحادثات المباشرة مع المسؤولين الأمريكيين، مما أثار مخاوف في بروكسل من احتمال وضع الاتحاد الأوروبي في موقف ضعيف أمام المفاوضات الأمريكية، وهو ما قد يؤثر سلبًا على مستقبل العلاقات التجارية ويزيد من التحديات التي تواجه الاتحاد الأوروبي في حماية مصالحه الاقتصادية.