متى ستتغير أسعار الفائدة في بنك إنجلترا ؟

متى سيتم تغيير سعر الفائدة المقبل في المملكة المتحدة ؟ تشير أسعار السوق الآن إلى أن الخطوة التالية من قبل بنك إنجلترا ستكون في مايو 2024. وقد يكون هذا التغيير هو الخفض الذي يأمله أصحاب الرهن العقاري في أسعار الفائدة. وبعد سلسلة من البيانات الاقتصادية الأضعف من المتوقع خلال الأشهر الثلاثة الماضية، يقوم المستثمرون الآن بتسعير خفض سعر الفائدة في مايو بأحتمال 50/50. ولكن كما نلاحظ في الفقرات أدناه، هناك مخاطر كبيرة لخيبة الأمل.

حيث يتم توقع ذلك من سوق مقايضة المؤشر لليلة واحدة (OIS)، والذي يستخدمه المستثمرون للتحوط ضد التغيرات المستقبلية في تكلفة المال. ويظهر مؤشر أسعار الفائدة ما يصل إلى 80 نقطة أساس من التخفيضات المتوقعة الآن من قبل المشاركين في السوق في عام 2024، وهو ما يصل إلى أكثر من ثلاث تخفيضات بمقدار 25 نقطة أساس. وكانت قد أنخفضت التوقعات بشكل كبير منذ شهر أغسطس، عندما كان المستثمرون يسعرون سعر الفائدة في البنك عند الذروة بالقرب من 6.5%. ولأن هذه التوقعات تغذي أسعار الإقراض الحالية، فقد أرتفعت القروض العقارية إلى أعلى مستوياتها منذ عدة عقود.

ولكن بيانات المملكة المتحدة هدأت منذ ذلك الحين، وتراجعت التوقعات، مما أدى إلى انخفاض تكلفة الإقراض.

وشهد الأسبوع الماضى أرقام التضخم ومبيعات التجزئة لشهر أكتوبر بأقل من توقعات السوق، مما يشير إلى تباطؤ الاقتصاد والاعتقاد بأن بنك إنجلترا قد رفع أسعار الفائدة بما يكفي لخفض التضخم. وعليه يقول الاقتصاديون في بنك جولدمان ساكس بإنهم يعلقون أحتمالًا بنسبة 10٪ على زيادات إضافية في أسعار الفائدة ويرون أن بنك إنجلترا على الأرجح سيعلق حتى التخفيض الأول في الربع الثالث من عام 2024.

ولكن بانثيون للاقتصاد الكلي تقول بإن بنك إنجلترا سيخفض سعر الفائدة في مايو، ويمكن توقع تخفيضات بمقدار 75 نقطة أساس في العام المقبل، مع 100 نقطة أساس أخرى على مدار عام 2025، مما يؤدي إلى انخفاض أسعار الفائدة على الرهن العقاري. ولكن أصحاب الرهن العقاري يحذرون من المفاجأة الوقحة: فإذا أخطأت الأسواق في منتصف العام عندما رأت سعر الفائدة لدى البنوك يبلغ ذروته عند 6.5%، فمن الممكن أن يخطئوا مرة أخرى.

ومن جانبها قالت عضو لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، ميغان غرين، يوم الخميس الماضى، بإن السوق لم تتلق رسالة مفادها أن أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة لفترة أطول في رد واضح على رهانات السوق لخفض أسعار الفائدة في مايو. وقال جرين في مقابلة: “إن فكرة أن المعدل المحايد على المدى الطويل قد يكون أعلى قليلاً وأن المعدل الطبيعي للبطالة قد يكون أعلى قليلاً ليس أمراً يتصارع معه الجميع”.

وينضم جرين إلى الاقتصاديين الآخرين في التحذير من أن الزيادات المرتفعة في الأجور في بريطانيا ستبقي التضخم الأساسي وتضخم الخدمات أعلى بكثير من المستويات المتسقة مع هدف بنك إنجلترا المتمثل في خفض التضخم إلى 2.0%. وحسب أعلان رسمى فقد أرتفع التضخم البريطانى الأساسي بنسبة 5.7% على أساس سنوي في أكتوبر، في حين ارتفعت الخدمات بنسبة 6.6% على أساس سنوي، مما يشير إلى أن التضخم من المتوقع أن يظل مرتفعًا وقد يكون مترددًا في التراجع إلى هدف بنك إنجلترا البالغ 2.0% حتى عام 2025 على الأقل.

وأفيد الأسبوع الماضى أيضا بأن مؤشر الأجور في المملكة المتحدة (بما في ذلك المكافآت) ارتفع بنسبة 7.9٪ في سبتمبر، وفقًا لمكتب الإحصاءات الوطني، متجاوزًا الزيادة البالغة 7.4٪ التي توقعتها الاسواق، في حين تم تعديل زيادة أغسطس إلى 8.4٪. ونظرًا لقوة الأجور، يقول الاقتصاديون في بنك HSBC بإن بنك إنجلترا لن يكون قادرًا على النظر في تخفيضات أسعار الفائدة على الإطلاق في عام 2024، ولن يتم التخفيض الأول إلا في عام 2025.

ولذا، في حين تشير السوق إلى تخفيف وشيك للمقترضين، فإن المخاطر التي قد تنجم عن عدم خفض أسعار الفائدة على الإطلاق في عام 2024 لا يمكن أستبعادها بعد.