تراجع مبيعات التجزئة البريطانية بأكثر مما كان متوقعا

أنخفضت مبيعات التجزئة البريطانية بأكثر من المتوقع خلال فترة التسوق الرئيسية لعيد الميلاد حيث أدى مزيج من الطقس الرطب وارتفاع أسعار الفائدة وضعف سوق العمل إلى جعل المستهلكين أكثر حذراً. وفى هذا الصدد قال مكتب الإحصاءات الوطنية اليوم الجمعة بإن حجم البضائع المباعة في المتاجر وعبر الإنترنت انخفض بنسبة – 3.2٪ في ديسمبر. ويأتي ذلك بعد قفزة منقحة بنسبة 1.4٪ في نوفمبر، عندما عززت المبيعات في وقت مبكر من تخفيضات الجمعة السوداء ومنح تكلفة المعيشة. وكان الاقتصاديون يتوقعون انخفاضًا بنسبة 0.5٪ الشهر الماضي.

وهذا يعني أن المبيعات انخفضت بنسبة 0.9% في الربع الرابع ككل، مما يزيد من خطر انزلاق الاقتصاد البريطانى إلى الركود الفني. وسيخفض الناتج المحلي الإجمالي في هذا الربع بمقدار 0.04 نقطة مئوية. وهذا هو العام الثاني على التوالي الذي تشهد فيه مبيعات التجزئة البريطانية ككل تراجعا بنسبة 2.8% في عام 2023 إلى أدنى مستوى منذ عام 2018.

وتسلط هذه الأرقام الضوء على طلب المستهلكين في نهاية العام الماضي. ويراقب بنك إنجلترا عن كثب الإشارات والتي تشير إلى أن الضغوط التضخمية قد تستمر في الوقت الذي يحاول فيه تحديد الوقت الذي يمكنه فيه خفض أسعار الفائدة، والتي بلغت أعلى مستوى لها منذ 16 عامًا. وأختلف المتسوقون في بريطانيا عن الوضع في الولايات المتحدة الامريكية، حيث تدافع المتسوقون على الملابس والسيارات خلال عيد الميلاد، مما أدى إلى ارتفاع نمو مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة بما يتجاوز التوقعات المتفائلة.

وتتوج الأرقام في بريطانيا أسبوعا من البيانات التي سلطت الضوء على الصعوبة التي يواجهها البنك المركزي البريطانى في تقديم توقعاته التالية للتضخم والنمو في الأول من فبراير. وبينما تراجع نمو الأجور بأسرع وتيرة على الإطلاق وانخفضت الوظائف الشاغرة، أرتفع مؤشر أسعار المستهلكين. بشكل غير متوقع، مما يشير إلى أن الضغوط التضخمية قد تستمر. ويراهن المستثمرون على سلسلة حادة من تخفيضات أسعار الفائدة تبدأ في منتصف العام، مما دفع الاقتصاديين إلى رفع توقعاتهم للنمو. ولكن أرقام الناتج المحلي الإجمالي حتى نوفمبر تظهر أن الاقتصاد البريطانى كان على حافة الانكماش في ربعين متتاليين، وهو ما قد يمثل ركودًا معتدلًا ولكن فنيًا.

وقد أشارت الدراسات الاستقصائية إلى ضعف تجار التجزئة. حيث قال اتحاد التجزئة البريطاني بإن مقياس مبيعاته نما بنسبة 1.7٪ فقط عن العام الماضي في ديسمبر. وأظهرت بيانات بطاقات الائتمان من باركليز أن نمو الإنفاق انخفض إلى النصف في ديسمبر مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، مما يشير إلى أن المتسوقين قلصوا من الهدايا ومشتريات التذاكر الكبيرة خلال عيد الميلاد.