البنك المركزي الأوروبي على أعتاب الخروج من خطط التحفيز

أقترب البنك المركزي الأوروبي من الخروج من حافزه النقدي الهائل لأنه تخلى عن التحيز في تسهيل شراء الأصول ، كما سعى إليه بعض صناع السياسة في الاجتماعات السابقة ، وعلى الرغم من ذلك فقد ترك أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير. حيث ترك مجلس الإدارة ، بقيادة رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي ، أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير بعد جلسة السياسة في فرانكفورت ، تماشيًا مع توقعات الاقتصاديين. معدل الفائدة الرئيسي حاليًا عند مستوى صفر ومعدل الإيداع عند -0.40 بالمائة. معدل مرفق الإقراض الهامشي هو 0.25 في المئة.

وقال البنك المركزي الأوروبي: “يتوقع مجلس الإدارة بقاء أسعار الفائدة الرئيسية للبنك المركزي الأوروبي عند مستوياتها الحالية لفترة ممتدة من الوقت ، وتجاوز أفق صافي مشتريات الأصول”. وأكد البنك أن صافي مشتريات الأصول ، بالوتيرة الشهرية الجديدة البالغة 30 مليار يورو ، سوف يستمر حتى نهاية سبتمبر 2018 ، أو أبعد من ذلك ، إذا لزم الأمر ، وعلى أي حال حتى يرى مجلس الإدارة تعديلاً مستدامًا في مسار التضخم بما يتفق مع هدف التضخم.

تم تعديل التوجيه إلى الأمام مع قيام البنك بإسقاط التحيز في تسهيل شراء الأصول ، كما توقع بعض الاقتصاديين بعد ظهور فجوة واضحة في رغبة أعضاء مجلس الإدارة خلال جلسات السياسة القليلة الماضية. ولم يكن هناك أي ذكر لموقفه السابق بأن مجلس الإدارة على استعداد لزيادة برنامج شراء الأصول من حيث الحجم / أو المدة إذا كانت النظرة الاقتصادية الكلية أقل ملاءمة.

وقالت جينيفر مكيون الاقتصادية في كابيتال إيكونومكس “التغيير يمكن القول إن الخطوة الحذرة الأولى للبنك المركزي الأوروبي على طريق تطبيع السياسة تدريجيا ، وهو ما يفسر الارتفاع الفوري في اليورو”. واضافت “لكنها لم تكن مفاجأة كاملة في ضوء تحذير البنك المركزي الأوروبي في وقت سابق من أنه” سيعيد النظر في توجيهاته المستقبلية في وقت مبكر من هذا العام “.

في الاجتماعات السابقة ، سعى بعض صانعي السياسة إلى هذا التغيير في التوجيه الأمامي قائلين إن الانتعاش الاقتصادي يكتسب زخماً. وقال البنك إن المدفوعات الرئيسية من استحقاق الأوراق المالية المشتراة بموجب برنامج شراء الأصول ستعاد استثمارها لفترة ممتدة من الوقت بعد انتهاء صافي مشتريات الموجودات ، وعلى أي حال طالما كان ذلك ضروريا. وقال البنك المركزي الاوروبي ان “هذا سيساهم في ظروف مواتية للسيولة وموقف مناسب للسياسة النقدية”.

من المقرر أن يعقد حاكم البنك ماريو دراجى مؤتمراً صحفياً في الساعة 8.30 صباحاً بالتوقيت الشرقي في فرانكفورت ، حيث من المتوقع أن يشرح التغيير فى الإرشادات المستقبلية. ومن المتوقع أيضا أن يواجه أسئلة بشأن فضيحة النظام المصرفي في لاتفيا ونتائج الانتخابات الايطالية.

وقال ماك كيون من “كابيتال إيكونوميكس”: “إذا أعطى البنك أي شيء بعيداً عن مسار شراء الأصول بعد شهر سبتمبر اليوم ، فإننا نعتقد أنه سيشير إلى أن الاستدراك القصير أكثر احتمالاً من التوقف المفاجئ”. وأضاف “وبالنسبة لأسعار الفائدة، فإننا نعتقد أنها سوف ترتفع في نهاية المطاف في سبتمبر 2019 “.

سيكشف رئيس البنك المركزي الأوروبي أيضًا عن أحدث توقعات الاقتصاد الكلي لاعضاء مجلس البنك المركزي الأوروبي. وفي كانون الأول / ديسمبر، توقع اعضاء البنك المركزي الأوروبي نموا بنسبة 2.3 في المائة لهذا العام، و 1.9 في المائة في الفترة المقبلة و 1.7 في المائة في عام 2020. وشهد معدل التضخم لهذا العام 1.4 في المائة و 1.5 في المائة في العامين المقبلين.