أعلنت شركة إنفيديا بالتعاون مع جامعة بريستول، يوم الخميس، عن إطلاق حاسوب Isambard-AI الفائق، الذي يُعد الأسرع في المملكة المتحدة وأحد أكثر الحواسيب كفاءة في استهلاك الطاقة على مستوى العالم. يهدف هذا النظام إلى دعم مفهوم “الذكاء الاصطناعي السيادي”، الذي يركز على بناء أنظمة ذكية متقدمة تخدم احتياجات الدول بشكل مستقل. ويضم Isambard-AI ما يصل إلى 5,448 شريحة Grace Hopper الفائقة من إنفيديا، مدمجة ضمن خزائن خوادم من تصنيع HPE، مزودة بتقنية التبريد السائل.
يُستخدم هذا النظام لدعم أبحاث متقدمة في مجالات تشمل:
علوم المواد.
تطوير الأدوية.
بناء نماذج لغوية كبيرة تدعم لغات محلية مثل الويلزية.
وأكد البروفيسور سيمون ماكنتوش-سميث، مدير مركز بريستول للحوسبة الفائقة، أن المشروع اكتمل في أقل من عامين، وهو زمن استثنائي مقارنة بمشاريع مشابهة تستغرق عادة أكثر من ثلاث سنوات. وسيتمكن الباحثون والشركات من الوصول إلى النظام عبر طلبات مقدمة إلى وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا البريطانية. وعلى الرغم من قدراته البحثية العالية، يتميز Isambard-AI بحجم مدمج مقارنة بالحواسيب الفائقة التي تديرها شركات مثل أمازون، غوغل، ميتا، ومايكروسوفت، والتي تستهلك طاقة تصل إلى جيجاواط. في المقابل، يستهلك Isambard-AI حوالي 5 ميجاواط فقط. استخدام التبريد السائل سمح بزيادة كثافة وحدات المعالجة الرسومية في مساحة محدودة، مما عزز كفاءة الطاقة. كما بدأت الجامعة تجربة إعادة استخدام المياه الساخنة الناتجة عن الحاسوب لتدفئة مبانيها، مع خطط مستقبلية لتوسيع هذا النظام ليشمل منازل ومؤسسات مجاورة.
وكانت قد بدأت النسخة التجريبية من النظام في دعم أبحاث تشمل تطوير لقاحات لألزهايمر وتقنيات التعرف على الصور للكشف عن سرطان الجلد. كما يدعم Isambard-AI استراتيجية إنفيديا لتوسيع “الذكاء الاصطناعي السيادي”، مما يفتح آفاقًا جديدة للإيرادات بعيدًا عن شركات التكنولوجيا التقليدية.
وفي مايو، أعلن جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لإنفيديا، خلال فعالية في السعودية، عن خطط لبيع آلاف وحدات المعالجة الرسومية لشركات محلية. كما وضعت الشركة خطة لبيع مئات الآلاف من الشرائح للإمارات، لكن المشروع يواجه تأخيرًا بسبب مخاوف تتعلق بانتقال التكنولوجيا إلى الصين، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال. في يونيو، كشفت إنفيديا عن تعاون مع شركات في فرنسا، المملكة المتحدة، ألمانيا، وإيطاليا لتعزيز البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
وأكد هوانغ أن الذكاء الاصطناعي يشكل أساس الثورة الصناعية الحالية، مشبهاً إياه بالكهرباء والإنترنت، ومشيدًا بالقيادات الأوروبية التي تدعم هذا التحول. Isambard-AI يعزز مكانة المملكة المتحدة في هذا المجال، ويفتح آفاقًا لابتكارات بحثية واقتصادية مستقبلية.