أنكماش أسعار المنتجين في الصين للمرة الاولى منذ عام 2020

تراجعت أسعار المنتجين في الصين إلى الانكماش لأول مرة منذ ما يقرب من عامين مع انخفاض أسعار السلع الأساسية العالمية وتراجع الطلب عن القيود المفروضة على تفشي فيروس كوفيد ، وهي علامة أخرى على التحديات التي تواجه الشركات التي تتعرض بالفعل لضغوط من الانكماش الاقتصادي. وفى هذا الصدد قال المكتب الوطني للإحصاء الصينى اليوم الأربعاء إن مؤشر أسعار المنتجين فى البلاد أنخفض بنسبة – 1.3٪ في أكتوبر عن العام السابق بعد ارتفاعه 0.9٪ في الشهر السابق ، وهو أول انخفاض في المقياس منذ ديسمبر 2020. وفي غضون ذلك ، خفت حدة تضخم المستهلك أكثر حيث أدى ضعف الطلب إلى إبقاء هذه الأسعار منخفضة. وحسب المعلن فقد أرتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 2.1٪ على أساس سنوي ، متباطئًا من زيادة بنسبة 2.8٪ في سبتمبر. وظل التضخم الأساسي ، الذي لا يشمل أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة ، دون تغيير عند 0.6٪ ، وكان أقل من 1٪ خلال الأشهر الأربعة الماضية.

وتتناقض أسعار المستهلكين والمنتجين الضعيفة في الصين مع الدول الأخرى ، حيث رفعت البنوك المركزية أسعار الفائدة مرارًا وتكرارًا لترويض التكاليف. وتضرر الطلب في الصين بشدة بسبب الأزمة المستمرة في سوق العقارات وتكرار تفشي فيروس كوفيد وإغلاقه ، مما أثر على الثقة. وهذا يعني أن الصين تتعرض لضربة من انخفاض الطلب من جميع الجوانب: في حين أن المستهلكين الصينيين يترددون في الإنفاق في المنزل بسبب ضعف سوق العقارات وفيروس كوفيد ، فإن ارتفاع التضخم العالمي ومخاوف الركود تحذر أيضًا المستهلكين في الخارج من الإنفاق.

وبدأ ذلك في التأثير على التجارة الصينية ، حيث أظهرت بيانات في وقت سابق من هذا الأسبوع انخفاض الصادرات والواردات الصينية بشكل غير متوقع لأول مرة منذ عامين. وتعليقا على ذلك قال بروس بانج ، كبير الاقتصاديين في شركة جونز لانج لاسال: “نعتقد أن الصين قد تبدأ في خوض معركة شرسة مع مخاطر وشيكة من الانكماش مع ضعف الطلب المحلي وتراجع الطلب على الصادرات”.

ويمكن تفسير جزء من الضعف في أسعار المصانع من خلال قاعدة المقارنة المرتفعة في العام الماضي: فقد وصل مؤشر أسعار المنتجين إلى أعلى مستوى له في 26 عامًا في هذه المرحلة من عام 2021 حيث ارتفعت أسعار السلع العالمية مع ازدهار الطلب بعد الوباء وشح الإمدادات. ومع ذلك ، يُعزى الانكماش هذا العام أيضًا إلى انخفاض أسعار السلع الأساسية. وتعمقت انخفاضات أسعار الأسمنت وحديد التسليح والنحاس على أساس سنوي في أكتوبر ، في حين قلصت أسعار المنتجات الأولية – بما في ذلك النفط والفحم – المكاسب أو اتسعت التراجع ، وفقًا لـ Bloomberg Economics.

وقد ظلت الصين ثابتة في التمسك بأستراتيجيتها الخاصة بـ Covid Zero لإغلاق المناطق لاحتواء العدوى ، والتي نجحت في تجنب ارتفاع عدد حالات الإصابة والوفيات ولكنها أضرت بالاقتصاد بشدة. وكان المستهلكون يتجنبون الإنفاق حيث تلوح في الأفق احتمالات قيود التنقل ، مما يسهم في حدوث ضغط على الطلب. ومن المحتمل أن تكون القيود حول مؤتمر الحزب الشهر الماضي قد ساهمت في المزيد من تهدئة التضخم.