أمور هامة يجب مراقبتها فى شهادة حاكم الاحتياطى الفيدرالى اليوم

عندما يشهد جيروم باول اليوم أمام الكونجرس فى وقت لاحق اليوم الثلاثاء في أول ظهور علني له كرئيس لمجلس الاحتياطي الاتحادي، فإن المستثمرين سوف تولي اهتماما وثيقا لكل كلمة له. والأسواق المالية هي دائما في حالة تأهب قصوى لأي تلميحات من التحولات في السياسة عندما يتحدث زعيم البنك المركزي الأقوى في العالم علنا. ولكن في هذه الحالة، سوف يستمعون بعناية خاصة. وستكون هذه هي المرة الاولى التي يسمع فيها باول وجهة نظره منذ ان أصبح خلف جانيت يلين فى رئاسة البنك بدعم من ترامب.

الأهم من ذلك كله، فإن المستثمرين سيقومون بتحليل كلمات باول لأي إشارة من متى أو مدى سرعة سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة. وكان بنك الاحتياطي الفدرالي قد توقع في كانون الأول / ديسمبر أنه سيرفع أسعار الفائدة ثلاث مرات في عام 2018. لكن العديد من المحللين يعتقدون أن التطورات الاقتصادية قد تؤدي إلى تسريع وتيرة هذه الوتيرة. وسيقدم باول افكاره حول تقرير مجلس الاحتياطى الفيدرالى الذى يرفع مرتين فى السنة الى الكونجرس الذى يوضح تفكيره فى الاقتصاد ومعدلات الفائدة. وسيشهد اليوم الثلاثاء امام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب ويوم الخميس امام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ.

والنقاط التالية يجب مراقبتها جيدا فى مضمون تصريحات جيروم باول حاكم الاحتياطى الفيدرالى:

1 – أضطراب الاسواق المالية:

فى اول يوم لتولى جيروم باول رئاسته كحاكم للبنك المركزى الامريكى شهدت الاسواق المالية عمليات بيع قوية وذلك فى يوم 5 فبراير وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 1100 نقطة – وسقط أكثر في الأيام اللاحقة. بعد ذلك عاودت الاسواق تحقيق مكاسبها. واستقرت الأسواق منذ ذلك الحين واستعادت الكثير من خسائرها. ومن المؤكد ان باول سيواجه اسئلة حول ما يعنيه الاضطراب السوقى وما اذا كان يقلقه ان التقلب سيضر بالاقتصاد. وهل سوق وول ستريت الذى يتحكم فيه الثيران. والارتفاع الكبير في الأسهم التي أعقبت انتخابات عام 2016 – ترك له القلق من أن أسعار الأسهم شكلت فقاعة لاصول المخاطرة التي يمكن أن يكون لها عواقب كارثية؟

وإذا كان باول يعتقد ذلك، فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يكون مستعدا لتسريع رفع أسعار الفائدة هذا العام لمحاولة زيادة هبوط أسعار الأسهم. من ناحية أخرى، قد يشعر بنك الاحتياطي الفيدرالي بأن هبوط سوق الأسهم في بداية فبراير قد سبق أن كان بمثابة تحذير للمستثمرين من شأنه تخفيف الضغط لتسريع وتيرة ارتفاع أسعار الفائدة.

2 –  النمو الاقتصادي:

أظهرت محاضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في يناير أن العديد من صناع السياسة رفع مستوى توقعاتهم للنمو الاقتصادي استنادا إلى صورة عالمية مشرقة، واحتمال أن التخفيضات الضريبية للجمهوريين يمكن أن تسرع النمو. ويأتي النمو الأقوى بعد سنوات شهدت الانتعاش الاقتصادي من الركود الكبير تراجعا مع توسع بنحو 2 في المائة سنويا – وهو أبطأ للانتعاش منذ الحرب العالمية الثانية. ولكن بعض الاقتصاديين يقولون إن الوتيرة الفرعية للنمو ساهمت بالفعل في متانة الانتعاش. وهو الآن ثالث أطول توسع اقتصادي على السجلات التي يرجع تاريخها إلى 1850.

ومن المرجح ان يسأل باول عن كيفية استجابة بنك الاحتياطي الفدرالي للارتفاع في النمو في وقت كانت فيه البطالة عند أدنى مستوى لها منذ 17 عاما بنسبة 4.1 في المئة، ورفع الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة تدريجيا لضمان أن التضخم لا يشكل مشكلة. وانه هل سيكون بنك الاحتياطي الفدرالي بقيادة باول سعيدا بنمو أقوى؟ أو قد يشعر بأنه مضطر لتسريع رفع أسعار الفائدة لمنع نمو أسرع من إشعال التضخم في وقت لاحق؟

3-  التضخم:

كان أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى اضطراب السوق في وقت سابق من هذا الشهر هو تقرير مفاجئ أن متوسط الأجور ارتفع في يناير مقارنة مع العام الماضي في أسرع وتيرة في ثماني سنوات. كما أظهرت بعض بارومترات التضخم الأخرى زيادات. ومع ذلك، لا يزال مقياس التضخم المفضل للبنك الاحتياطي الفيدرالي دون هدفه المتمثل في 2 في المائة سنويا.

وسوف يرغب المستثمرون في معرفة ما إذا كان باول قد أصبح مقتنعا بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي هو على وشك تحقيق هدفه المتمثل في التضخم بنسبة 2٪ – وإذا كان الأمر كذلك، ما إذا كان قد يشعر قريبا بالحاجة إلى تسريع الزيادات في أسعار الفائدة. ومع معدل البطالة الحالي البالغ 4.1 في المئة أقل بكثير من نسبة الاحتياطي الفيدرالي البالغ 4.6 في المئة الخاصة بالتوظيف الكامل، كم من التسارع في التضخم قد يتسامح معه البنك المركزي قبل اتخاذ قرار بزيادة ارتفاع أسعار الفائدة؟

4- العجز في الميزانية:

عندما اقترح الرئيس الامريكى دونالد ترامب ميزانية قبل أسبوعين، توقعت قفزة هائلة في العجز على مدى العقد المقبل مقارنة مع ميزانيته الأولى في العام الماضي. وتتوقع الميزانية الجديدة أن يبلغ العجز 7.1 تريليون دولار خلال العقد القادم، أي أكثر من ضعف العجز الذي توقعته الإدارة في العام الماضي. وسوف يأتي جزء كبير من هذه الزيادة من 1.5 تريليون دولار خفض الضرائب الذى تم أقرارها من جانب أدارة ترامب. وميزانية ترامب الجديدة تعتمد على النمو لتسريع من 2 في المئة وتيرة شوهدت منذ الانتعاش إلى معدلات 3 في المئة أو أفضل. ويرى بنك الاحتياطي الفيدرالي نظرة باهتة: أكثر انسجاما مع معظم الاقتصاديين، فإن بنك الاحتياطي الفدرالي قد يسجل معدل نمو طويل الأجل عند 1.8 في المئة.

ومن المرجح أن يتم استجواب باول حول هذا التناقض وعما إذا كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قلق من احتمال ارتفاع درجة الحرارة الاقتصادية والتضخم من زيادة التحفيز الحكومي.

5- جدول أعمال حاكم الفيدرالى جيروم باول:

خلال جلسة تأكيد مجلس الشيوخ، أشار باول إلى دعم اللوائح المصرفية الأكثر صرامة في قانون دود-فرانك لعام 2010، الذي تم سنه بعد الأزمة المالية لعام 2008. لكنه قال ايضا انه يمكن ان يرى المناطق التى يمكن فيها تخفيف اللوائح، وخاصة بالنسبة للمصارف المحلية. وموقف باول لم يذهب بعيدا الى حد ما عن موقف ترامب. وأدعى ترامب أن دود فرانك كارثة يجب أن تلغى بسبب الضرر الذي كان يفعله للاقتصاد من خلال جعل من الصعب على البنوك تقديم القروض. ومن المرجح ان يضغط المشرعون على رئيس مجلس الاحتياطى الفيدرالي الجديد حول قضية اللوائح المصرفية، نظرا لأن كلا من مجلس النواب ومجلس الشيوخ طرحوا مشاريع قوانين من شأنها أن تجرى إصلاحات لدود فرانك.

ويمكن دعم هذا الجهد بدعم من باول وغيره من مرشحي ترامب إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي. ويوجد لدى البنك المركزى اربعة شواغر فى مجلسه المكون من سبعة اعضاء والذى سيكون بامكان ترامب ترشيح ما يريده لهذة المقاعد.