تراجع معدلات التضخم البريطانية … فماذا عن سياسة بنك أنجلترا ؟

أنخفض التضخم في جميع أنحاء المملكة المتحدة بشكل غير متوقع في أغسطس إلى أدنى مستوى له منذ أن شنت روسيا غزوها لأوكرانيا، مما زاد الآمال في أن بنك إنجلترا قد يوقف رفع أسعار الفائدة بعد رفع آخر مرة أخرى غدا الخميس. وفى هذا الصدد فقد قال مكتب الإحصاءات الوطنية اليوم بإن ارتفاع الأسعار، مقاسًا بمؤشر أسعار المستهلكين، تراجع إلى نسبة 6.7% في أغسطس العام الماضي، بأنخفاض عن 6.8% في يوليو. وقد أدى هذا الانخفاض إلى وصول التضخم إلى أدنى مستوى له منذ فبراير 2022، عندما أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.

وأضافت بإن أنخفاض تكاليف الفنادق وتذاكر الطيران واعتدال ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وساعدت في تعويض الزيادة في أسعار الطاقة على خلفية ارتفاع أسعار النفط الخام. وكان الانخفاض غير متوقع. وكان معظم المحللين توقعوا زيادة إلى نحو 7% في ظل ارتفاع الأسعار في محطات الوقود.

ورغم أن الانخفاض المفاجئ كان مشجعا، فإن التضخم يظل أعلى بكثير من المعدل المستهدف الذي حدده بنك إنجلترا بنسبة 2%، وأعلى من أي اقتصاد متقدم رئيسي آخر في مجموعة السبع. ونتيجة لذلك، يعتقد معظم الاقتصاديين أنه سيرفع سعر الاقتراض الرئيسي مرة أخرى يوم الخميس بمقدار ربع نقطة مئوية إلى أعلى مستوى له منذ 16 عامًا عند 5.5٪.

ومع ذلك، هناك آمال في أن يشير البنك إلى أن معدلات الاقتراض قد بلغت ذروتها، مما يريح الملايين من أصحاب المنازل الذين يواجهون معدلات فائدة أعلى على الرهن العقاري. وبالنسبة للعديد من أصحاب المنازل، فإن الألم لم يصل بعد. على عكس الولايات المتحدة الامريكية، فعلى سبيل المثال، فإن معظم أصحاب المنازل في بريطانيا يثبتون أسعار الفائدة على الرهن العقاري لبضع سنوات فقط، وبالتالي فإن أولئك الذين تنتهي عقودهم قريبا يعرفون أنهم يواجهون تكاليف اقتراض أعلى بكثير في ضوء الارتفاع الحاد في أسعار الفائدة على مدى العامين الماضيين.

ومثل البنوك المركزية الأخرى في جميع أنحاء العالم، قام بنك إنجلترا برفع أسعار الفائدة بقوة من الصفر تقريبًا في إطار سعيه لمواجهة ارتفاعات الأسعار التي غذتها أولاً مشكلات سلسلة التوريد خلال جائحة فيروس كورونا ثم الغزو الروسي لأوكرانيا. وبلغ التضخم ذروته عند 11.1% في أكتوبر 2022.