على عكس المتوقع .. مطالبات العاطلين عن العمل الامريكية تتراجع بقوة

تراجع عدد الأمريكيين المتقدمين للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي ولا يزال منخفضًا تاريخيًا حتى مع تباطؤ الاقتصاد الأمريكي في خضم ارتفاع معدلات التضخم منذ عقود. وفى هذا الصدد أفادت وزارة العمل الامريكية اليوم الخميس أن طلبات إعانة البطالة للأسبوع المنتهي في 15 أكتوبر تراجعت بمقدار 12.000 لتصل إلى 214.000 من 226.000 الأسبوع الماضي. وقد أرتفع المتوسط المتحرك لأربعة أسابيع بمقدار 1250 إلى 212.250 . ونظرًا لكونها وكيلًا لتسريح العمال ، ظلت طلبات إعانة البطالة منخفضة تاريخيًا منذ التطهير الأولي لأكثر من 20 مليون وظيفة في بداية جائحة الفيروس التاجي في ربيع عام 2020.

وتشير بعض بيانات التوظيف الحديثة إلى أن سوق العمل الامريكى قد يكون هادئًا بشكل طفيف ، ولكن بشكل عام ، لا يزال الجزء الأكثر صحة من الاقتصاد الذي كان مهتزًا طوال العام بسبب ارتفاع التضخم وحرب روسيا في أوكرانيا. وذكرت الحكومة الأسبوع الماضي أن التضخم في الولايات المتحدة قد تسارع في سبتمبر ، مع ارتفاع تكلفة الإسكان والضروريات الأخرى إلى تكثيف الضغط على العائلات والشركات.

وقد دفع التضخم المرتفع منذ أربعة عقود مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى الاستمرار في رفع سعر الفائدة الامريكية ، والذي يتراوح حاليًا بين 3٪ و 3.25٪. منذ أكثر من ستة أشهر بقليل ، وكان هذا المعدل قريبًا من الصفر. وقد دفعت الزيادات الحادة في أسعار الفائدة معدلات الرهن العقاري إلى أعلى مستوياتها في 15 عامًا ، وجعلت الاقتراض الآخر أكثر تكلفة. ويأمل بنك الاحتياطي الفيدرالي أن تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى إبطاء الاقتراض والإنفاق ودفع التضخم بالقرب من هدفه التقليدي البالغ 2٪.

ومن جانبهم حذر مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي من أن معدل البطالة من المرجح أن يرتفع كجزء من كفاحهم ضد ارتفاع الأسعار ، ومن المحتمل أن يكون أحدث تقرير للوظائف الحكومية قد قضى على أي أمل في أن يوقف الاحتياطي الفيدرالي زيادات الأسعار مؤقتًا عندما يجتمع في أوائل نوفمبر. وقد أبطأ أرباب العمل الأمريكيون توظيفهم في سبتمبر ، لكنهم أضافوا 263 ألف وظيفة ، وانخفض معدل البطالة من 3.7٪ إلى 3.5٪ ، ليطابق أدنى مستوى له منذ نصف قرن. ويأمل بنك الاحتياطي الفيدرالي في أن يؤدي تباطؤ وتيرة التوظيف في نهاية المطاف إلى تقليل الضغط على أرباب العمل لزيادة الرواتب ونقل هذه التكاليف إلى عملائهم من خلال زيادات الأسعار – وهي وصفة لارتفاع التضخم. لكن نمو الوظائف في أيلول (سبتمبر) كان على الأرجح أقوى من أن يؤثر على هيئات مراقبة التضخم التابعة للبنك المركزي.

وأرتفع إجمالي عدد الأمريكيين الذين يجمعون مساعدات البطالة بمقدار 21000 إلى 1.39 مليون للأسبوع المنتهي في 8 أكتوبر. وأظهر تقرير حكومي آخر في وقت سابق من هذا الشهر أن عدد الوظائف المتاحة في الولايات المتحدة انخفض في أغسطس مقارنة بشهر يوليو حيث أصبحت الشركات أقل يأسًا من العمال ، مما شجع المستثمرين والاقتصاديين لفترة وجيزة. وتقلص الاقتصاد الأمريكي في كل من الربعين الماضيين ، لكن ذلك لم يفعل شيئًا يذكر لتهدئة سوق العمل ، وهو جزء من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي في مكافحته للتضخم.